1164735
1164735
آخر الأخبار

مؤتمر علمي دولي يكشف عن مصادر ثقافة الطفل العربي وأثر فقه الطفولة على ثقافته

14 نوفمبر 2017
14 نوفمبر 2017

مسقط/١٤ نوفمبر٢٠١٧/ - خالصة الشيبانية : كشف المؤتمر العلمي الدولي الأول أمس بشيراتون مسقط في أولى جلساته عن مصادر ثقافة الطفل العربي، ودعا إلى أهمية الوقوف عند تلك المصادر ودراستها لمعرفة خصائصها واتجاهاتها، كما درس المؤتمر ثقافة الطفل العربي من المنظور الإسلامي وأهمية حضور الطفل في المجالس وضرورة الاقتداء بالصحابة في تحمل المسؤولية منذ الصغر، وتناول المؤتمر في أولى جلساته أثر فقه الطفولة على ثقافة الطفل، حيث ركز على أهلية الطفل، وجواز تشغيل الأطفال فيما يعود عليهم بالنفع، بالاستعانة بالأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على تعزيز سلوكيات الطفل وتوجيهها التوجيه الصائب.

طرح المؤتمر الذي افتتح أمس ونظمته مدرسة الشموخ العالمية تحت رعاية صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي الإشكالات المتعلقة بواقع ثقافة الطفل العربي ومحاولة تلمس سبل تأسيس ثقافة واعية تسهم في صقل شخصيته وتحقق توازنه النفسي في فترات تكونه المختلفة، وسعى المؤتمر من خلال جلساته إلى بناء ثقافة هوية الطفل وارتباطه بحضارته العربية الإسلامية، وناقش أهمية الانفتاح على الثقافات الأخرى والاستفادة منها من خلال الاطلاع على تجارب الآخرين.

وأشار الدكتور عيد الجلولي من جامعة ورقلة بالجزائر إلى أن ثقافة الأطفال كثقافة الكبار لها مصادر تعتمد عليها، وقال: إن دراسة هذه المصادر تكشف الجذور والفروع المعرفية التي تستقي منها الثقافة أفكارها ومضامينها، وبالتالي تحديد اتجاهاتها التي تحكمها، وأضاف أن مصادر ثقافة الطفل العربي متجددة متنوعة المناهل، مختلفة الاتجاهات، تنحصر في ثلاثة أنواع أساسية، تتمثل في المصادر التراثية التي تندرج تحتها المصادر الأدبية والمصادر التاريخية، والمصادر الدينية، والمصادر الشعبية، إضافة إلى المصادر العالمية والمترجمات، وجانب المستجدات والمتغيرات.

وأكد الأستاذ الدكتور محمد الغزّي من قسم اللغة والآداب العربية بجامعة نزوى على أن التراث الشعبي بما ينطوي عليه من غرائبية واحتفال بالخوارق وطرافة في رسم ملامح الشخصيات قادر على مخاطبة الطفل والتأثير فيه، وأن الكثير من الكتاب العرب رجعوا إلى الحكايات الشعبية ونقلوها من اللهجات المحلية إلى اللغة الفصحى، وربما تصرفوا فيها لتكون أقرب إلى وجدان الطفل الحديث وأقدر على شد انتباهه وإثارة خياله، وقال: إن العودة إلى الموروث الشعبي في كتب الأطفال لم تواكبها حركة نقدية ترصد الظاهرة وتفككها ثم تدرسها وتأولها، وأشار إلى أن عمل الرصد والتفكيك والدراسة والتأويل من شأنه أن يطور هذا النمط من الأدب الطفلي الذي استند إلى الموروث الشعبي وضخه بدماء جديدة، وأضاف إن هناك ثلاثة أصناف في القصص الطفلية التي استدعت الموروث الشعبي: أولها صنف اكتفى بنقل التراث غفلا فلم يحدث فيه صفة، وصنف ثان عمد إلى سلخ التراث عن لغته وأجراه وفق الأساليب الحديثة، وصنف ثالث اكتفى باستلهام التراث دون أن يلتزم به التزامًا حرفيًا فغير وطور وحذف وأضاف.

وقال رئيس المؤتمر الشيخ سالم بن حمود بن سعيد الهاشمي: إن المؤتمر جاء بتوجيهات سامية بضرورة إعلاء شأن القطاع التربوي في السلطنة وانفتاحه على حقول المعرفة المتنوعة في جامعات ومراكز البحث ودراسات العالم العربي والإسلامي والاهتمام بالطفل الذي يمثل دعامة المجتمع ومستقبل البلاد، وقال: إن المؤتمر يسعى إلى تأسيس ثقافة واعية تعكس الهوية وارتباطها بالحضارة العربية والإسلامية وأنه تتلاءم مع التحولات التي يشهدها العالم اليوم لإبراز الدور الفعال الذي تقوم به المؤسسات التربوية في سبيل ترسيخ ثقافة الطفل الخاصة، وقال: إن احتضان مدرسة لمؤتمر دولي مثل هذا يعد سابقة في السلطنة والعالم العربي.

وأوضح رئيس اللجنة العلمية الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي أن المؤتمر من خلال 23 ورقة بحثية مقسمة على محاور المؤتمر الستة يعالج الإشكاليات التي تواجه مستقبل الطفل والتي تتركز في المجال الثقافي والعلمي، وقال: إن الطفل يكاد أن يتخلى عن موروثاته الوطنية وقيمه الدينية وبالتالي ينعكس ذلك على سلوكياته ووطنه، وذلك أمام واقع تحديات العولمة التي سلبت ثقافة الطفل والتي تزوده بالمفاهيم الأولية الغريبة والتي لا علاقة بالطفل العربي المسلم بها، وقال: توجد لدى الطفل تربة ملائمة لغرس كافة الأفكار والتوجيهات التي تصله عبر وسائل التواصل الحديثة الجذابة للطفل، حيث أوضح أن تربية وتهيئة الطفل لعصر المعرفة والعلم المتجدد من الأساسيات التربوية للطفل دون أن يمس ذلك بموروثاته الحضارية وهويته الوطنية.

وأكد الدكتور محمد عبد الباري القدسي المدير العام المساعد للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أنهم على اطلاع مستمر على المستوى العالمي في البحث عن آليات التعامل مع الطفولة، وأكد أن المنظمة حرصت على وضع الخطط والبرامج المستقبلية، وأشار إلى بعض الندوات والمؤتمر التي عقدت في عدة دول عربية والتي ناقشت قضايا العنف ضد الأطفال وأنشطة للأطفال المتوحدين ومشكلة التسرب المدرسي، إضافة إلى إعداد المنظمة لبحوث ودراسات كثيرة حول مختلف قضايا الطفل.

وقال الدكتور سيف بن علي الحجري المفوض الأممي للمسؤولية المجتمعية من دولة قطر: إن الطفل ركيزة أساسية في أي دولة وأي مجتمع، وأنه قد أصبح هناك الكثير من التحديات التي تحتاج لجهود العديد من الحاضنات سواء كانت أسرةً أو مدرسةً أو مجتمعًا أو حاضنة إلكترونية، وأضاف أن هناك تحديات عميقة بحيث يجب الأخذ في الاعتبار ثقافة الطفل التي أصبحت مطلبا أساسيا لتنمية الطفل ليصبح فردًا مؤثرًا في المجتمع.

وأكد أحمد محمود السباعي مدير مدرسة الشموخ العالمية أن وقت المؤتمر مناسب جدًا كون العالم العربي يعاني من مشاكل كبيرة في جانب ثقافة الطفل، وتنفيذ المؤتمر تزامنا مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني السابع والأربعين المجيد، وقال إن المؤتمر يضم خبراء في مجال ثقافة الطفل ليقدموا أفكارًا جديدةً في العالم العربي للابتعاد عن العنف والتطرف، وقال: إن الأمر متروك للباحثين لمناقشة جميع الأمور والخروج بتوصيات تساهم في تعزيز ثقافة الطفل.

كما استعرضت الجلسة الثانية أمس موضوع «شبكة الإنترنت ودورها في تشكيل ثقافة الطفل»، قدم الورقة الأولى الدكتور عبد الحميد هيمة من جامعة قاصدي مرباح ورقلة بالجزائر، وناقشت الورقة الثانية «دور مسرح الدمى في تنمية ثقافة الطفل» قدمها الدكتور عامرة خليل إبراهيم حسين العامري، من الجامعة المستنصرية ببغداد، وناقشت ورقة عمل أخرى «ثقافة الطفل في مجتمع المعلومات»، قدمها الدكتور نور الدين الشابي، من جامعة السلطان قابوس، وقدم الدكتور أكرم جرجيس نعمة، والدكتور نصيف جاسم محمد عباس من كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، ورقة عمل بعنوان «الرسوم الإيضاحية.. مدخلًا لتعزيز الثقافة البصرية للطفل».

وشارك طلبة من قسم علوم الأرض بجامعة السلطان قابوس خلال المؤتمر في معرض لصخور عُمان، بهدف التعرف على أنواع الصخور العمانية ونشأتها وتركيبتها المعدنية، حيث أوضح الطالب نوح بن ناصر العميري أن مشاركتهم عبارة عن معرض مبسط للجيولوجيا يحتوي على بعض أنواع الصخور وكيفية التعرف على أنواعها، وأهمها الصخور النارية المتحولة والرسوبية والمعادن التي تحتويها كمكون أساسي، وقال: إن المعرض يحتوي على عدد من المستحثات المستكشفة من صخور عمان، مثل مستحثات الأشجار التي استخرجت من قرية الخوض وبعض الأصداف والحلزونات البحرية التي استخرجت من بعض مناطق السلطنة، ومجموعة من صخور خام النحاس والكروم التي استخرجت من طبقة الأفيولايت الموجودة في عمان، واستعرض الطالب أمجد بن سليمان العبري، أنواع الصخور والمكون الأساسي للصخر، حيث أوضح أن المكون الأساسي للصخر هو المعدن، وهو عبارة عن مركب ذري أو عناصر كيميائية اتحدت مع بعضها فكونت المعدن، وقال: إن هذه المعادن تتميز بخصائص فيزيائية متنوعة، أهمها اللون وبودرة الصخر وبريق المعدن.

صاحب ورقات عمل المؤتمر حلقتا عمل استهدفت الأولى مجموعة من طلاب المدارس من الصف الرابع إلى الصف العاشر، وهدفت إلى تعزيز أهمية الكتابة العربية لدى الطلاب، وتقوية دافعيته لتعلمها، وتدريب الطالب على اكتساب مهارة الكتابة من خلال أدوات محددة، وتمكين المتلقي من بعض أدوات الكتابة وبعض تقنياتها، وحملت الحلقة الثانية عنوان «الطفل المبدع» واستهدفت مجموعة من طلاب المدارس من الصف الرابع إلى الصف السادس، وسعت إلى تعليم الأطفال كيفية تدوير المخلفات والمواد المستهلكة لإنتاج أعمال ذات قيمة فنية، وتمكين الأطفال من مهارات التشكيل المختلفة، وتنمية الذوق الجمالي، وروح التعاون لدى المشاركين في الحلقة.