121
121
المنوعات

جلال أمين وسعد البازعي يفوزان بجائزة السلطان قابوس التقديرية للثقافة والفنون والآداب

15 نوفمبر 2017
15 نوفمبر 2017

الفائزان اعتبراه يوما سعيدا وجائزة من دولة وشخصية تدعم الثقافة العربية -

حجب الجائزة في مجال التصميم المعماري.. و«عمان» تحمل بشارة الفوز لجلال أمين -

تغطية:عاصم الشيدي -

فاز المفكر المصري الدكتور جلال أمين بجائزة السلطان قابوس التقديرية للثقافة والفنون والآداب فرع الثقافة «مجال الدراسات الاقتصادية»، وفاز بالجائزة نفسها الدكتور سعد البازعي عن فرع الآداب مجال النقد الأدبي، فيما حجبت جائزة فرع الفنون والمخصص هذا العام لمجال التصميم المعماري.

وأعلن أمس عن الفائزين بالجائزة في مؤتمر صحفي عقده سعادة حبيب بن محمد الريامي أمين عام مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم وعضو مجلس أمناء الجائزة بحضور أعضاء لجان التحكيم والفرز.

ويحصل الفائز بالجائزة على وسام السلطان قابوس للثقافة والعلوم والفنون والآداب بالإضافة إلى مبلغ مالي قدره 100 ألف ريال عماني . وكانت الجائزة في دورتها السادسة التي خصصت لعموم العرب وشملت ثلاثة مجالات هي: مجالات الدراسات الاقتصادية والتصميم المعماري والنقد الأدبي. ولأول مرة منذ انطلاق الجائزة يتم حجب أحد فروعها.

ومن المنتظر أن يتم تسليم الجائزة الشهر القادم في حفل سنوي يقيمه مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم.

الفائز يحصل على وسام السلطان قابوس للثقافة والعلوم والفنون والآداب و 100 ألف ريال عماني -

وكانت جريدة عمان أول من نقل خبر الفوز للمفكر المصري جلال أمين والذي قال عبر الهاتف: «أنا سعيد بهذه المفاجأة ولا أكاد أصدق حتى الآن»، إلا أن جلال أمين صاحب كتاب «وصف مصر في نهاية القرن العشرين» عاد ليقول:« لا زلت سعيدا جدا بهذا الخبر وبهذه الجائزة، وأرجو أن أكون مستحقا لها، ولهذا الشرف الكبير الذي جاءني من سلطنة عمان الدولة التي أسهمت كثيرا في مسيرة خدمة الثقافة العربية».

وجلال أمين مفكر مصري معروف في العالم العربي والعالم خاصة في المجال الاقتصادي وهو صاحب الكتاب الشهير في مصر «ماذا حدث للمصريين؟» شرح من خلاله التغير الاجتماعي والثقافي في حياة المصريين خلال الفترة من 1945 إلى 1995 أي خلال نصف قرن من الزمان ويعزي هذا التغير الملحوظ إلى ظاهرة الحراك الاجتماعي بحسب موسوعة «ويكبيديا». وجلال أمين هو ابن الكاتب والمفكر العربي الكبير أحمد أمين صاحب «ضحى الإسلام» و«فجر الإسلام».

وحول ما إذا كان جلال أمين متوقعا للفوز أو منتظرا له قال عبر الهاتف: «لم أكن منتظرا، والأمر بدا لي مفاجأة واستيقظت على هذا الخبر المفرح والسعيد».

وتحدث المفكر الاقتصادي المعروف عن آخر مشاريعه المنشورة وهما كتابان الأول بعنوان «تجديد جورج أورول» والعنوان الفرعي «ماذا حدث للعام منذ 1950» ويناقش الكتاب التطورات التي حدثت للعالم منذ عام 1950، ومعروف أن جورج أوريل أحد المستشرفين للمستقبل من خلال كتاباته في الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

إضافة إلى كتابه السيري المعروف «مكتوب على الجبين» والذي لقي في مصر والعالم العربي رواجا كبيرا. وهذا الكتاب ليس الكتاب السيري الأول لجلال أمين حيث سبق أن نشر جزئين من سيرته الذاتية قبل ذلك.

وحول رؤيته للمشهد الاقتصادي العربي قال أمين: للأسف الرؤية ليست متفائلة. لكن أمين استدرك وقال: من الصعب فهم ما يحدث في العالم العربي ومصر بشكل خاص منذ 2011 ، والآن بعد مرور 7 سنوات ما زال الأمر غير مفهوم وغير متسق، ولا توجد معطيات واضحة يستطيع الشخص أن يستقرئ من خلالها إلى أين يمكن أن نصل.. ولكن ما أريد أن أضيفه «والحديث لجلال أمين» أن الوضع الاقتصادي في العالم العربي يتأثر بما يحدث في العالم سواء كان الأمر إيجابيا أم سلبيا وما حدث في مصر خلال الـ 50 سنة الماضية كان متأثرا بظروف عالمية جديدة ونتمنى أن تتحسن ظروف العالم حتى تتحسن ظروفنا.

وعبر الهاتف من الرياض بدا الدكتور سعد البازعي سعيد بالجائز وقال لعمان: لاشك أن الفوز بجائزة السلطان قابوس فوز مضاعف لاقتران الجائزة باسم جلالة السلطان، وهو راعي الثقافة والفنون في عمان الشقيقة، ولأنها تأتي دعما لمسيرة النقد الأدبي في الوطن العربي، هذا الفرع من فروع النشاط العلمي والإبداعي الذي يحتاج اليوم، شأن العلوم والآداب الإنسانية بشكل خاص، إلى كل دعم يمكنها تلقيه. ففي عصر الانصراف إلى كل ما هو تقني وعملي ومربح تتضاءل القيم الإنسانية وما يتعلق بها من علوم وفنون وآداب. ومن هنا تأتي قيمة الدعم الذي يمكن أن توليه المؤسسات الثقافية لهذا الجانب الهام من جوانب الحضارة. إنني فخور بجائزة السلطان قابوس وأرجو أن تأتي أعمالي القادمة بالمستوى الذي وجدته الجائزة فيما سبق من أعمال.

والبازعي ناقد ومفكر سعودي معروف من بين كتبه «ثقافة الصحراء: دراسات في أدب الجزيرة العربية المعاصر»، وشارك مع الدكتور ميجان الرويلي في إعداد «دليل الناقد الأدبي إضاءة لأكثر من سبعين تيارا ومصطلحا نقديا معاصرا. وله كتاب آخر بعنوان «المكون اليهودي في الحضارة الغربية» إضافة إلى عشرات الكتب والدراسات والمقالات المنشورة في الصحف والمجلات العربية.

وكانت الجائزة قد تلقت 26 ترشيحا في مجال الدراسات الاقتصادية، و22 ترشيحا في مجال التصميم المعماري، و28 في مجال النقد الأدبي.

وضمت لجان التحكيم مجموعة من الأكاديميين والاقتصاديين والخبراء والباحثين في مجالات الجائزة.

حيث ضمت لجنة تحكيم مجال الدراسات الاقتصادية كل من الدكتور فتح الله ولعلو وزير الاقتصاد والمالية السابق في المملكة المغربية إضافة إلى كونه أكاديميا معروفا وكذلك الدكتور سمير المقدسي أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأمريكية وهو أيضا وزير سابق في الجمهورية اللبنانية، والدكتور حاتم بن بخيت الشنفري أستاذ مساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس.

فيما ضمت لجنة التحكيم في مجال التصميم المعماري سعادة المهندس سلطان بن حمدون الحارثي المستشار بالمجلس الأعلى للتخطيط والدكتور المصري عمرو جلال العدوي أستاذ التصميم المعماري ورئيس جامعة بيروت العربية والدكتورة العراقية شيرين إحسان شيرزاد.

فيما ضمت لجنة تحكيم مجال النقد الأدبي الكاتب والشاعر العماني عبدالله حبيب والدكتور المصري محمد الشحات وعبدالرحيم العلام رئيس اتحاد كتاب المغرب.

وكان المحكمون يعملون بشكل منفرد قبل أن يلتقوا في مسقط يوم الأحد الماضي ودخلوا في نقاشات وجدالات مستمرة حتى وقت متأخر من مساء أمس الأول.

وقال سعادة حبيب الريامي خلال المؤتمر الصحفي أن لجان الفرز قد باشرت خلال الفترة من 20 إلى 24 أغسطس لفرز الترشيحات والرد على المرفوض منها. وفي الجائزة التقديرية تقيم لجان التحكيم سير ذاتية لا عمل محدد من الأعمال وبذلك تكون الجائزة عن مجمل ما أنتجه المترشح للجائزة.

واختيرت لجان الفرز من أكاديميين ومتخصصين في مجال الجائزة. حيث ضمت لجنة الفرز في مجال الدراسات الاقتصادية كل من الدكتور خلدون نصير أستاذ مشارك ورئيس قسم التسويق بجامعة السلطان قابوس والدكتور محمد بن راشد الجهوري خبير اقتصادي بالبنك المركزي العماني والدكتور المختار بن سيف العبري أستاذ مشارك ورئيس القسم الاقتصادي والمالي بجامعة السلطان قابوس. فيما ضمت لجنة الفرز في مجال التصميم المعماري كل من الدكتور خليفة بن سيف الجابري رئيس قسم الهندسة المدنية والمعمارية بجامعة السلطان قابوس والمهندس سيف بن علي الهنائي معماري ورئيس تطوير الأعمال بشركة عمران والمهندس خالد بن خميس الهاشمي معماري من مركز عمان للمعماريين.

وضمت لجنة الفرز في مجال النقد الأدبي كلا من الكاتب العماني سماء عيسى والدكتور سعيدة خاطر والجزائرية الدكتورة نوال بومعزة.

سمير المقدسي:

جلال أمين يستحق الجائزة

تحدث عضو لجنة تحكيم مجال الدراسات الاقتصادية الدكتور سمير المقدسي عن منح اللجنة الجائزة للدكتور جلال أمين وقال إنه اسم عربي كبير يستحق هذه الجائزة. مشيرا إلى أن لأمين إسهامات كبيرة في الفكر الاقتصادي والسياسي العربي، وهو لا ينشر باللغة العربية فقط ولكن ينشر باللغة الانجليزية أيضا. وجلال أمين باحث مميز، ورأت اللجنة أنه يستحق هذه الجائزة لمجمل ما قدمه وساهم به في تنمية الفكر الاقتصادي العربي وبعد أن تمحصت اللجنة في أعماله رأت أنه يستحق أكثر من غيره نيل شرف الفوز بالجائزة. وقال المقدسي أن هناك منافسة كانت بين المترشحين للجائزة ولكن كان على اللجنة أن تحسم الأمر وتعطي الجائزة لمن يستحقها بجدارة.

 

محمد الشحات: البازعي لم يقع في استلاب المركزية الأوروبية -

قال الدكتور محمد الشحات عضو لجنة تحكيم الجائزة عن فرع النقد الأدبي إن المتقدمين لنيل شرف الفوز بالجائزة كانوا كبارا في مجالاتهم وهم نقاد من مختلف أقطار الوطن العربي وأسماء لها حضور نقدي في المشهد العربي.

وقال الشحات إن تحكيم مجمل أعمال الناقد أمر صعب لأن اللجنة تنظر في مسيرة النقاد التي تتجاوز أحيانا 30 عاما. وأضاف أن بعض المتقدمين للجائزة بدأ متأخرا 20 عاما وبعضهم توقف قبل عشر سنوات أما سعد البازعي فما زال مشروعه مستمرا ولم تتراجع مسيرته أو تتعثر وقد تناول مشروعه نقد الشعر والدراما والاستشراق والاستغراب والبحوث الأكاديمية وغيرها من المجالات وهذا التنوع أحد محددات الفوز. مشيرا أن البازعي يمتلك مشروعا نقديا حقيقيا وله قدرة على إحداث حوار مع النظريات النقدية الغربية دون أن يقع في استلابها، ولديه قدرة على تكوين جهاز مفاهيمي دون أن يغفل الثقافة العربية. وقال الشحات إن اللجنة استطاعت أن تصل إلى قائمة قصيرة ضمت 5 مترشحين وبينهم ناقد كبير من مصر وآخر من العراق وآخر من المغرب ولكن معايير التنوع والرصانة وعدم الوقوع في استلاب المركزية الأوروبية رجحت كفة الدكتور البازعي.

 

شيرين شيرزاد:

لهذا السبب حجبت الجائزة

قالت الدكتورة شيرين إحسان شيرزاد عضوة لجنة تحكيم مجال التصميم المعماري إن اللجنة نظرت في تقييمها للمترشحين للجائزة في مجال التصميم المعماري إلى وجود الشريط الرابط بين أعمال المعماري المتقدم للجائزة بحيث تكون لديه رؤية واضحة لإضافة قيمة جديدة للمعماري وللحضارة الإنسانية ورؤية عميقة للتجديد والأصالة فيما يقدمه وليس نسخا لأعمال فيها أصالة ولذلك فإن المعماريين كثر ولكن الإبداع قليل. لكن الدكتورة شيرين ترى أن ذلك الخط وتلك الإضافة لم تكن متوفرة في أعمال المتقدمين للجائزة ولذلك رأت اللجنة حجب الجائزة.