أعمدة

نوافـذ :النهضة بين أجيالها الثلاثة.. ولا تزال

17 نوفمبر 2017
17 نوفمبر 2017

أحمد بن سالم الفلاحي -

[email protected] -

تنافست، ولا تزال، ثلاثة أجيال على بناء النهضة المباركة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – منذ مطلع سبعينيات القرن العشرين المنصرم، وها هي تلج الألفية الثالثة وسط تحقق منجز تنموي شاهد عصر على حاله، لا يحتاج إلى كثير من الشرح والتعليل والتفسير، فالخارطة التنموية للسلطنة تستقصي أوراقها عبر امتداد عمان الجغرافي، وهي كلها حاضنة لهذا الإنسان الذي يعيش عبر امتدادها، مسخرة له سبل العيش الكريم، ومعززة له جدار الأمان الصلب، ومشرعة سبلها نحو التسامح والرضا، ومقيمة علاقاتها مع الآخر على أسس الحياد؛ وعدم الانحياز، ولذلك تشق طريقها بكل ثبات، ولا تغالي في المواقف إلا بالقدر الذي يحتم عليها واجب الإنسانية، وردع الصدع بين الفرقاء في مختلف تقاطعات المصالح التي، غالبا، ما تحدث بين الدول صغيرها وكبيرها، وهي بذلك تسجل مواقف شريفة معتدلة، انطلاقا من قناعات قيادتها السامية، التي أوضحت الطريق والمقصد منذ أول خطاب ألقاه جلالة السلطان، حفظه الله، وطوال السنوات الـ (47) المضيئة، لا تزال الصورة على ثباتها بكل رضا، وبكل وضوح، وهذا ما يعلي سقف مكانتها بين المجتمع الدولي، وهذا ما يطمئن إليها القريب والبعيد، هكذا كانت الحكمة، ولا تزال، وهكذا كان المنهج، ولا يزال.

عندما نقول: إن هناك ثلاثة أجيال تتنافس على المساهمة في خدمة النهضة المباركة، واستحقاقاتها في مختلف المجالات؛ فإننا نعني بذلك الجيل ما قبل النهضة، والذي امتدت مساهمته إلى مطلع التسعينيات؛ أو يزيد، حيث دخل المعترك النهضوي الجيل الثاني، والذي يتداخل مع الجيل الثالث منذ مطلع التسعينيات، وهكذا يستمر العطاء ويستمر البناء، فهؤلاء أبناء عمان وقود هذه النهضة المباركة وشعلتها التي لن تنطفئ بإذن الله الواحد الأحد، فهذا وطن ولد ليبقى، ويسعد من يعيش بين جنباته، ويؤمن الجار والشقيق والصديق، حيث الرؤية الصائبة، والتوجه الحكيم، والتعامل الراقي، وأبناؤه الأوفياء يدركون كل مناخات الحياة العمانية، وتفاصيلها، ويعلمون علاقتهم بالآخر، وهي العلاقة التي يترجمون حقيقتها في كل محفل، ولذلك هم ينجزون، ويتميزون في إنجازاتهم على المستوى الإقليمي والدولي على حد سواء، فرهانات التحدي والنجاح والتميز ليست قائمة فقط في الداخل، وإنما في الخارج أيضا.

يقينا لن نتحدث اليوم عن تحقق بنى أساسية، فهي والحمد لله مكتملة، ومعززة بالدعم والتطوير، وفق الخطط والبرامج، على امتداد الجغرافية العمانية، وإنما نتحدث عن هذا الإنسان السخي الذي يعيش في هذه الأرض الطيبة المنبتة لكل طيب بفضل الله، وبفضل القيادة الحكيمة الممتدة لأكثر من أربعة عقود؛ حكمة يلمس تفاصيل أثرها القريب والبعيد على حد سواء، وهي تفاصيل ترخي سدولها خيرا ونماء، وتطورا، وتعزيزا، ليس فقط لخدمة المشروع النهضوي العماني، ولكن الممتد آثاره إلى البعيد، وفي كل سارية ترفع العلم العماني على امتداد المعمورة، وهذا أكبر إنجاز يتحقق على امتداد الـ (47) عاما ممتدة بالعطاء والنماء والرخاء.

تبقى عمان حبلى بأبنائها المخلصين الأوفياء، وحبلى بأفكارهم البناءة، وتبقى حبلى بسخائهم الإنساني، وحبلى بامتداد سجادة السلام على امتداد ربوع العالم الحر التواق إلى السلام والرضا والتسامح، لا يهمهم زعيق من زعق، ولا نعيق من نعق، فكل السهام المسمومة سترتد إلى أصحابها، عاجلا أو آجلا قرب هذا الارتداد أو بعد، والله عز وجل لن ينصر الأمة الظالمة، وستبقى راية السلام خفاقة عند الشعوب التي لا تتوق إلا إلى المحبة والسلام.

في هذا اليوم الأغر من أيام عمان الماجدة، نرفع الأكف ضارعين الى الله عز وجل بأن يديم على حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – الصحة والعافية والعمر المديد، وأن يكلأه بعنايته وكرمه وفضله، وأن تبقى عمان، كما هي دائما، حرة مصانة، وأبناؤها الميامين في عزة وسؤدد، وكل عام والجميع بخير.