mohammed
mohammed
أعمدة

شفافية: التصريحات غير الواقعية وتأثيرها على أسواق الأوراق المالية

14 نوفمبر 2017
14 نوفمبر 2017

محمد بن أحمد الشيزاوي -

[email protected] -

تعاني أسواق الأوراق المالية من حين لآخر من التصريحات والتقارير الإيجابية أو السلبية التي تصدر عن الشركات والمؤسسات المالية والرؤساء التنفيذيين في الشركات والمسؤولين عن الاقتصادات المحلية أو العالمية، ويزداد تأثير هذه التصريحات والتقارير إذا كانت غير واقعية وإذا لم تأخذ بعين الاعتبار الأداء الاقتصادي العام للدولة وأداء الشركات والقطاعات التي تعمل فيها الشركة محليا وعالميا، كما تتأثر أسواق الأوراق المالية كذلك بالآراء التي يطلقها البعض تفسيرا لحديث مسؤول ما أو تقرير أي شركة أو مؤسسة مالية.

وقد لاحظنا خلال الفترة الماضية أن بعض الشركات تسعى إلى تبرير أعمالها والصفقات التي تعقدها مع الشركات والكيانات الأخرى من خلال المؤتمرات والتصريحات والبيانات الصحفية أو حلقات النقاش والبرامج التلفزيونية والإذاعية، وهذا أحد أبرز حقوقها، إذ ينبغي على شركات المساهمة العامة الإفصاح عن أي شيء جوهري تكون له انعكاسات إيجابية أو سلبية على نتائجها المالية، إلا أننا في الوقت نفسه نجد أنه من المناسب أن تخضع كل البيانات الصحفية والتقارير - حتى تلك التي تصدرها المؤسسات المالية الدولية - للتحليل والمراجعة من قبل المستثمرين في أسواق الأوراق المالية؛ بحيث عندما يقررون شراء هذا السهم أو بيعه يكون ذلك انطلاقا من قراءة حقيقية وواقعية لأداء الشركة ونتائجها المالية وانعكاسات الأحداث المحلية أو العالمية على أدائها على المديين القصير والطويل الأجل.

ومن وجهة نظرنا أن هذا الإجراء من قبل المستثمرين سيساهم في الحد من خسائرهم في أسواق الأوراق المالية، إذ أن التصريحات الإيجابية غير الواقعية قد تدفع بعض المستثمرين إلى شراء السهم بأسعار مبالغ فيها ولكن بعد فترة من الزمن عندما تنشر الشركة مزيدا من نتائجها المالية يتبين للمستثمرين أنهم قد أخطأوا في ذلك، والعكس صحيح أيضا؛ فالتقارير السلبية غير الواقعية تدفع البعض إلى بيع أسهمهم بأسرع وقت ممكن خشية مزيد من الخسائر فيتكبدون بذلك خسائر كبيرة، ولهذا فإن على المستثمرين التدقيق في كل ما يصدر عن الشركات من بيانات صحفية خاصة إذا كانت هذه البيانات مبالغا فيها ولا تنسجم مع التقارير المالية؛ وكثيرا ما نجد أن التصريحات الإيجابية - بشكل خاص - تعكس وجهة نظر الشركة ورؤيتها تجاه ما تقوم به من أعمال لكن هذا لا يعني بالضرورة أن وجهة النظر هذه صحيحة، وهذا ما يستدعي أن يكون المستثمرون حذرين تجاه مختلف التقارير التي تصدر عن الشركات، ففي النهاية هذه الأموال التي يتم ضخها في أسواق الأوراق المالية هي أموال المستثمرين وليس أموال أي شخص آخر.