1161669
1161669
عمان اليوم

معهد الإدارة العامة يحتفل بمرور 40 عاما في التنمية والارتقاء بموظفي الجهاز الإداري للدولة

12 نوفمبر 2017
12 نوفمبر 2017

برعاية عمان  الإعلامية .. استراتيجية نوعية وانطلاقة نحو المستقبل -

المنذري: دور بارز وإيجابي حققه المعهد في النهضة الإدارية عبر برامج وأنشطة تنفذ منذ 1977  -

المرهون: المناسبة استذكار للدور المقدر لشخصيات ساهمت في مسيرة المعهد طوال 40 عاما -

زكي البوسعيدي: المعهد يدخل عقده الخامس بهوية جديدة واستراتيجية واضحة وخطط ومبادرات مبتكرة -

كتب : مُزنة بنت خميس الفهدية -

احتفل أمس معهد الإدارة العامة بمرور 40 عاماً على إنشائه، تحت رعاية معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة، بفندق شيراتون عُمان بمسقط، ويأتي الحفل تقديراً وتكريماً لمعهد الإدارة العامة على دوره في تطوير الأداء الإداري وبناء مؤسسات الدولة الحديثة ونشر وترسيخ الوعي الإداري بالسلطنة، وذلك برعاية «عمان والأوبزيرفر» الإعلامية. واستهل الحفل بتلاوة آيات عطرة من القرآن الكريم، ومن ثمّ عرض فيلم وثائقي عن مسيرة المعهد خلال 40 عاماً والتأثير الذي أحدثه في تطوير مؤسسات الدولة ورفع الأداء الوظيفي لدى العاملين في الجهاز الإداري للدولة، من خلال مجالات عمله الرئيسية في التدريب والتأهيل والبحوث والاستشارات وتوفير الخدمات المرجعية.

وقال معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة»: يعد معهد الإدارة العامة أهم وأبرز أدوات الدولة في تطوير جهازها الإداري، ويشرفني مشاركة احتفال المعهد بمناسبة مرور 40 سنة، حيث لا شك خلال 40 سنة كان المعهد له دور بارز وإيجابي في النهضة الإدارية في السلطنة من خلال البرامج والأنشطة المنفذة منذ 1977 وحتى الآن».

وأضاف المنذري: يساهم المعهد في رفع مستوى موظفي الجهاز الإداري للدولة في مختلف مستوياتهم الإدارية، وتعميق المفاهيم الإدارية، وإجراء البحوث الميدانية، وللمعهد دور بارز في دعم العلاقات في ميادين الإدارة العامة بين السلطنة والمؤسسات المماثلة في المستوى الإقليمي والعربي والدولي.

وعلى هامش الحفل قال معالي الشيخ خالد بن عمر بن سعيد المرهون وزير الخدمة المدنية رئيس مجلس إدارة معهد الإدارة العامة» للمعهد إسهامات بارزة في تنمية الموارد البشرية في الجهاز الإداري للدولة خلال 40 عاماً من سنوات النهضة المباركة، فمنذ إنشائه في عام 1977م، شكل المعهد الذراع التدريبي للحكومة في تطوير وتعزيز قدرات الموظفين الحكوميين بالسلطنة،» مشيرا إلى أن هذه المناسبة استذكار للدور المقدر للشخصيات التي ساهمت في مسيرة المعهد طوال تلكم العقود، وتعبيراً عن مظاهر التقدير والإكبار لجهودهم وإسهاماتهم الفاعلة التي طورت آلية وأنظمة العمل بالمعهد، وعززت من مكانته كجهة حكومية رائدة تتنوع خدماتها لتشمل عدة مجالات متصلة بتطوير الأداء الإداري بالسلطنة، أبرزها تنفيذ المؤتمرات والندوات وحلقات العمل وتقديم البرامج التدريبية المتنوعة وإعداد الدراسات الاستشارية ونشر وتحكيم البحوث الإدارية العلمية وغيرها من المجالات.

وأكد المرهون: جاء هذا الاحتفال لتقديم الشكر لجميع من عملوا في المعهد خلال مسيرته الطويلة على مدى الأربعين عاما الماضية من كوادر علمية وإدارية، وكافة المتعاملين مع أنشطة المعهد سواء أكانوا جهات أم أفرادا من داخل وخارج السلطنة، الذين لهم مشاركات فاعلة في مختلف المجالات من تنفيذ فعاليات وتدريب وبحوث واستشارات.

وأضاف معاليه: معهد الإدارة العامة برصيده الكبير من العمل والخبرة في مجالات التدريب وتعزيز الأداء الإداري، وبصدور المرسوم السلطاني رقم (28/‏‏‏2016) والخاص باعتماد نظامه الجديد، وبعمله وفق خطته الإستراتيجية الجديدة 2020، وظهوره بهويته وهيئته الجديدة، سوف ينتقل بإذن الله إلى آفاق أرحب، وسيضطلع بأدوار هامة وفاعلة في مسيرة التنمية الإدارية محليا وعربيا، معرباً في ختام كلمته عن شكره وتقديره لجميع من ساهم في تعزيز دور المعهد وتنفيذ أنشطته العملية وبناء سمعته وتشكيل هويته، سائلا المولى جلت قدرته أن يوفق الجميع لما فيه خير هذا الوطن العزيز تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه.

وقال السيد زكي بن هلال البوسعيدي الرئيس التنفيذي لمعهد الإدارة العامة في كلمة للمعهد: «تضم استراتيجية 2020 تشخيص الوضع الراهن وتحديد القضايا الرئيسة للمعهد، والمقارنات المرجعية، وتحديد وتحليل الفجوات، ورسم السيناريوهات المستقبلية، وبناء التوجه الاستراتيجي للمعهد، وترتكز الاستراتيجية على التشاركية، والمرسوم السلطاني رقم 28/‏‏‏2016م، وتحقيق نتائج قابلة للقياس، والانطلاق من مكاسب سريعة، وتتمحور حول توجه استراتيجي واضح.»

وقال البوسعيدي: « يُشكّل إنشاء معهد الإدارة العامة إنجازاً كبيراً وعلامة فارقة في تاريخ مؤسسات التنمية الإدارية، حيث كانت السلطنة في طليعة الدول العربية المؤسسة لمعاهد الإدارة، وواكبت بذلك الاتجاه العالمي في إنشاء كليات ومعاهد الإدارة العامة في فترة الستينات والسبعينات، وأدركت جهود برامج الأمم المتحدة للإنماء الموجهة للتطوير الإداري ونقل النماذج والتجارب الناجحة من الدول المتقدمة إلى الدول النامية». وأضاف البوسعيدي: « نفتخر بالإنجازات المحققة خلال 4 عقود، فإننا نواجه مخرجات المعهد في كل موقع حكومي وكل مستوى إداري، التي استفادت من برامج المعهد التدريبية، وحلقاته التطبيقية، ولقاءاته العلمية، وبرامجه التأهيلية التخصصية، وندواته ومؤتمراته المتميزة، مشيراً إلى الإنتاج العلمي المتنوع ورصيد المعهد من البحوث الميدانية والمكتبية الموجهة لتشخيص الظواهر المرتبطة بالبيئة الإدارية العُمانية.»

وأفاد البوسعيدي أن هناك دورية «الإداري» التي تعتبر اليوم من أبرز وأرقى الدوريات العربية المتخصصة في مجال العلوم الإدارية، وتحظى بمكانة رفيعة في المؤسسات العلمية العربية والأجنبية، وبالمثل يعتز المعهد برصيده من الخدمات الاستشارية وعلاقاته الخارجية ودوره في تعميق المفاهيم الإدارية والتعريف بالتجارب والممارسات الناجحة.

وأكد الرئيس التنفيذي لمعهد الإدارة العامة أن المعهد يدخل العقد الخامس بسند قانوني عظيم وهو المرسوم السلطاني رقم (28/‏‏‏2016)، وهوية جديدة، ورؤية طموحة، واستراتيجية واضحة، وخطط ومبادرات مبتكرة تعزز إنجازات المعهد السابقة وتضعه في موقع متقدم بين معاهد ومدارس الإدارة في العالم، حيث تشكل استراتيجية المعهد 2020 النواة الأولى للمرحلة الجديدة وتركز على دور المعهد كرافد للتنمية المستدامة وشريك رئيسي في تحقيقها من خلال المساهمة الفاعلة في تطوير فكر وكفاءة الأداء الإداري الحكومي ورفده بالحلول المبتكرة، وتطوير آليات وبرامج التأهيل والتدريب الذكي، ورفع عدد المتدربين إلى 20 ألف متدرب سنويا، وتنويع مصادر المعرفة والتعلم، وتقديم الخدمات الاستشارية والتطويرية لمختلف القطاعات الحكومية والخاصة بتنظيم مرن وموارد مستدامة وقدرات بشرية كفؤة وممارسات عالمية.

من جانبه تحدث سعادة الشيخ الدكتور عبدالملك بن عبدالله الهنائي مدير عام سابق لمعهد الإدارة العامة: « لفتة كريمة من المعهد أن يحتفل بمرور 40 عاما، حيث عملت في المعهد من 1984 إلى 1993 م مديرا عاما وكانت فترة حافلة بالإنجازات المختلفة منها تنفيذ برنامجين للدبلوم لأول مرة في مجالي التجارة والإحصاء».

وأضاف الهنائي يقدم النظام الجديد لمعهد الإدارة العامة الذي صدر بموجب المرسوم السلطاني رقم (28/‏‏‏2016) الكثير من المزايا والصلاحيات التي تساهم في تحقيق مستويات عالية في الأداء وتكون أكثر فاعلية في مسيرة التطوير والتنمية الإدارية بالسلطنة.

وعلى هامش الحفل تم عرض فيلم ترويجي عن مباني المعهد الجديدة، مقدم من شركة مسقط الوطنية للتطوير والاستثمار «أساس» وهي الشركة المطورة لهذه المباني وفق أحدث المواصفات الفنية العالمية، كما تضمن الحفل إلقاء قصيدة شعرية للشاعر فيصل بن عبدالله الفارسي عبّر خلالها عن حبه لعُمان كبلد للأمن والسلام، مشيداً بحكمة حضرة صاحب الجلالة السلطان ودوره في بناء نهضة عُمان الحديثة، كما تضمنت القصيدة الإشادة بمعهد الإدارة العامة وجهوده في نشرة المعرفة وإنارة العقول، وتمّ تقديم عرض مرئي تضمن الإعلان عن استراتيجية المعهد 20/‏‏‏20 وتدشين هويته الجديدة، مقدم من شركة «ليفن بيرت» الشريك الاستراتيجي للمعهد في التطوير المؤسسي.

وتضمن الحفل تكريم سبعة من مديري ومديري العموم السابقين للمعهد وهم: أحمد بن سليمان الزدجالي ومحمود بن محمد شهداد والدكتور مهدي محمد جعفر والسيد محمد بن سلطان البوسعيدي وسعادة الشيخ الدكتور عبدالملك بن عبدالله الهنائي والدكتور شعبان بن برمان المعمري والدكتور سليمان بن هلال العلوي. كما تم تكريم الرئيس التنفيذي للمعهد السيد زكي بن هلال البوسعيدي، بالإضافة إلى تكريم الدكتورة أمة اللطيف بنت شرف شيبان نائبة الرئيس التنفيذي للمعهد على إسهاماتها المميزة واللافتة في خدمة المعهد في مجالات عمله المختلفة. كذلك، جرى تكريم عدد من الجهات الحكومية التي كان لها الدور الأبرز في التعاون مع المعهد ودعم نشاطه التدريبي، وقامت بتنفيذ أكبر عدد من البرامج والفعاليات العلمية معه. كما تم تكريم عدد من المؤسسات الإعلامية المحلية التي ساهمت في إبراز أنشطة وفعاليات المعهد المختلفة، وهي الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء العُمانية ومؤسسة عُمان للصحافة والنشر والإعلان وجريدة الوطن وجريدة الشبيبة وجريدة الرؤية، ومن بين الجهات المكرمة أيضاً شركة مسقط الوطنية للتطوير والاستثمار «أساس» الراعي الرسمي للحفل والمطور لمشروع مقر المعهد الجديد، وشركة «ليفين بيرت» الشريك الاستراتيجي للمعهد.

واختتم الحفل بجولة راعي الحفل برفقة معالي الشيخ رئيس مجلس إدارة المعهد وأصحاب السمو والمعالي والسعادة وضيوف الحفل حول معرض الصور والكتب والمطبوعات المصاحب لبرنامج الحفل الذي يعكس محطات ومراحل مختلفة من عمر المعهد، ويبرز معالم المعهد وأنشطته وفعالياته وعلاقاته وإسهاماته المتنوعة في خدمة التنمية الإدارية بالسلطنة. حضر الحفل عدد من أصحاب السمو والمعالي الوزراء والمسؤولين بالدولة، وعدد من أصحاب السعادة وكلاء الوزارات، وأعضاء مجلس إدارة المعهد، والمدعوون من مختلف مؤسسات وقطاعات الدولة، بالإضافة إلى موظفي المعهد الحاليين والسابقين من الهيئتين العلمية والإدارية وعدد من الملتحقين ببرامج وفعاليات المعهد.

ملامح النظام الجديد

وخطته الاستراتيجية

فيما يتعلق بآلية تنظيم مجلس إدارة المعهد واختصاصاته، نص النظام الجديد على أن يكون وزير الخدمة المدنية هو رئيس المجلس مع عضوية ثـمانية أشخاص يقترحهم الرئيس ويصدر بتعيينهم قرار من مجلس الوزراء، وتستمر عضويتهم لمدة 4 سنوات قابلة للتجديد، ويوفر هذا النظام الفرصة لتوسيع المشاركة في عضوية المجلس والمرونة في اختيار أفضل الكفاءات من القطاعات المهنية المختلفة، والتي ستساهم في تدعيم المعهد وتعظيم مكانته ودوره في التنمية الإدارية، وكان عدد أعضاء المجلس في النظام السابق أقل ويمثلون جهات حكومية ووظائف محددة، مع عضوية مفتوحة لا تتغير إلا بتغير مناصبهم، كما يسمح النظام الجديد لأعضاء آخرين من خارج مجلس الإدارة بالمشاركة في نقاشات المجلس، ويحق للمجلس أن يدعو لحضور اجتماعاته من يرى الاستعانة بهم من ذوي الخبرة والكفاءة.

ومن المزايا التي أضافها النظام الجديد لإدارة المعهد، رفع مستوى إدارة المعهد من مدير عام إلى رئيس تنفيذي، وأن يمثل الرئيس التنفيذي المعهد في صلاته بالغير، وأمام القضاء، ويكون له كافة الصلاحيات المقررة لرئيس الوحدة. وهذه من الخصائص الهامة التي تعمل على توسيع الهيكل التنظيمي للمعهد وزيادة اختصاصاته، كما تمنح الرئيس التنفيذي الاستقلالية والمرونة الكافية لإدارة المعهد، من خلال حصوله على بعض الصلاحيات الهامة والتي كانت في السابق ممنوحة فقط لرئيس مجلس الإدارة، وتأسيساً على المزايا والصلاحيات الواعدة التي يقدمها النظام الجديد للمعهد، للنهوض بالمعهد وتفعيل مساهمته في حركة التنمية الإدارية محلياً وعربياً؛ فقد تم الإعلان في مطلع هذا العام عن وثيقة الخطة الاستراتيجية للمعهد استراتيجية 2020. وتشمل هذه الوثيقة التوجه الاستراتيجي للمعهد والمبادرات التنفيذية في إطار التخطيط الاستراتيجي متوسط المدى.

كما تتضمن تشخيص الوضع الراهن للمعهد وتحديد القضايا الرئيسية، وإجراء المقارنات المرجعية، وتحديد وتحليل الفجوات، ورسم السيناريوهات المستقبلية للخطة الاستراتيجية.