العرب والعالم

استئناف محادثات «بريكست» بدون آمال كبرى بإحراز تقدم

09 نوفمبر 2017
09 نوفمبر 2017

بروكسل - (أ ف ب): استؤنفت المحادثات أمس في بروكسل حول عملية انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي الذي أنذر بضرورة التوصل إلى اتفاق مبدئي على شروط الانفصال قبل نهاية الشهر لبدء المفاوضات التجارية سريعا بناء على رغبة لندن. وبدأت جولة المفاوضات السادسة صباحا في مقر المفوضية الأوروبية ولم يخف الأوروبيون قلقهم المتزايد حيال ضعف محاورتهم المتزايد، أي الحكومة البريطانية المحافظة برئاسة تيريزا ماي.

ولا تحيي هذه الجلسة التي ستكون وجيزة آمال الأوروبيين بإحراز تقدم حاسم، ومن المقرر اختتامها اليوم بمؤتمر صحفي مشترك بين كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه ونظيره البريطاني ديفيد ديفيس.

وحذر بارنييه امس من روما من أن «الوقت ينفد»، قبل عودته بعد الظهر الى بروكسل، مضيفا ان «أوان الحصول على توضيح فعلي يقترب».

وكان أكد الأربعاء في تغريدة ضرورة «تحقيق تقدم أكبر على صعيد ثلاثة مواضيع رئيسية» في مرحلة المفاوضات الراهنة هي التسوية المالية الشائكة لبريكست ومصير حقوق الأوروبيين المقيمين في بريطانيا والبريطانيين المقيمين في الاتحاد الأوروبي والمقرر في أواخر مارس 2019 وتبعات خروج بريطانيا من التكتل على ايرلندا.

وكان الأوروبيون ذكروا خلال الاجتماع الأخير للمجلس الأوروبي في أكتوبر بشرطهم القاضي بتحقيق «تقدم كاف» حول هذه الملفات لبدء التباحث مع لندن حول مرحلة انتقالية محتملة بعد بريكست بناء على رغبة ماي، وحول مستقبل العلاقات التجارية بين الجانبين.

وقال دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي لوكالة فرانس برس أن «كل شيء جاهز اعتبارا من 1 يناير» لبدء المفاوضات التجارية، وأضاف «لكن في حال عدم التوصل في نهاية نوفمبر أو الأسبوع الأول من ديسمبر إلى اتفاق» حول الأولويات الثلاث للدول ال27 فان «هذا يرجئ الأمور إلى فبراير أو مارس».

وتابع المصدر «لسنا بحاجة إلى خطابات بل إلى التزامات خطية من قبل البريطانيين»، مشددا على أن الجولة السادسة التي بدأت امس ستكون «شفوية فقط» ولن تستمر سوى «يوم ونصف يوم». من جهتها، تعتبر الحكومة البريطانية انها قامت بخطوة كبيرة عندما قدمت اقتراحات لضمان حقوق الأوروبيين الراغبين في البقاء في المملكة المتحدة بعد بريكست.

إلا أن مجموعة النواب الأوروبيين الذي يتابعون بريكست برئاسة الليبرالي غي فيرهوفشتات لفتت امس الأول إلى ضرورة «حل مشاكل مهمة» في هذا الملف.

ويتعلق الخلاف الرئيسي الآخر بقيمة الأموال التي يتوجب على بريطانيا سدادها للوفاء بالتزاماتها المالية إزاء الاتحاد الأوروبي. وكان رئيس البرلمان الأوروبي انطونيو تاجاني أشار مؤخرا إلى أن الفاتورة تراوح بين «50 و60 مليار» يورو مؤكدا للمرة الأولى تقديرات غير رسمية تم تداولها في بروكسل وندد بـ«المبلغ الزهيد» الذي اقترحه لندن.

ورغم كل شيء أراد الأوروبيون القيام بمبادرة خلال قمتهم في أكتوبر فوافقوا على إطلاق «التحضيرات الداخلية» للمفاوضات حول العلاقة المستقبلية مع المملكة المتحدة.

وتباحث ممثلو الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في الموضوع للمرة الأولى خلال اجتماع امس الأول في بروكسل.

وشدد مصدر دبلوماسي على الهدف وهو «الاستعداد للمضي قدما بشكل سريع» في حال تم تحقيق «تقدم كاف» في ديسمبر، لكن «ذلك لا يفرض اي حكم مسبق على المواضيع التي سيتم بحثها»، مشددا على أن بدء المرحلة الثانية من المفاوضات لا يزال بعيد المنال. وما يزيد من تشاؤم الأوروبيين ضعف ماي المتزايد.

وقال دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي لوكالة فرانس برس «نحن قلقون بعض الشيء مما نشهده في الوقت الراهن في بريطانيا، نريد شريكا قويا في المفاوضات».

وفيما تواجه ماي انقسامات داخلية حول شروط بريكست ازداد موقفها الضعيف مع استقالة عضو جديد في حكومتها امس الأول اثر لقاءات غير مصرح عنها مع مسؤولين اسرائيليين. من جانب آخر، خفضت المفوضية الاوروبية بشكل كبير امس توقعاتها للنمو في بريطانيا للعام 2017 مؤكدة ان أجواء «القلق» المرتبطة ببريكست من شأنها أن تلقي بثقلها على استثمارات الشركات.