1163669
1163669
المنوعات

الروائيُّ الجزائريُّ محمد عبد الله.. الرياضيات أفادتني في رسـم الأحداث وتـحريك الشخوص

13 نوفمبر 2017
13 نوفمبر 2017

الجزائر «العمانية»: رغم صغر سنّه (20 سنة)، وتخصُّصه العلمي كطالب في الرياضيات، لم يتردّد الجزائري محمد عبد الله، في خوض مغامرة الكتابة الروائية، حيث أصدر مؤخرًا عملًا سرديًا باللُّغة الفرنسية، حمل عنوان «بين الجزائر وفرنسا.. صفحة واحدة».

تتناول الرواية التي تقع في 600 صفحة مرحلة فارقة في العلاقات الجزائرية الفرنسية، وهي تلك التي غطّت فترة ما بعد استقلال الجزائر.

وفي تصريحه لوكالة الأنباء العمانية قال ابن مدينة تلمسان، إنّ روايته الصادرة عن منشورات نسيب، يُمكن تصنيفها ضمن «الروايات التاريخية»، حيث اشتغل فيها بشكل مكثّف على أحداث ووقائع اعتمد في تدوينها وسردها على ذاكرته التي خزّنت الكثير من القصص التي سمعها من أفراد العائلة حول ما وقع في تلك المرحلة التاريخية.

ومع ذلك، لا يُحبّذُ هذا الروائيُّ، الذي وُلد بباريس وترعرع بتلمسان، إدراج روايته بصورة آلية على أنّها «تاريخ محض»، لأنّها تتوفّر على «روح إبداعية وأنفاس أدبية».

ومما تُناقشه هذه الرواية في مقاربتها للعلاقات الجزائرية الفرنسية، النظرة الحالمة التي تكرّست لدى الجزائريين، والرؤى الانطباعية التي استولت على أذهان الشباب خاصة، عندما يتعلق الأمر بظروف الحياة في «بلد الجن والملائكة».

وفي هذا الشأن، يرى محمد عبد الله، أنّ تناوله لهذه المسألة، يُمكن تلمسه من خلال هجرة بعض شخصيات روايته من الجزائر إلى فرنسا تحت طائلة موجة العنف التي ضربت الجزائر في تسعينات القرن الماضي؛ حيث تصطدم تلك الشخصيات بفكرة أنّ فرنسا «ليست جنة، مثلما سمعوا عنها، ولا هي عبارة عن جحيم، مثلما خُيّل لهم»..، إنّها مثل كلّ بلاد الله؛ تتعايش بين ثناياها صور السعادة والشقاء، جنباً إلى جنب، في تناغم مثير.

ويرى عبدالله أنّ توجُّهه إلى الكتابة الروائية، لم يكن يخطر بباله، ويقول: «لم يكن في ذهني أن أؤلف رواية، لكن مع تشجيع الكثير ممّن قرأوا ما كتبتُ، قرّرتُ أن أواصل هذه المسيرة».

أمّا عن علاقته بالرياضيات، ومدى تأثيرها على رغبته في التوجُّه نحو العمل الأدبي، أوضح هذا الروائي الشاب أنّه ورث نزوعه نحو الرياضيات من والدته التي تعمل معلمة لهذه المادة في باريس، وهذا ما جعله يُقبل على دراستها بمدينة مونبولييه حتى حصوله على شهادة البكالوريا. وحين عاد إلى تلمسان، تابع دراسته للرياضيات بالمراسلة في إحدى جامعات باريس، وهو اليوم طالب في سنته الرابعة.

وهو يؤكد أنّ هذه المادة العلمية المجردة، أفادته في «رسم الأحداث وتحريك الشخوص». ولهذا يفكر بمواصلة الدراسة للحصول على درجة الدكتوراه في الرياضيات، كما يُفكر في كتابة رواية ثانية تنطلق أيضًا من التاريخ الجزائري، بخاصة أن هناك الكثير من الأفكار والأحداث التاريخية التي تستفزه.

وعن أبرز الروائيين الذين تأثّر بهم، يقول محمد عبد الله، إنّ نشأته بتلمسان، جعلته يكتشف عوالم الروائيّ الكبير محمد ديب، حيث قرأ بشغف أعماله الخالدة مثل «الحريق»، و«الدار الكبيرة» و«النول»، كما لم يُخف تأثُّره بالروائية آسيا جبار، واطّلاعه على العوالم الروائية لبلزاك، وفيكتور هوجو، وتولتسوي.