sharifa
sharifa
أعمدة

وتر: عمــان السلام

15 نوفمبر 2017
15 نوفمبر 2017

شريفة بنت علي التوبية -

لا شيء يدعوني للفخر بنفسي سوى أن أكون عمانية، ولا شيء يجعلني أعبر بسلام حدود القارات والأمكنة والمطارات سوى أن أكون عمانية، فيكفي أن يكون جواز سفري عمانيًا، ليحملني من بلد السلام إلى حيث يكون السلام عمانيًا، فحيث يكون العماني يكون السلام حاضرا، وحيث يكون أبناء قابوس يكون السلام رفيقهم، نفخر بأن نكون أبناء قابوس، أبناء رجل السلام، الأب الذي عفا وسامح وصافح وقاد مسيرة للسلام في بلد السلام والمحبة، فطوبى لعمان وطوبى لنا بهذه الحكمة وبهذا الأب القائد، فيكفي أن أكون عمانية كي أترك باب بيتي مفتوحا دون خوف أو قلق، ويكفي أن أكون عمانية كي يرحب الجميع بي وكي يحبني الجميع، ليس لذاتي ولكن لذلك الانتماء الذي أنتمي إليه ولهذه الأرض الطيبة التي أتيت منها ومن ترابها الممزوج برائحة المسك ولون الذهب.

إذن يحق لي أن أحتفل وأن أغني للسلام وأن أكتب للسلام وعنه، فما عرف أحد السلام كما عرفناه، وما عرف أحد معنى المحبة كما عرفناها، فنحن أبناء عمان التي نأت بنفسها عن التدخل في شؤون الآخرين، والتي أخذت على عاتقها نشر السلام بين دول العالم، فسعت دون كلل أو ملل من أجل نزع فتيل الفتنة وخمد نار الحرب، لأنها عمان التي تقود ولا تقاد، ولها خصوصيتها فلا تتشبه بأحد ولا تقلد أحدًا ولا تخوض في خوض الخائضين، ولأنها تسير بحكمة قائدها ومحبة أبنائها، فعمان الوحدة في زمن الشتات، وعمان الأمان في زمن الخوف، وعمان السلام في زمن الحرب، وعمان التاريخ الضارب بجذوره في أعماق هذه الأرض المباركة، وعمان النخلة المزروعة في تربة القلب، وعمان البحر وعمان الجبل وعمان تلك الصحراء الممتدة لأبعد مما تراه العين، وعمان وجه أبي وجدي وأبنائي، وعمان الحضارة السائرة في ركب التقدم، فكيف لا أفخر بعمانيتي وكيف لا أغني بحب هذا الوطن وأنا المرأة التي نالت من الحقوق ما لم تنله غيرها في دول أخرى، وأنا المرأة التي تساوت بالرجل فلا فرق بيني وبينه سوى بفكرة وإنجاز.

إنها عمان بلد المساواة، فهذه الأرض الشاسعة الممتدة بين بحر وصحراء وجبل، لا تفرق بين أحد من مواطنيها، كلنا سواء، يجمعنا مسجد واحد وفكرة واحدة وطريق واحد وهدف واحد، لأن نبض قلوبنا نبض قلب واحد، فلعمان السلام ومنها السلام وإليها السلام.