1162394
1162394
العرب والعالم

الرئيس الأمريكي يؤكد دعمه للاستخبارات الأمريكية في قضية التدخل الروسي بالانتخابات

12 نوفمبر 2017
12 نوفمبر 2017

الفلبين تبدي رد فعل حذرا بعد عرض ترامب حول بحر الصين الجنوبي -

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس دعمه لوكالات الاستخبارات المركزية الأمريكية التي تشتبه في تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية في بلاده للعام 2016، لكنه أشار في الوقت نفسه الى صدق نفي نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وقال ترامب أمام صحفيين في هانوي «أنا أثق بوكالاتنا الاستخباراتية»، وذلك ردا على سؤال حول نفي الرئيس فلاديمير بوتين لأي تدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة.

وتابع ترامب «أعتقد ان لديه شعور بانه أو بلاده لم يتدخلا في الانتخابات...أما في ما يتعلق بما إذا كنت أصدقه أم لا فانا مع وكالاتنا. أنا أثق بوكالاتنا الاستخباراتية».

وحرص ترامب أمس الأول على تسليط الضوء على نفي بوتين للاتهامات الموجهة الى روسيا بالتدخل في الانتخابات، واثر لقاء بينهما بدا ترامب وكأنه يريد الإيحاء بأنه يعتقد فعلا بان بوتين صادق.

لكن قادة الاستخبارات الأمريكية كانوا ابلغوا الكونجرس بان روسيا حاولت بالفعل التأثير في حملة الرئاسة الأمريكية لصالح ترامب، وهو موقف كرره أمس الأول مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) مايك بومبيو.

وبعد ان ابتعد ترامب نسبيا عن شبكات التواصل الاجتماعي منذ بدء جولته الآسيوية، أرسل سلسلة من التغريدات صباح أمس قبل مؤتمره الصحفي المشترك مع نظيره الفيتنامي تران داي كوانج تناولت أهم الملفات في الأيام الأخيرة.

وكتب ترامب «متى سيدرك كل الحاقدين والأغبياء ان العلاقة الجيدة مع روسيا هي أمر جيد وليس سيئا.انهم يمارسون دوما ألاعيب سياسية- أمر سيء لبلدنا».

وأثارت المحادثات بين ترامب وبوتين تكهنات كثيرة على مدى يومين في مدينة دانانغ الساحلية حيث كانا يشاركان في قمة منتدى دول آسيا والمحيط الهادئ «ابيك».

وشهدت العلاقات بين الرجلين تعقيدات تسببت بها شكوك في تواطؤ بين الكرملين ومقربين من ترامب فضلا عن سلسلة من الخلافات بين البلدين.

كما أشاد ترامب من جهة أخرى، بالتقدم الذي تم تحقيقه على صعيد الملف الكوري الشمالي قائلا ان «الرئيس الصيني شي جينبينغ قال انه سيشدد العقوبات على (كوريا الشمالية)، وذلك في تغريدة أخرى من فيتنام، المحطة ما قبل الأخيرة من جولته الآسيوية التي سيختتمها في الفليبين.

وحطت الطائرة الرئاسية قبيل المساء في الفيليبين حيث يشارك ترامب في قمة رابطة دولة جنوب شرق آسيا «آسيان».

وحث ترامب نظيره الصيني خلال زيارته الى بكين الخميس على زيادة الضغوط على النظام الكوري الشمالي الذي أجرى تجربة نووية جديدة في مطلع سبتمبر الماضي.

وقال ترامب ان «الصين يمكن ان تسوي هذه المشكلة بسهولة وبسرعة» مؤكدا أنه يقف الى جانب شي الذي تعتبر بلاده الشريك التجاري شبه الوحيد لكوريا الشمالية.

وفي تغريدة أخرى، تناول ترامب الزعيم الكوري الشمالي بشكل مباشر قائلا «لماذا يُقدم كيم جونغ اون على اهانتي من خلال نعتي بـ -العجوز- في حين اني لن أُشر اليه يوما على انه قصير وبدين؟ حسنا، انا احاول جاهدا ان اكون صديقه وربما هذا قد يحدث يوما ما!».

وعند سؤاله حول هذه التغردية خلال المؤتمر الصحفي في هانوي أكد ترامب ان سعيه لكسب صداقة كيم لم يكن من باب المزاح وقال «هناك أمور غريبة تحصل في الحياة».

وكانت زيارة ترامب الرابعة لرئيس أمريكي الى فيتنام بعد بيل كلينتون وجورج بوش وباراك اوباما منذ نهاية الحرب بين البلدين في 1975 وتشكل تتويجا لتقارب ملفت بين واشنطن وهانوي.

ومع ان الصين الشريك التجاري الاول لفيتنام الا ان البلدين مختلفان خصوصا في ما يتعلق بمطامع بكين في بحر الصين الجنوبي والتي تثير استنكار العديد من دول المنطقة.

وقال ترامب «اذا كان باستطاعتي المساعدة في التوسط او فض الخلاف يرجى إبلاغي بذلك، فأنا وسيط جيد جدا».

ووقع ترامب عدة عقود في مجالات الملاحة الجوية والطاقة خلال زيارته الى فيتنام البالغ عدد سكانها 90 مليون نسمة والتي تشهد ازدهارا اقتصاديا.

لم يثر مسألة حقوق الإنسان في هذا البلد الشيوعي الخاضع لسلطة الحزب الواحد وحيث يقبع غالبية المعارضين في السجون.

وتندد منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان بتشدد السلطات مؤخرا مع زجها عشرات المعارضين في السجون.

في أواخر أكتوبر، كتبت فتاة في العاشرة هي ابنة مدونة سجنتها السلطات رسالة الى السيدة الأمريكية الأولى ميلانيا ترامب لتطلب منها المساعدة.

وكتب ترامب في تغريدة لدى وصوله إلى مانيلا :»وصلت لتوي إلى الفلبين بعد يوم عظيم من الاجتماعات والفعاليات في هانوي».وقبل وصوله إلى الفلبين، توجه مئات من المتظاهرين في مسيرة مناهضة لترامب إلى الموقع المشدد الحراسة لقمة آسيان وإلى مقر السفارة الأمريكية، ولكن المئات من رجال شرطة مكافحة الشغب تصدوا لهم.وأصيب أكثر من 20 محتجا عندما استخدمت الشرطة مدافع الماء لتفريق المسيرة بالقرب من السفارة الأمريكية، بينما تم القبض على أحد الناشطين، وفقا لمنظمي المسيرة .

وقالت منظمة «بيان» اليسارية في بيان :»ندين بأقوى العبارات الفاشية الصريحة التي فرضت ضد المحتجين الفلبينيين ... الاحتجاجات مبررة . ترامب هو عدو للشعب».

ومن المنتظر أن تعلن آسيان والصين بدء مفاوضات رسمية لوضع مدونة سلوك تهدف لمنع وقوع مواجهات في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه .

وتقول الصين إنها صاحبة السيادة على بحر الصين الجنوبي بالكامل، بينما تطالب عدة دول،تايوان والفلبين وبروناي وماليزيا وفيتنام، بالسيادة على مناطق بالممر الملاحي الذي يعتقد أنه غني بالموارد.

وقبل وصوله إلى الفلبين،المحطة الخامسة والأخيرة في جولته الأسيوية الأولى له والتي شملت أيضا اليابان وكوريا الجنوبية والصين وفيتنام، عرض ترامب في هانوي التوسط في النزاع الإقليمي، قائلا إنه «وسيط جيد للغاية وحكم جيد للغاية».

ورحبت الفلبين بعرض ترامب، ولكنها أشارت إلى أن مثل هذا الاقتراح يحتاج للتشاور مع باقي الأطراف، بما فيها الصين.

وقال وزير الخارجية الفلبيني ألان بيتر كايتانو للصحفيين:»إنه عرض طيب وكريم لأنه (ترامب) وسيط جيد ... ولكن بالطبع، لابد أن ترد الدول الأطراف بشكل جماعي أو منفرد، ولا يمكن أن تمنح دولة واحدة منها ردا فوريا لأن الوساطة تشمل جميع الأطراف المطالبة (بالسيادة) وغير المطالبة».

وترفض الصين في الغالب بحث قضية بحر الصين الجنوبي خلال الاجتماعات الإقليمية، وتصر على بحثها على أساس ثنائي.