الاقتصادية

الأزمة الاقتصادية تجبر كثيرا من الليبيين على بيع الحُلي وإنفاق المدخرات

16 نوفمبر 2017
16 نوفمبر 2017

وطرابلس - (رويترز) : أجبر تراجع الدينار الليبي إلى مستويات قياسية جديدة في السوق السوداء أُسراً ليبية على بيع الحُلي الذهبية والمدخرات من العملات الأجنبية لتوفير الاحتياجات الأساسية. ونجحت ليبيا في رفع إنتاجها من النفط هذا العام لنحو مليون برميل يوميا، لكنه لا يزال أقل كثيرا مما كان عليه قبل انتفاضة 2011.

وهوى الدينار منخفضا 200 في المائة في السوق السوداء منذ أوائل العام الماضي. وتفاقمت الأزمة مع فقد الليبيين، الذين لا يتسنى لهم في العادة الحصول على رواتبهم لأشهر، الثقة في البنوك وتفضيلهم الاحتفاظ بما لديهم من مال في بيوتهم.

وغذى هبوط قيمة العملة معدل التضخم وأعاق وصول الإمدادات الطبية للمستشفيات الأمر الذي اضطر العائلات لاتخاذ إجراءات غير معتادة.

وقال تاجر في سوق الذهب بطرابلس يدعى صلاح الدين «العائلات بدأت تتوافد بكثرة نتيجة الظروف. ظروفهم طبعا معروفة، يعني ممكن يكون نتيجة سبب السيولة، نقص في السيولة عندهم وذهبوا للبنوك والمصارف ما فيش سيولة فيضطروا يبيعوا ذهبهم. وأغلب العائلات تأتي من كل مكان يعني من طرابلس والمناطق القريبة المجاورة».

ومع بلوغ معدلات التضخم لما بين 25-30 في المائة فإن المرتبات، حتى في حالة تسلمها في مواعيدها، لم تعد كافية لتغطية النفقات الأساسية.

وقال ليبي يدعى سلمان راشد «مش قادر أغطي احتياجات أسرتي كرب أسرة، ما باقدرش، في الوقت الحالي، مستحيل الشعب الليبي كله ما يقدرش يوفر احتياجاته الاقتصادية لعائلته من أي نوع حتى لو كان أموره الاقتصادية المادية كويسة، بيعاني حتى لو كان صحاب شركة أو رجال أعمال. كله عنده عراقيل الصراحة انه يوفر لعائلته المدخول الكريم ولا يعيش ولا كده، صعبة جدا الأمور الوقت هدا».

وأضاف متقاعد يدعى بشير الطيب (65 عاما) ويعول 10 أشخاص بمعاش يبلغ 450 دينار «يعني الحياة أصبحت صعبة بصراحة زيادة عن اللزوم. وما فيش تفكير فيها من ناحية الحكومة باين يعني. المواطن أهو غلب على غلب وكل يوم تتفاقم المشاكل والأسعار تزيد ترتفع، والسيولة مش متوفرة يعنى مشكلة».

وقال مدير مصرف يدعى الصديق الطويل «الوضع الحالي الحقيقة متأزم جدا لحد الآن ما زال الوضع، الرؤية ضبابية. بالنسبة للتعامل مع المواطن المبلغ اللي نتحصل عليه نحاول كيف نقسمه على عدد الحسابات اللي موجودة عندنا ونوفر لهم بقدر المستطاع. والحكومة لحد الآن عاجزة عن توفير أي حلول أو تقديم أي شيء يفيد المصارف أو يفيد المواطن. والحقيقة الأمر غير طبيعي». وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 1.3 مليون شخص في ليبيا في حاجة لمساعدة إنسانية هذا العام.