1161527
1161527
آخر الأخبار

العروبة حائر بين الضبابية.. واختلاف الصورة!

14 نوفمبر 2017
14 نوفمبر 2017

تمضي الأمور داخل نادي العروبة في الاتجاه المعاكس للاستقرار بعد أن أعتذر رئيس مجلس الإدارة محمود المخيني عن تكملة الأيام المتبقية من الفترة المؤقتة وهو ما أحدث هزة كبيرة في النادي خوفًا من فراغ يعصف بمسيرة بالنادي العريق في اتجاهات الضبابية والمستقبل الغامض.

يحاول بعض الأعضاء في اللجنة المؤقتة تسيير العمل تحاشيا للفراغ وتحمل العبء الكبير حتى تنعقد الجمعية العمومية التي تم الإعلان عنها لتبدأ إجراءاتها في نهاية ديسمبر المقبل.

الإدارة التي كلفت بتسيير نشاط النادي عقب ترجل عبدالله المخيني بنهاية دورة مجلسه التي امتدت لأربع سنوات شهدت نموذجا رائعا للاستقرار والعمل وكانت عامرة بالإنجازات الكبيرة.

يأتي الإعلان عن عقد الجمعية العمومية للنادي ليضع رجالات النادي أمام اختيار جديد بعد أن شهدت الجمعية العمومية الماضية عدم تجاوب وتفاعل كبيرين من أبناء النادي ولم تسفر المساعي التي تمت والجلسات التي عقدت لانتخاب مجلس إدارة بمواصفات تلبي الرغبات.

يعيش العروبة اليوم وضعًا مقلقًا لجماهيره الكبيرة التي تعودت على تواجد فريقها في المقدمة وفي قلب المنافسة على الألقاب في السنوات الماضية والتي شهدت استقرارًا نموذجيًا بقيادة رئيس النادي عبدالله المخيني وهي الفترة التي يصفها المراقبون وعدد كبير من جماهير العروبة بأنها كانت ناجحة وشهدت نقلة فنية وإدارية واستثمارية.

الوضع اليوم في العروبة يدعو للقلق في ظل وجود استحقاقات للجهاز الفني واللاعبين والتي تنعكس سلبا على مشاركتهم في التدريبات ومقدار عطائهم في المباريات وهذا ما يمثل اليوم التحدي الكبير والحمل الثقيل لنفر قليل في الإدارة وتجتهد لحله عسى ولعل أن تصل لاتفاقات تجعل الجهاز الفني واللاعبين يقبلون بـ(جرعات الصبر) حتى تنفرج الأزمة.

رغم قيام عبدالله المخيني بدوره وتحمله المسؤولية بشجاعة في سنوات دورته ولكنه ومجلسه ليسوا في منأى عن مسار الأحداث وذلك برغبة الجميع في العروبة بأن تثمر الجهود عن مجلس الإدارة لا يقل عن سابقه في العمل والعطاء والقدرة على تحقيق الإنجاز وتأمين مسيرة مستقرة للعروبة.

سنوات مجلس إدارة عبدالله المخيني وإن اختلف البعض حولها في التقييم إلا أن حصادها يبين أن النجاحات ترجح كفتها مقارنة بالسلبيات والإخفاقات وتمثل القدرة على فرض الاستقرار الذي تحقق أهم معيار وشرط يجب توفره في الإدارة القادمة في حال نجحت الجمعية العمومية، وتقدم الصفوف أصحاب رغبة في تحمل المسؤولية الكبيرة.

الجمــــــــيع اليوم في العروبة يترقب ما تحمله الأيام القادمة التي ستكون حاســــــمة في تحديد بوصلة النادي وما تخبئه له الظروف وسط أمنيات بأن تنجح المساعي الرامية لتجنيب النادي حدوث أي أزمة تؤثر على مسيرته وتفقده القدرة على المنافسة عــــــلى الألقاب.

النجاح في ملف الاستثمار.. الإنجاز اللافت والكبير -

نجح مجلس الإدارة السابق في ملف الاستثمار عبر المدى القصير والطويل وسعى إلى أن يقدم نموذجًا للنادي الذي يمكنه الاكتفاء ذاتيًا عبر موارده لمقابلة التحديات والتطورات وتحقيق الطموحات الكبيرة.

كانت الاستراتيجية تستهدف بلوغ مرحلة توفير مبلغ مالي كبير يوفر للنادي ميزانيةً مناسبةً تضمن له المستقبل الأفضل والاستقرار، ومن ثم تحقيق الإنجازات المحلية والقارية، وتشكل الأخيرة أولوية عند أنصار العروبة بعد بعض المحاولات الآسيوية التي لم يكتب لها النجاح في بطولة كأس الاتحاد.

وكان مسعى إدارة عبدالله المخيني توفير مبلغ يتجاوز نصف المليون ريال عماني سنويًا عبر الاستثمارات المتنوعة التي بدأت بالفعل عبر مشروع المركز التجاري الضخم في واحدة من الشراكات المهمة بين الأندية ورؤوس المال العمانية والخليجية.

وكانت رؤية الإدارة السابقة في ملف الاستثمار بأنه المخرج الوحيد لمواجهة الأزمات المالية التي يظل يعاني منها النادي وجميع الأندية وهو ما أدخلها في نفق الديون التي تثقل كاهل الإدارات وتجعل العمل في الأندية طاردًا.

وقبل أن ترتجل الإدارة كان مشروع المركز التجاري قد رأى النور وبات اليوم من أكبر المشاريع الاستثمارية في الأندية وسيعود على النادي بدخل ثابت سنويا يخفف أعباء مجالس الإدارات ويسهم في تطور النادي ومواجهة التحديات.

اعتذار لم يقبل.. ولا مفر من تحمل المسؤولية -

سألنا الدكتور عبدالله بن مبارك العريمي أمين السر العام للجنة المكلفة بإدارة النادي عن الأثر الذي خلفه اعتذار رئيس اللجنة محمود المخيني في ظل وجود التزامات كبيرة ومطالب عاجلة للاعبين والجهاز الفني ورغبات جماهيرية بأن يظهر الفريق في مستوى طيب فيما تبقى من مباريات الدور الأول للدوري ومباريات الكأس التي باتت على الأبواب.

رد أمين السر بأن الاستقالة أو الاعتذار الذي قدمه رئيس اللجنة لم يقبل وأن الإدارة مستمرة في عملها وتسعى إلى إنجاز ما لديها من عمل وملفات مهمة تتمثل في ترتيب الأوراق وتقديم الدعم المطلوب للفريق حتى يدخل مبارياته المقبلة في وضعية معنوية وفنية تساعده على تحقيق النتائج الإيجابية.

اعترف العريمي بأن المسؤولية شاقة وصعبة ولكن ما من مفر أو حل لأنهم من أبناء النادي ولا يمكن تركه من دون ربان في هذا التوقيت الصعب وليس أمامهم غير تحمل المسؤولية رغم مشقتها والسعي بجدية لحل المشاكل التي تعترض مسيرة النادي. وتحدث عن انهم يقرون بأن للجهاز الفني واللاعبين حقوقا بطرف النادي تتمثل في مستحقاتهم الشهرية وان هذا الأمر يمثل اليوم أولوية عندهم ويجتهدون للوصول لحلول جذرية بشأنه.

وذكر بأنهم سيجتمعون مع الجهاز الفني واللاعبين والتوصل معهم لاتفاق بشأن المتأخرات بعد منحهم بعض منها ومطالبتهم بالانتظار إلى حين توفر أموال لسداد المتبقي لهم وسنكون صريحين معهم ونأمل أن يتفهموا ظروف النادي ويواصلوا في العطاء وتقديم المستويات الفنية القوية في المباريات المقبلة.

وأكد العريمي بأن أمانة السر في النادي ستواصل العمل في كل الأحوال والظروف الى أن تسلم النادي الى إدارة منتخبة أو بحلول نهاية مدتها وذلك تحاشيا للفراغ الذي يعني حدوثه ضياع مكاسب العروبة وفرصه في الاستمرارية بقوة.

اللاعب النيجيري جبيله.. الوضع صعب والصورة مغايرة -

الظروف التي كشف عنها أمين السر الدكتور عبدالله العريمي وأدت لتراكم متأخرات اللاعبين والجهاز الفني تنعكس سلبًا على معنويات اللاعبين وبصفة خاصة اللاعب الأجنبي الذي يمثل تأخير راتبه مشكلة كبيرة وهذا ما أكده اللاعب النيجيري بفريق العروبة جبيله.

أكد اللاعب النيجيري أن الوضع بات اليوم صعبًا في نادي العروبة بسبب تأخير الرواتب الشهرية وبالنسبة له لم يتسلم راتب ثلاثة أشهر، وهذا وضع صعب ويؤثر على معنوياته واستقراره الفني.

ذكر اللاعب النيجيري أنه عندما جدد عقده مع النادي كان متحمسًا وذلك لما وجده من تعامل جيد من الإدارة السابقة والوفاء بكل التزام دون تأخير ولذلك هو متفاجئ لما يحدث اليوم في النادي. وقال: أنا كلاعب محترف أعرف أن أي ناد يمكن أن يمر بظروف، وأن تتأخر الرواتب، ولكن عندما يحدث ذلك يكون هناك تواصل ووضوح حتى نتفهم الأمر، ولكن أحيانًا نسمع أن الإدارة سلمت اللاعبين مستحقاتهم، وفي الحقيقة لا يوجد شيء وهذا ما يدعو إلى القلق.

وأشار إلى أنه حريص على استمرار تجربته مع نادي العروبة ويأمل أن تنفرج الأزمة قريبًا ويجد كل لاعب حقوقه أو بعض منها وبالنسبة لي فإن لدى التزامات شهرية لابد من القيام بها، وتعتمد بشكل كبير على انسياب الرواتب.

ويقول اللاعب النيجيري: متى ما وجدنا الدعم من الإدارة فمن الطبيعي أن نواصل العمل من أجل تحقيق النتائج الإيجابية، وهذا ما ارجوه لأن الفريق رغم الظروف التي يمر بها يملك القدرة على المنافسة وتحقيق النجاحات.

الأساس المتين.. وهواجس ومطالب الجماهير -

يحتل فريق العروبة مع نهاية الجولة الـ11 في الدوري المركز الرابع مشتركًا مع النصر الثالث في النقاط ولكلاهما 18 نقطةً، وهو ما يعتبره المراقبون والمحللون تأكيدًا على أن فريق العروبة يملك الأساس القوي والمتين ومجموعة من اللاعبين المجيدين الذين نجحوا في عدم التأثر بظروف النادي وتفادوا الهزات التي تعترض لها الفرق التي تعاني أنديتها من غياب الاستقرار الإداري وعدم توفر المال الذي يفي بمطالب النجاحات والصمود في وجه التحديات والظروف.

النجاح النسبي لفريق العروبة يدفع رجالات النادي إلى ضرورة الاجتهاد لدعم اللجنة الحالية والسعي الحثيث لضمان نجاح الجمعية العمومية وقدرتها على أن تفرز مجلس إدارة متجانس وصاحب قدرات وخبرات تجعله يؤمن مسيرة مستقرة.

إزاء كل هذا تعيش جماهير العروبة هواجس ومخاوف من أن يفقد النادي قدرته على الاستقرار والمنافسة بقوة على بطولتي الدوري والكأس كما كان في المواسم الماضية القريبة، وتطالب الجماهير بضرورة الالتفاف حول النادي وان يتحرك الجميع من أجل تقديم الدعم المطلوب للفريق.