كلمة عمان

حرص كامل ودائم للتخفيف عن المواطنين

12 نوفمبر 2017
12 نوفمبر 2017

إذا كان المواطن العماني قد شغل بؤرة الاهتمام السامي، منذ بزوغ شمس مسيرة النهضة العمانية الحديثة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- قبل سبعة وأربعين عاما، فإنه قد شكل في الواقع «قطب الرحى» لكل خطط وبرامج التنمية الوطنية في كل المجالات، والتي حرصت، ليس فقط على تحقيق مستوى معيشة جيد له، ولكنها تسعى أيضا الى إسعاده وتخفيف أعبائه، وفي المقدمة الأسر المستحقة للضمان الاجتماعي، وتمكين المواطن العماني من الإسهام الكبير والمتواصل في صياغة وتحقيق أهداف التنمية الوطنية، في مختلف المجالات.

وفي إطار هذه الرؤية السامية، ومواكبة لهذه الأيام الخالدة للعيد الوطني السابع والأربعين المجيد، وترجمة أخرى لهذا الحرص السامي، وجّه جلالته -أعزه الله- بصرف لفتة سامية لأسر الضمان الاجتماعي بمناسبة العيد الوطني السابع والأربعين المجيد مع استمرارية صرف مكرمتي عيد الفطر وعيد الأضحى القادمين كما كانتا عليه أصلا في الأعوام السابقة. وبالإضافة إلى ذلك، وتنفيذا لتوجيهات جلالته -أبقاه الله- للحكومة باتخاذ ما يلزم من خطوات تحقيقا لهذا النهج، أعلن مجلس الوزراء الموقر في بيانه أمس، أنه تم تخصيص بند في الموازنة العامة السنوية للدولة بمقدار مائة مليون ريال عماني، اعتبارا من يناير القادم، لدعم الفئات المستحقة من المواطنين، تخفيفا من الآثار المترتبة على تحرير أسعار الوقود، الذي أخذت به السلطنة للحد من النتائج التي صاحبت الانخفاض الحاد في أسعار النفط في الأسواق العالمية، اعتبارا من منتصف عام 2014، والمستمرة حتى الآن.

وقد جاء هذا القرار في ضوء ما توصلت إليه اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء لدراسة الآليات والإجراءات التنفيذية لدعم الفئات المستحقة من المواطنين، وما تقدمت به الجهات المختصة في هذا الشأن، وسيتم الإعلان عن تفاصيل الإجراءات والآليات التي سيتم اتخاذها لاستحقاق الدعم، ومتابعة التنفيذ، اعتبارا من يناير القادم. ومع الوضع في الاعتبار أن أسعار النفط في الأسواق العالمية لا تزال منخفضة كثيرا عما كانت عليه قبل ثلاث سنوات، وأن التحسن النسبي المحدود في الأسعار، لا يزال غير مستقر لارتباطه بتغيرات السوق العالمية للنفط، وبعوامل عديدة، فان توجيهات جلالته لأسر الضمان الاجتماعي وقرار مجلس الوزراء الموقر، تأتي في إطار حرص حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- على توفير وتقديم كل ما يمكن أن يخفف عن كاهل المواطن العماني، وكل ما يمكن أن يسهم في تحسين مستوى معيشته في الحاضر والمستقبل، ويزيد من فرص وإمكانات إسعاده وازدهار حياته وحياة أبنائه اليوم وغدا، وسيتم بالطبع الإعلان عن الأسس والقواعد التي تتحدد في ضوئها الفئات المستحقة لهذا الدعم، والإجراءات الخاصة بكيفية التنفيذ.

وبينما تدخل هذه اللفتات السامية الكريمة السرور على قلوب المواطنين، خاصة أن الحكومة كانت قد قررت وضع حد أعلى لسعر البنزين من نوع (91 أوكتين) الذي تستخدمه الشريحة الأكبر من المواطنين، فإنها تؤكد أيضا أن جلالة القائد المفدى -أعزه الله- يقف دوما وكعادته، على امتداد سنوات مسيرة النهضة المباركة، إلى جانب المواطن العماني، بمختلف السبل الممكنة، وفي ضوء الإمكانات المتاحة.