1166869
1166869
العرب والعالم

ترامب يتعهد بـ«ضغوط قصوى» على كوريا الشمالية

16 نوفمبر 2017
16 نوفمبر 2017

سنغافورة تعلق العلاقات التجارية مع بيونج يانج والصين ملتزمة بخطتها -

عواصم-(وكالات): وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرا شديدا إلى كوريا الشمالية، مؤكدا أن هذه «الديكتاتورية المنحرفة لا يمكنها أن تبتزّ العالم»، ووعد بممارسة «ضغوط قصوى» على هذا البلد، وذلك في معرض دفاعه عن أهداف رحلته الآسيوية التي طالتها انتقادات.

ودافع ترامب عن رحلته الآسيوية التي استمرت قرابة أسبوعين وشهدت حفاوة في العواصم الحليفة لواشنطن، والتي يقول معارضوها إنها حققت إنجازات قليلة.

وأكد ترامب أنه حشد بنجاح معارضة لبرامج التسلح الخاصة ببيونج يانج.

وقال في خطاب في البيت الأبيض غداة عودته من جولة آسيوية ماراثونية تركّزت على حل أزمة كوريا الشمالية أن نظيره الصيني شي جينبينغ وعده بأن يمارس «ضغوطا اقتصادية» على بيونغ يانغ، مشددا على أن «الرئيس شي يقرّ بأن كوريا الشمالية تشكّل خطرا كبيرا على الصين».

وأوضح ترامب أن شي الذي سيوفد «مبعوثا خاصا» الى بيونج يانج قدم مقترحا لتجميد المناورات العسكرية لأمريكية في مقابل تجميد برامج التسلح الكورية الشمالية.

وتابع «عندما ألقيت خطابا أمام الجمعية الوطنية لجمهورية كوريا قلت الحقيقة بخصوص نظام كوريا الشمالية، وقلت بوضوح إنني لن اسمح لهذه الدكتاتورية المنحرفة بأن تأخذ العالم رهينة مقابل ابتزازها النووي».

وعرض الرئيس السبعيني الليلة قبل الماضية في خطابه الذي استغرق نصف ساعة محطات رحلته الآسيوية التي استغرقت 12 يوما وأصبحت أطول جولة يقوم بها رئيس أمريكي في آسيا منذ 1991، كما تطرق الى زيارات سابقة قام بها الى الخارج منذ تسلمه مفاتيح البيت الأبيض في يناير الماضي.

وقال ترامب «اود اليوم ان ابلغ الأمريكيين بنجاح هذه الرحلة وبالجهود التي قمنا بها كي نحقق للأمريكيين الأمن والرخاء هذا العام»، مشددا بالخصوص على المحورين الأساسيين لهذه الرحلة وهما التهديد الكوري الشمالي والتبادلات التجارية بين الولايات المتحدة وآسيا.

وأضاف انه خلال محطات رحلته الآسيوية «طلبنا من كل الدول ان تدعم حملتنا الرامية الى ممارسة أقصى الضغوط لنزع القدرات النووية من كوريا الشمالية».

كما قال الأميرال هاري هاريس قائد القوات الأمريكية في منطقة المحيط الهادي اليوم الخميس إن الدبلوماسية المدعومة بالقوة العسكرية ضرورية للتعامل مع برامج كوريا الشمالية الصاروخية والنووية.

وأطلقت بيونج يانج عشرات الصواريخ في عهد الزعيم كيم جونج أون مع تطوير سريع الخطى لبرنامجها الصاروخي الذي يهدف لامتلاك القدرة على استهداف الولايات المتحدة بصاروخ قوي يحمل رأسا نوويا.

وقال هاريس في اليابان في بداية اجتماع مع وزير الدفاع الياباني إيتسونوري أونوديرا «كما هو واضح، يجب أن تكون الدبلوماسية المحور الأساسي لجهود التعامل مع كوريا الشمالية لكن ينبغي أن تكون مدعومة بقوة عسكرية يمكن الاعتماد عليها».

من جانبهاعلّقت سنغافورة علاقاتها التجارية مع كوريا الشمالية في آخر إجراء تتخذه دولة تطبيقا لعقوبات الأمم المتحدة المفروضة على بيونغ يانغ للحد من برامج تسلحها النووية والبالستية، حسب ما أظهرت وثيقة للجمارك أمس.

وجاء في مذكرة نشرتها إدارة الجمارك في سنغافورة على موقعها الالكتروني أنها تحظر «كل السلع المتداولة تجاريا من أو إلى الجمهورية الكورية الشعبية الديمقراطية (الشمالية)، بغض النظر عن كونها مستوردة او مصدرة او منقولة او متوقفة كترانزيت عبر سنغافورة»، على أن تدخل حيز التنفيذ في 8 نوفمبر الحالي.

وحذرت السلطات المخالفين من امكان التعرض لغرامات تصل إلى 100 ألف دولار سنغافوري (نحو 74 الف دولار) او ثلاثة أضعاف قيمة السلع المتداولة او التعرض لعقوبة سجن تصل إلى سنتين او العقوبتين معا، لأول مخالفة.

وهناك عقوبات أكثر صرامة لمكرري المخالفات.

إلى ذلك نفت الصين أمس أن تكون قد تخلت عن مقترحها المتعلق بحل للازمة النووية مع كوريا الشمالية بعد أن ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى أن بكين وافقت على تغيير سياستها.

وطالما دعت بكين الى «مقاربة من مسار مزدوج» تقوم فيها الولايات المتحدة بوقف مناوراتها العسكرية في المنطقة مقابل تجميد كوريا الشمالية لبرنامجيها النووي والصاروخي.

لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ قال ان موقف بكين من الملف النووي لا يزال «متسقا وواضحا».

وردا على سؤال حول تصريحات ترامب قال غينغ خلال مؤتمر صحفي «نعتقد انه نظرا للظروف الراهنة، فإن مبادرة التعليق مقابل التعليق هي أكثر الخطط واقعية ومنطقية وعدلا والممكن تنفيذها».

وأضاف ان تلك المقاربة «لا تهدئ فحسب الوضع الحالي المتأزم، بل أيضا تمثل حلا لأكثر المخاوف الأمنية الملحة لجميع الأطراف، وتعطي الفرص وتخلق الظروف لاستئناف محادثات السلام وتحقق اختراقا للخروج من الجمود». وتابع غينغ «نأمل ان يكون لدى كل الأطراف المعنيين مقاربة جدية وان ينظروا بإيجابية الى حسن نية الجانب الصيني» مضيفا أن استخدام القوة العسكرية «ليس خيارا».

ويوفد الرئيس شي مبعوثا خاصا هو سونغ تاو الى كوريا الشمالية اليوم.ورغم ان مهمة سونغ رسميا هي اطلاع كوريا الشمالية على نتائج مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الاخير، يقول المحللون انه سيناقش على الأرجح الملف النووي.