1159556
1159556
العرب والعالم

«حلف الأطلسي» يبحث الخطوات التالية في الأزمة الأفغانية

10 نوفمبر 2017
10 نوفمبر 2017

بعد مرور 16 عاما على الغزو -

عواصم - (وكالات): اجتمع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل امس لمراجعة الخطوات التالية في النزاع الأفغاني ولمناقشة سبل التعاطي مع الأزمة الأمنية المستمرة منذ 16 عاما.

وأعلن الحلف هذا الأسبوع انه سيرسل ثلاثة آلاف عنصر إضافي من قواته الى أفغانستان، ليرتفع بذلك عدد الجنود من دول الغرب الى 16 ألف جندي.

وستقوم القوات الإضافية ومعظمها من الأمريكيين بمهمات التدريب والمشورة للقوات الأفغانية المحلية التي تجهد للسيطرة على متطرفي طالبان وتنظيم داعش فيما تسجل خسائر بشرية فادحة.

وقال ينس ستولتبرغ الأمين العام للحلف أمس «حلفاؤنا وشركاؤنا التزموا إرسال مزيد من الجنود»، وأضاف «اليوم سنراجع التقدم ونناقش الخطوات الضرورية لتعزيز القدرات الأفغانية في الحرب على الإرهاب الدولي، ولإنشاء البيئة الضرورية لتحقيق الهدف النهائي لأفغانستان وهو السلم والمصالحة».

وقادة الحلف متفائلون بأن تبدأ القوات الأفغانية عام 2018 في كسب الزخم ضد طالبان، بفضل جهود تدريب جديدة وقوة جوية متنامية وآلاف العناصر الإضافيين من قوات الكوماندوس الأفغان.

وإضافة إلى ذلك فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعطى القوات الأمريكية مساحة مناورة اكبر لتحديد كيف ومتى يمكنهم ضرب طالبان، فيما القوات الأفغانية في موقع هجومي متزايد.

وبعد القمة يستضيف وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس على الفور اجتماعا منفصلا مع شركاء من التحالف الذي يحارب تنظيم داعش في الشرق الأوسط وحيث يتكبد المتشددون خسائر متتالية.

وقال ماتيس إن شركاء التحالف ينتظرون من الولايات المتحدة خطة واضحة بشأن ما يلي هزيمة تنظيم داعش على الأرض.

وكان ماتيس صرح لصحفيين في وقت سابق هذا الأسبوع «غالبية الأسئلة التي تُطرح علي الآن تتعلق في المرحلة التالية اذ لم يعد الأمر يتعلق بـ-هل سنوقف توسع تنظيم داعش ونتغلب عليه- بل -ماذا سيحصل بعدها؟-».

وبعد خسارة معقليهما في الرقة بسوريا والموصل في العراق، بات المتشددون محاصرون في وادي الفرات.

وحتى الآن كان الدور العسكري الأمريكي في سوريا يقتصر فقط على محاربة تنظيم داعش، لكن مع قرب دحر المتشددون، على واشنطن أن تعبر بوضوح عن مصالحها على المدى الطويل وأي دور، في حال وجد، ستلعب القوات الأمريكية في سوريا.

وقال مصدر فرنسي أن الحلفاء حريصون على السماع من ماتيس ما يتعلق بدور إيران - حليف النظام الرئيس السوري بشار الأسد - بعد التصريحات النارية لترامب ضد طهران.

وقال المصدر «نفكر كيف ستترجم خطابات كبار المسؤولين الأمريكيين حول ضرورة احتواء التواجد الإيراني في المنطقة، بشكل فعلي في الاستراتيجية العسكرية».

واتفقت دول الحلف الأطلسي أمس الأول على مضاعفة استخدام الأسلحة والتكتيكات الإلكترونية في العمليات العسكرية، مع تطوير الحلف قدراته للتصدي لروسيا.

والتغيرات جزء من إعادة هيكلة للحلف هي الأكبر منذ الحرب الباردة، ويؤيد وزراء الدفاع إقامة مركزي قيادة جديدين للمساعدة في حماية اوروبا.

وقال ستولتنبرغ ان إعادة الهيكلة تعكس «البيئة الأمنية المتغيرة» في السنوات القليلة الماضية. وأصبح التهديد للجانب الشرقي للحلف مصدر قلق بعد ضم روسيا للقرم في 2014. وقال ستولتنبرغ «نستعين بالجانب الإلكتروني في مهمات الحلف وعملياته للتفاعل مع بيئة أمنية متغيرة وجديدة حيث الفضاء الإلكتروني جزء من مشهد التهديد الذي يتعين الرد عليه».

وبعد سنوات على وقف تحديث هيكل القيادة منذ الحرب الباردة، يريد الحلف الأطلسي إضافة مركزي قيادة جديدين - الأول لحماية خطوط الاتصال عبر المحيط الأطلسي وآخر لتنسيق حركة الجنود والمعدات حول أوروبا. وعلى جدول مباحثات الحلف في بروكسل الأزمة النووية الكورية الشمالية.

وتفاقم التوتر منذ قيام بيونج يانج بتجربتها النووية السادسة - الأقوى لها حتى الآن - وقال ستولتنبرج أن الأزمة تتطلب جهدا دوليا موحدا.

وفي شأن متصل، قالت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان إن عشرة مدنيين ربما قتلوا في ضربة جوية على مدينة قندوز في شمال البلاد مطلع الأسبوع، رغم ما خلص إليه تحقيق للجيش الأمريكي من عدم سقوط قتلى مدنيين.

وقالت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان في سلسلة تغريدات على تويتر إن مقابلات مع عدد من الناجين بالإضافة إلى أطباء وشيوخ وآخرين منحتها سببا قويا للاعتقاد بأنه كان هناك مدنيون بين القتلى في الهجوم الذي وقع يوم السبت.

وقالت البعثة «تظهر النتائج الأولية التي توصلت إليها البعثة وجود تقارير ذات مصداقية تفيد بمقتل عشرة مدنيين على الأقل في الضربة الجوية على قندوز بأفغانستان يوم 4 نوفمبر».

ويتعارض هذا الإعلان مع بيان أمريكي قال يوم الثلاثاء إن تحقيقا لم يجد أي دليل على مقتل مدنيين.

وتلقي الواقعة الضوء على نقص شفافية التقارير المتعلقة بسقوط قتلى بين المدنيين في أفغانستان وهي قضية ستزداد أهميتها على الأرجح خاصة بعد قرار الولايات المتحدة تعزيز الضربات الجوية على طالبان وجماعات متمردة أخرى.

وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس خلال زيارة لكابول في سبتمبر إن القيادات العسكرية ستحصل على حرية أكبر لاستخدام القوة العسكرية الأمريكية ضد طالبان لكن مع القيام «بكل شيء ممكن» لتجنب سقوط ضحايا مدنيين. وأدان الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي الضربة الجوية.

وكان كرزاي على خلاف شديد مع الولايات المتحدة بشأن مسألة سقوط مدنيين في الضربات الجوية. ولم يصدر بعد تعليق من حكومة الرئيس أشرف عبد الغني.

وذكر بعض المسؤولين المحليين أن زهاء 13 شخصا قتلوا في ضربات جوية يوم السبت في تشاهاردارا على مشارف مدينة قندوز بينما ذكرت تقارير أخرى أن ما يصل إلى 65 شخصا قتلوا. لكن القوات الخاصة الأفغانية وحاكما إقليميا نفوا سقوط أي مدنيين في العملية التي قتل فيها 48 من المتشددين.