1157613
1157613
إشراقات

مخالطة الصغار بالكبار له فاعلية في تنمية الشخصية وهذا ما كان يغرسه النبي محمد في نفوس الصحابة

10 نوفمبر 2017
10 نوفمبر 2017

فطرة الله النقية الخالصة هي التوحيد الخالص وأحسن التكوين عقلا وعاطفة -

العوامل المؤثرة في بناء الشخصية  «1-2» -

متابعة: سيف بن سالم الفضيلي -

قال هلال بن عبدالله الخروصي المحاضر والمدرب في مجال التنمية البشرية في حديثه معنا حول «العوامل المؤثرة في بناء شخصية الطفل»: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يولي الطفولة عنايته، وهذا هديٌ بثّه في نفوس أصحابه الذين كانوا يصطحبون أطفالهم في مجالس الكبار، لتُبْنى شخصيةُ الطفل فتكبر؛ مؤكدا أن احتكاك الصغار بالكبار له فاعلية في تنمية الشخصية، ويشجعها.

ونبه الخروصي الى أن الكثير من الآباء لا يحسن تربية أبنائه التربية النفسية الصحيحة فعندما يغضب يسب ويشتم ويرفض.

مشيرا الى أن أكثر من 148000 كلمة «لا» يسمعها الأبناء من آبائهم تلك اللاءات المتكررة كونت شخصياتنا وأثرت في قرارتنا وشكلت للأسف الشديد مصيرنا. وحذر الخروصي من الذي يمارس مع الأبناء الابتزاز العاطفي على سبيل المثال: تريد أن تحبك أمك نظف سريرك ونظف غرفتك أو تريد والدك يحبك تفوق في دراستك؛ هذا الأمر يسمى بالحب المشروط وهو من أشد أنواع الابتزاز العاطفي فتكا بالطفل فيتعلم الإنسان ألا يقدم الحب إلا في مقابل ما، وتراه عندما يكبر ويتزوج يعاني من تلك المشكلة أشد المعاناة فلا تراه يجد الحب إلا بالمقابل مع الطرف الآخر.

وبيّن أن الخوف المرضي الأول عالميا التحدث أمام الناس والجمهور.. وسببه أسلوب التربية في الـ 7 سنوات الأولى كما يراه بعض علماء النفس والإدارة.. والى ما جاء في اللقاء.

 

ما تأثير الوالدين في صناعة الطفل نفسيا وتشكيل شخصيته؟ما تأثير الوالدين في صناعة الطفل نفسيا وتشكيل شخصيته؟

يجيب الواعظ الديني بوزارة الأوقاف والمرشد النفسي والمدرب في العلوم النفسية والتربوية: فـي كـتـابـهـمـا (خـط الـحـيـاة) قـال د. تـاد جـيـمـس وويـات وود سمول: «عـنـدمـا نـبـلـغ الـسـابـعـة مـن عـمـرنـا تـكـون أكـثـر مـن 90 فـي الـمـائـة مـن قـيـمـنـا قـد تـخـزنـت فـي عـقـولـنـا، وعـنـدمـا نـبـلـغ سـن الـواحـد والـعـشـريـن تـكـون جـمـيـع قـيـمـنـا قـد اكـتـمـلـت واسـتـقـرت فـي عـقـولـنـا».. وبـهـذه الـطـريـقـة نـكـون قـد نـشـأنـا مـبـرمـجـيـن بقناعات سلبية أو إيـجـابـيـة، وحقيقة الأمر أن الإنسان يولد على الفطرة السليمة الناصعة وبعد ميلاده في الحياة يأتي دور الأبوين في بناء القيم والقناعات والاتجاهات في الحياة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ».فطرة الله النقية الخالصة هي التوحيد الخالص وأحسن التكوين عقلا وعاطفة يقول الله تعالى «ولَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ».وخلق الله الإنسان في أحسن صورة «وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم» وأنت أيها الإنسان مخلوق مفضل على كثير من المخلوقات هذا بنص الكتاب العظيم، إلا أن الناس اليوم لا تتدبر الكتاب العظيم فغابت هذه المعاني الجوهرية، «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا».وللأسف الشديد فإن الكثير منا كآباء لا يحسن تربية أبنائه التربية النفسية الصحيحة فعندما يغضب يسب ويشتم ويرفض.يقول د. تشاد هيلمسيتر يقول: (أنه في خلال الـ 18 سنة الأولى من عمرنا وعلى افتراض نشأتنا في عائلة إيجابية لحد معقول يكون قد قيل لنا أكثر من 148000 مرة كلمة لا أو لا تعمل ذلك، وعدد الرسائل الإيجابية فقط 400 مرة) فيتم برمجتنا سلبياً. الطفل يسمع أكثر من 148000مرة لا ولا تفعل من قبل أبوية في 18سنة من حياته في مقابل 400 رسالة إيجابية فقط لا تفعل كذا لا تقترب لا تحاول لا تخرج لا تلعب مع الجيران لا تسكب الحليب على نفسك.ان أكثر من 148000 مرة يسمعها الأبناء من آبائهم تلك اللاءات المتكررة كونت شخصياتنا وأثرت في قرارتنا وشكلت للأسف الشديد مصيرنا.الطفل يولد بأكثر من ترليون خلية عقلية وبقدرة إبداعية خيالية لا حدود لها، ومن سمات العمر خلال سبع سنوات الأولى حب المغامرة والمحاولة والرغبة في الرفض المستمر نحن بأيدينا نقتل ذلك الإبداع نغتال لا وعيا ذلك الفضول الجميل وحب الاستكشاف عند الأبناء بنية طيبة من قبل الأبوين وهي نية الحماية والرعاية.ومن السلوكيات الخطيرة والمدمرة عندما لا ندع مجالا لأبنائنا التحدث والحوار مع الكبار أو باللغة المتداولة إذا تكلم الكبار على الصغار ان يسكتوا هذه إيحاءات تولد الخجل المرضي عند الطفل فيكبر ويصبح رجلا وموظفا له حقوق وعليه واجبات إلا أن تلك الصفة لا تفارقه، فتراه لا يتكلم صراحة في اجتماع فريق العمل أو يعارض رئيسه إذا أخطأ لا يدافع عن حقه إذا استغل لا يقوى على قول رأيه.لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يولي الطفولة عنايته، وهذا هديٌ بثّه في نفوس أصحابه الذين كانوا يصطحبون أطفالهم في مجالس الكبار، لتُبْنى شخصيةُ الطفل فتكبر، ولا شك أن مخالطة الصغار بالكبار له فاعلية في تنمية الشخصية، ويشجعها.روى ابن عمر - وهو لا يزال غلاماً - قصته في مجلس كبار الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ من الشجر شجرة مَثَلها مَثَل المسلم، فأردت أن أقول هي النخلة، فإذا أنا أصغر القوم، فسكتُ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «هي النخلة». وللبخاري في الأطعمة قال ابن عمر: فإذا أنا عاشر عشرة أنا أحدثهم . إذن ها هو ابن عمر الأصغر سناً يخالط الكبار، ويصغي إلى أحاديثهم، ومن ثم يكون كبيراً ذا همة عالية.وعلميا الخوف المرضي الأول عالميا هو التحدث أمام الناس والجمهور ويرى بعض علماء النفس والإدارة السبب الرئيس في ذلك السبع سنوات الأولى، هناك البناء أو الهدم في حياة الإنسانية.

وكما أحسن الشاعر قائلا:

ويَنشأُ ناشئ الفتيانِ، مِنّا      على ما كانَ عَوّدَهُ أبُوه

وخلال هذه السنوات تمارس المدمرات التربوية مع أبنائنا بكثرة الانتقادات والسخرية والنعت بالغباء وعدم الفهم وعدم النجاح هنا يتولد الخوف من الرفض أو الفشل أو النقد يصبح لا يحاول يرغب في دائرة الارتياح.والأسوأ من ذلك مقارنتهم بالآخرين أختك افضل منك وابن عمك أذكى منك هذه المقارنات تدفع الأبناء الى العدوانية والكراهية متناسين أن الله خلق كل إنسان وله قدراته العقلية وعبقريته الخاصة المختلفة عن أخته والآخرين كل ميسر لما خلق له.واليوم في علم النفس التربوي ما يسمى بالذكاءات المتعددة ثبت أن كل واحد منا يمتلك ذكاءات مختلفة عن غيره والحقيقة كل طفل ولديه ذكاء وعبقرية كل منهم مبدع بطريقته الخاصة ومن هذا الكلام وجب أن نتوقف عن المقارنات.كما يمارس مع الأبناء الابتزاز العاطفي على سبيل المثال: تريد أن تحبك أمك نظف سريرك ونظف غرفتك أو تريد والدك يحبك تفوق في دراستك.هذا الأمر يسمى بالحب المشروط وهو من أشد أنواع الابتزاز العاطفي فتكا بالطفل فيتعلم الإنسان ألا يقدم الحب إلا في مقابل ما، وتراه عندما يكبر ويتزوج يعاني من تلك المشكلة اشد المعاناة فلا تراه يجد الحب إلا بالمقابل مع الطرف الآخر.وجاء في كتاب «الحياة أحلى بلا توتر»: أن 90%من السجناء قيل لهم وهم أطفال أن نهايتكم السجن من قبل أبويهم.ولا ننسى في هذه المرحلة دور القدوة جدا خطير وما تسمى في علم النفس بالنموذج، الأطفال في هذه المرحلة يكون التأثير أبلغ لما يرى القدوة كما وصفت السيدة عائشة رسول الله «كان خلقه القرآن».

ﻴﺎ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟـــﻤﻌﻠﻡ ﻏﻴﺭﻩ               ﻫــــﻼ ﻟﻨﻔﺴﻙ ﻜﺎﻥ ﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴـﻡ ﺘﺼﻑ ﺍﻟﺩﻭﺍﺀ ﻟﺫﻱ ﺍﻟﺴﻘﺎﻡ ﻭﻟﺫﻱ ﺍﻟﻀﻨﻰ   ﻜﻲ ﻤﺎ ﻴﺼﺢ ﺒﻪ ﻭﺃﻨﺕ ﺴﻘﻴﻡ ﺍﺒﺩﺃ ﺒﻨﻔﺴﻙ ﻓﺎﻨﻬﻬﺎ ﻋﻥ ﻏـﻴﻬﺎ               ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻨﺘـــﻬﺕ ﻋﻨﻪ ﻓﺄﻨﺕ ﺤﻜﻴـﻡ«كلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا».