1165447
1165447
الرياضية

نخبة من العدائين العالميين يشاركون في ماراثون عُمان الصحراوي

15 نوفمبر 2017
15 نوفمبر 2017

تغطية - فيصل السعيدي -

يعود ماراثون عُمان الصحراوي، إلى سلطنة عمان خلال الأسبوع الحالي ليستقطب نخبة من أبرز الأسماء اللامعة في مجال سباقات الجري. وتضم قائمة المشاركين في السباق كلاً من العداء المغربي المصنف الثاني عالمياً محمد المرابطي، إلى جانب العداء سامي السعيدي المصنف رقم واحد على مستوى السلطنة. كما يرحب الماراثون في دورته لهذا العام بمشاركة العداءة الروسية ناتاليا سيديخ، البطلة السابقة في « ماراثون دي سابل ». هذا ووصل العداؤون المشاركون إلى السلطنة ومن المقرر أن يتم نقلهم إلى الصحراء للبدء بالماراثون الذي يستمر لستة أيام اعتباراً من يوم السبت 18 نوفمبر الحالي . ويعد ماراثون عُمان الصحراوي واحداً من أقسى سباقات الجري على مستوى العالم، والذي يتطلّب قدرة تحمّل عالية طوال المسافة البالغة 165 كيلومتراً، ويُلزم كلّ عداء بالاعتماد الكامل على نفسه. ويحصد الماراثون شهرةً كبيرةً عاماً تلو الآخر عبر استقطاب ما يزيد عن 131 عداءً من 27 دولة مختلفة لخوض مغامرةٍ منقطعة النظير في أحضان التضاريس الخلابة للصحراء العُمانية، تسمح لهم باختبار تجربةٍ بدنية وعاطفية وروحية لا تنسى وسط رقعة شاسعة من المناظر المحيطة الساحرة والممتدة بين كثبان الرمال الذهبية.

تجربة مجزية

وبهذه المناسبة، قال محمد المرابطي، العداء الشهير والفائز بالماراثون في نسخته للعام الماضي خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم بالأمس بفندق سندس روتانا: «يعد ماراثون عُمان الصحراوي واحداً من أهم سباقات الجري التي تقام هذا العام. فبالرغم من صعوبته البالغة، إلا أنه يشكل تجربة مجزية وحماسية للغاية تجعلني لا أطيق الانتظار حتى أبدأ مشاركتي فيه». وأضاف العداء المغربي: يعد ماراثون عمان الصحراوي ضمن الماراثونات العالمية وأنا حزين جدا لغياب شقيقي إدريس المرابط بسبب الإصابة التي ألمت به في الظهر قبل يومين حيث حالت الإصابة دون مشاركته في الماراثون بعدما منعته تعليمات الطبيب من المشاركة. ولفت المرابط إلى أهمية ماراثون عمان الصحراوي كمحطة إعداد مثالية لماراثون الرمال المغربي حيث قال في هذا الصدد: لن أجد بروفة اعداد لماراثون الرمال المغربي أفضل من المشاركة في ماراثون عمان الصحراوي حيث أنظر إليها بعين الجدية والاعتبار على أنها محطة إعداد مثلى في إطار تحضيراتي المكثفة لخوض غمار ماراثون الرمال المغربي وما يزيد من الأمر أهمية بأن مسافة السباق يحظى بمشاركة 350 متسابقا نظرا للجهود الكبيرة المبذولة من قبل الأخوة المنظمين والمسؤولين والقائمين على تنظيم الماراثون في سلطنة عمان وهناك عامل آخر بأن الصحراء العمانية شبيهة بالصحراء المغربية ما يؤطر لمرحلة اعداد فعلية ونموذجية للغاية وأنا سعيد بذلك وعن وجه المقارنة ما بين المضمار الأولمبي والمضمار الصحراوي وما إذا كانت هناك فروق بينهما تؤثر على أداء وعطاء العداء قال المرابط : من وجهة نظري أرى أن الماراثون الصحراوي يحتاج إلى تدريب بدني ونوعي وتدريب خاص على نوعية الأكل بحيث تكون محصورة على البروتينات والأملاح فقط أما في المضمار الأولمبي فما تحتاجه هو قوة التركيز والتحمل والانطلاق السريع.

القدرة على التحمل

من جانبه قال العداء الوطني سامي السعيدي: استعدادي للسباق ولله الحمد جيد وبإذن الله أحقق نتائج طيبة وعن مراحل الاعداد التي خضتها تحضيرا للسباق فقد خضعت لمعسكر تدريبي في الجبل الأخضر خلال شهر مارس واستمر المعسكر لمدة ثلاثة أشهر متواصلة وبعدها اتجهت إلى بدية في شهر سبتمبر حيث تدربت في رمال الشرقية لمدة شهرين وحول الصعوبات التي واجهته خلال مرحلة الاعداد لماراثون عمان الصحراوي أجاب السعيدي : بطبيعة الحال لا يخلو أي سباق من الصعوبات الجمة ولكن على العداء أن يتحلى بالثقة والصبر والطموح والأهم من ذلك القدرة على التحمل خلال قطعه مسافات السباق لاسيما إذا كان السباق طويلا ومتشعبا فهذا يعني أنه سيحتاج إلى جهد مضاعف ومشقة أكبر وهنا العداء يتكبد معاناة أطول ويكون معرضا للآلام الجسدية وأتذكر جيدا انني عانيت الأمرين في عام 2013 م حيث احتجت إلى التأقلم على أجواء السباقات وتكريس الوقت في كيفية التدريب مشيرا إلى أن العداء يجب أن يتدرب لمدة ساعتين على أقل تقدير خلال اليوم الواحد ومن الأجدى أن يتدرب على فترتين صباحية ومسائية حتى يكسب الثقة بالنفس ويتعود على الأحمال البدنية وحول الفرق بين المضمار الأولمبي والمضمار الصحراوي قال السعيدي : المضمار الأولمبي يحتاج إلى سرعة الانطلاق وسرعة استجابة الجسم للقدرة على التحمل أما الماراثون الصحراوي فيحتاج نفس أطول وقدرة أكبر على التحمل.

أكثر من 131 عداء

وبدوره قال سعيد بن محمد الحجري، مؤسس « ماراثون عُمان الصحراوي » : «يسرنا الترحيب بالعدائين العالميين المشاركين في ماراثون عُمان الصحراوي لهذا العام والذي تتنامى شعبيته عاماً بعد آخر، ونحن سعداء للغاية بأن يشارك فيه أكثر من 131 عداءً». وأضاف: ينقسم السباق الذي سينطلق من منطقة الواصل في ولاية بدية إلى ست مراحل تمتدّ على مسافات 25 كيلومتراً و20 كيلومتراً و27 كيلومتراً و28 كيلومتراً و42 كيلومتراً و23 كيلومتراً على التوالي، ما يقدّم للمتسابقين فرصة الاستمتاع بمجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية في صحراء سلطنة عُمان خلال مسار السباق الممتد من الكثبان الرملية إلى بحر العرب، موفراً للعدائين تجربةً صحراويةً متكاملةً. وسيمرّ المتسابقون بمضارب قبائل البدو شبه الرُحل المستمرّين باتباع طريق الحرير القديم في صحراء عُمان حيث ينعمون بجمال الحياة البرية ومنظر غروب الشمس الآسر. كما ستأسر المرحلة الليلية ألباب المتسابقين بسحر الصحراء المدهش والسماء المرصّعة بالنجوم المتلألئة، والتي تمثّل الختام الأمثل لهذه المرحلة المفعمة بمشاعر المتسابقين الجياشة الذين سيحطون الرحال على شواطئ بحر العرب الرائعة عند خط النهاية. واشار إلى أنّه يتوجب على العدائين الاعتماد على أنفسهم بشكلٍ كامل، حيث يتوجب عليهم حمل جميع المعدات الخاصة بالسباق باستثناء المياه الموزعة على نقاطٍ تفصل بين كلٍ منها مسافة 10 كيلومترات، ما يجسّد تحدياً حقيقياً في نظر المتسابق الذي سيحمل مؤونة تكفي لستة أيام ويجري مسافة تزيد عن 165 كم، إلّا أنها مغامرة تستحق العناء وتسمح للمشاركين بالانغماس في تجربة صحراوية أصيلة. وقد أعرب منظمو ماراثون عُمان الصحراوي عن بالغ شكرهم إلى الجهات الراعية لهذا الحدث الرياضي، والتي تضم قائمتها كلاً من وزارة الشؤون الرياضية، ووزارة السياحة، واللجنة الوطنية للشباب وفندق « سندس روتانا » لتوفير الإقامة والحجوزات الفندقية ؛ و« الشركة الوطنية للمياه المعدنية » لتوفير مياه الشرب إلى المتسابقين خلال مراحل السباق؛ إلى جانب شركتي « تنوف» و«هيرب» و«شركة النقل الوطنية العمانية» (مواصلات) لتوفير وسائل النقل إلى موقع الماراثون في الصحراء.