khaseeb
khaseeb
أعمدة

نبض المجتمع: جائزة أوربك للإجادة التربوية

15 نوفمبر 2017
15 نوفمبر 2017

خصيب عبدالله القريني -

شهد الأسبوع الماضي حفل توزيع النسخة الثانية من جائزة اوربك للإجادة التربوية بالتعاون مع المديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة شمال الباطنة في بادرة إيجابية متميزة تحسب للمؤسستين الحكومية والخاصة لإيجاد نوع من الشراكة المجتمعية لخدمة العملية التربوية.

إن تبني القطاع الخاص مبادرات بهذا الحجم وهذه النوعية كانت وما زالت من المطالب التي ركزت عليها خطب جلالة السلطان قابوس المعظم، وذلك بغية ان يكون لكلا القطاعين الحكومي والخاص دوره الرئيسي في تقدم وخدمة المجتمع، فلا يمكن أن تظل الحكومة بمؤسساتها هي من يقدم خدماته المجتمعية طوال العقود الخمسة المنصرمة دون أن يكون للقطاع الخاص دورا في ذلك، فكانت هذه الجائزة إحدى المبادرات الرائدة التي يشار إليها بالبنان والتي لا شك ان لها المردود الإيجابي لخدم العمل التربوي وبالتالي خدمة المجتمع بصورة عامة.

ذلك ان للتعليم الدور الرئيسي في تقدم أي مجتمع، فهو المقياس الذي يقاس به تطوره وتقدمه، وان أي دعم يقدم للتعليم يصب في نهاية الأمر في تطور المجتمعات وتقدمها، وهذه الجائزة هي في الواقع احد أوجه هذا الدعم الذي سعى ان يكون مركزا على جوهر الرسالة التربوية بغية صنع جوا من التنافس الإيجابي بين المدارس المتنافسة وفق معايير وأسس تخدم في نهاية الأمر المجال التعليمي وتعمل على تطويره.

فقد ركزت الجائزة على مجموعة من المعايير التربوية في عملية التقييم لعل أبرزها جانب التحصيل الدراسي الذي يعد الأساس الذي ترتكز عليه بقية العناصر، فما يتم من إجراءات ومشاريع تربوية وما تتم ممارسته من سلوكيات هو في الواقع محصلة لهذا العنصر الأساسي، الذي يقيس مدى قدرة المدرسة بإدارتها ومعلميها وبقية كوادرها البشرية وإمكانياتها المادية على توفير المناخ المتميز الذي يساعد الطلبة على تحقيق مستويات عالية في تحصيلهم الدراسي.

إن المردود التربوي الإيجابي الذي قدمته النسخة الأولى من الجائزة انعكس بصورة أكثر تنافسية على جميع مدارس المحافظة التي سعت منذ البداية للعمل على تتويج جهودها السنوية بغية الحصول على هذه الجائزة لما لها من تأثير إيجابي على الجو المدرسي حيث تسهم بشقيها المعنوي والمادي في دعم جهود المدرسة للتطوير ولرفع المستوى التحصيلي للطلبة، وذلك باستحداث برامج ومشاريع تربوية متميزة تساهم بلا شك في التطوير التربوي بصورة عامة.

إن وجود هذه المبادرات التي تحفز العاملين على التميز في الأداء وتسهم بصورة فاعلة في رقي العمل التربوي لهي من العناصر التي يجب ان يتم دعمها وتبنيها باستمرار، ذلك إن وجود نوع من التنافس في أي مجال هو بلا شك السبيل الناجع لتطوره وتقدمه لما يتركه من اثر في صنع أفكار ومشاريع وتجارب متميزة ما كان لها ان تظهر لولا وجود هذا الجو من التنافس الذي يصنع في نهاية الأمر تقدما ملموسا لدى الجميع، كما ان الشراكة المجتمعية التي يقدمها القطاع الخاص تبرز أهمية هذا القطاع ودوره الحيوي وتجعل منه شريك في تقدم المجتمع وتطوره.