1159440
1159440
العرب والعالم

الجيش السوري يسيطر على الـ«بوكمال» وماكرون يتوقع الانتصار الكامل على «داعش» خلال أشهر

10 نوفمبر 2017
10 نوفمبر 2017

روسيا تأمل أن يصبح مؤتمر الحوار نقطة لاستعادة وحدة المجتمع السوري وتنوعه الديني والقومي -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

أعلن الجيش السوري ظهر أمس إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة البوكمال جنوب شرق مدينة دير الزور بنحو 140 كم، وذلك في إنجاز جديد يشكل إعلانا لسقوط مشروع تنظيم «داعش» الإرهابي وانهيار أوهام رعاته وداعميه.

وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان: إن وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة «حررت مدينة البوكمال آخر معاقل تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة الشرقية»، وذكرت القيادة العامة للجيش أن تحرير المدينة «تحقق بعد معارك عنيفة قتل خلالها أعداد كبيرة من الإرهابيين منهم متزعمون في تنظيم داعش»، حيث بدأت عناصر الهندسة على الفور بتفكيك العبوات الناسفة والمفخخات من أحياء المدينة مشيرة إلى أن وحدات الجيش «ما زالت تلاحق فلول إرهابيي داعش الفارين على أكثر من اتجاه للقضاء على ما تبقى منهم في البؤر الإرهابية في البادية بعد أن تم تدمير مقراتهم وعتادهم»، وأوضحت القيادة العامة للجيش أن تحرير مدينة البوكمال يكتسب أهمية كبيرة كونه يمثل «إعلانا لسقوط مشروع تنظيم داعش في المنطقة عموما وانهيارا لأوهام رعاته وداعميه لتقسيمها»، ويحكم السيطرة على مساحات واسعة من الحدود السورية العراقية، ويؤمن طرق المواصلات بين البلدين الشقيقين، ويشكل منطلقا للقضاء على ما تبقى من التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها على امتداد مساحة الوطن.

وأعلن الإعلام الحربي أنه بعد تحرير البوكمال لم يتبق أمام داعش إلا جيب ممتد من شمال البوكمال إلى مدينة الميادين، بالإضافة إلى مساحات ضيّقة غرب وشرق نهر الفرات بخط طوله حوالي 60 كم.

وأشار الإعلام الحربي إلى أن أهم القرى التي فرّ إليها مسلحو داعش هي العشارة وأبو حمام وهجين والجلاء وسوسة على ضفتي نهر الفرات.

وعلى مسافة تجاوز طولها 158كم، التقى الجيش السوري وحلفاؤه في محور المقاومة، مع قوات الحشد الشعبي والجيش العراقي على الحدود السورية العراقية.

لقاء حمل في ظاهره إعادة رسم حدود البلدين بعد أن أعلنت داعش إلغاءها قبل 4 سنوات، وفي المضمون أعاد رسم خارطة تواصل محور المقاومة، وأسس لترابط اقتصادي عميق بين موسكو، طهران، بغداد ودمشق.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الحكومية وحلفاءها باتت تفرض سيطرتها على نحو نصف مدينة البوكمال التي كانت تعد المعقل الأكبر المتبقي لتنظيم (داعش) في سوريا.

وقال المرصد: إن اشتباكات عنيفة لا تزال متواصلة في مدينة البوكمال الواقعة في أقصى شرق محافظة دير الزور، قرب الحدود السورية - العراقية.

وأضاف أن هذه الاشتباكات تترافق مع قصف على مناطق سيطرة التنظيم ومناطق في مدينة البوكمال.

وحسب المرصد تأتي هذه الاشتباكات وسط معلومات عن مفاوضات تجري بين المسلحين الموالين للحكومة السورية وبين عناصر التنظيم؛ بغية إعطاء ممر لمن تبقى من عناصر «داعش» داخل المدينة؛ للانسحاب منها نحو مناطق سيطرتها في الريف الشرقي لدير الزور.

كما توقع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في أبو ظبي أمس الانتصار بشكل كامل في المعركة ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق خلال الأشهر المقبلة، إلا أنه رأى أن هذه الانتصارات لا تعني نهاية تهديد المتطرفين، وأمضى نحو ساعة داخل الفرقاطة قبل أن يلقي كلمة في الساحة الرئيسية للقاعدة أمام مجموعة من العسكريين الفرنسيين.

وقال ماكرون: «لقد انتصرنا في الرقة وفي الأسابيع المقبلة والأشهر المقبلة أتوقع الانتصار العسكري الكامل في المنطقة العراقية السورية»، وأضاف «لكن هذا لا يعني أن المعركة انتهت»، مشيرا إلى أن «التصدي للجماعات الإرهابية سيكون عنصرا رئيسيا مكملا للحل السياسي الشامل الذي نريد أن نراه يتحقق في المنطقة»، وتحدث ماكرون عن هجمات شهدتها فرنسا «جرى التخطيط لها وتنظيمها والإشراف عليها» من الرقة، مضيفا «بعد عامين من هذه الهجمات انتصرنا»، وتوجه إلى العسكريين الفرنسيين بالقول: «أنتم الخطوط الأمامية للدفاع عنا، وأنتم الضمانة للتحرك سريعا في حال وقوع طارئ».

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تعمل بالتنسيق مع دمشق والأمم المتحدة وغيرهما من الشركاء الدوليين بنشاط من أجل عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي أمس: إن موسكو لا ترى أي خطوات من قبل الحكومة السورية تهدف إلى إفشال مؤتمر الحوار السوري داعية إلى كف البحث عن «أي تناقضات» في مواقف موسكو ودمشق.

وأكدت زاخاروفا أن موقف روسيا الداعم لإشراك أكراد سوريا في الحوار الوطني السوري لم يتغير ولا يزال ثابتا.

وقالت الدبلوماسية الروسية: «نأمل في أن يصبح المؤتمر نقطة مهمة في طريق استعادة وحدة المجتمع السوري وتنوعه الديني والقومي وتأكيد مبادئ الوفاق الوطني وبناء المؤسسات السياسية»، وأكدت زاخاروفا أن القوات السورية تقوم بدعم القوات الجوية الفضائية الروسية لإكمال عملية القضاء على وكر الإرهاب الدولي في الأراضي السورية. كما انتقدت الدبلوماسية الروسية من جديد تقرير آلية التحقيق الدولية المشتركة بشأن استخدام الكيماوي في سوريا، معربة عن استغرابها من موقف رئيس آلية التحقيق الذي لا يزال يحمّل دمشق مسؤولية استخدام غاز السارين في بلدة خان شيخون، ولم يكلف نفسه النظر في أي سيناريوهات أخرى.

وأعادت زاخاروفا إلى الأذهان أن الخبراء الروس أعلنوا في مؤتمر صحفي مطلع الشهر أنه من الممكن إنتاج الغاز المذكور خارج المصانع.

وجددت الدبلوماسية الروسية دعوة موسكو للقوى الإقليمية والدولية إلى تقديم الدعم للشعب السوري بالأفعال وليس بالأقوال في تسوية الأزمة، وإرسال مساعدات إنسانية إلى المناطق المتضررة دون طرح أي شروط مسبقة للقيادة السورية. وأكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أن موسكو تشترط اعتمادَ أسس أكثر مهنية من أجل تمديد عمل آلية التحقيق المشتركة الخاصة باستخدام السلاح الكيماوي في سوريا. كما لفت ريابكوف إلى أن آليةَ العمل بشكلها الحالي يشوبها تحريف للحقائق وخروج عن المعايير.