العرب والعالم

حكومة ماي في أزمة بعد استقالة وزيرة ثانية

09 نوفمبر 2017
09 نوفمبر 2017

لندن - (وكالات): قالت وسائل إعلام بريطانية ومنتقدون لحكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي إن استقالة ثاني وزير خلال سبعة أيام أوقع الحكومة في أزمة.

وقالت كاتي اوسامور، الوزيرة في حكومة الظل لحزب العمال المعارض «على تيريزا ماي السيطرة على مجلس وزرائها الفوضوي والحكومة المتداعية أو تتنحى جانبا من أجل حزب العمال».

وتأتي تصريحات اوسامور بعد استقالة وزيرة التنمية الدولية بريتي باتيل في وقت متأخر أمس الأول بسبب لقاءات غير معلنة مع مسؤولين إسرائيليين، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وذلك أثناء قضائها عطلتها في إسرائيل في أغسطس الماضي ولاحقا في لندن.

وقال صحيفة تلجراف الموالية للمحافظين في صفحتها الأولى «يوم آخر وأزمة أخرى»، في حين كتبت صحيفة تايمز «تنامي الخوف من انهيار الحكومة بعد استقالة باتيل».

وكتبت باتيل (45 عاما) في رسالة إلى رئيسة الحكومة «أقدم اعتذاري الكامل لك وللحكومة لما حصل وأقدم استقالتي»، وكتبت باتيل في رسالة استقالتها أن «تقارير عدة نُشرت حول ما قمت به، وأنا آسفة للبلبلة التي أثارتها».

وقبلت ماي الاستقالة، وردت في رسالة أكدت فيها أن «بريطانيا وإسرائيل حليفتان مقربتان وان من الصواب أن نعمل معا عن قرب، لكن يجب أن يتم الأمر بصورة رسمية».

وباتيل ثاني وزير يغادر الحكومة خلال أسبوع بعد وزير الدفاع مايكل فالون الذي استقال في مطلع نوفمبر بسبب فضيحة تحرش جنسي تهز الطبقة السياسية وتهدد بإسقاط مقرب آخر من ماي هو نائبها داميان غرين وكذلك وزير الدولة للتجارة الدولية مارك غارنيير.

واضطرت باتيل إلى الاعتذار امس الأول بعد الكشف عن عقدها 12 لقاء مع مسؤولين إسرائيليين بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أثناء عطلة عائلية أمضتها في إسرائيل في أغسطس، بغير علم حكومتها بشأنها.

ولم يحضر أي مسؤول بريطاني آخر هذه اللقاءات التي رافقها في أغلبها ستيوارت بولاك، الرئيس الفخري لمجموعة ضغط مؤيدة لإسرائيل تسمى «أصدقاء إسرائيل المحافظون».

وأفادت رئاسة الوزراء البريطانية أن باتيل قالت لماي انها بحثت مع محاوريها الإسرائيليين إمكانية تمويل المساعدات التي يقدمها الجيش الإسرائيلي للجرحى السوريين في الجولان الذي لا تعترف بريطانيا بضم إسرائيل للقسم المحتل منه.

والموقف الرسمي لبريطانيا هو أن تمويل الجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان «غير مناسب» لأنها تعتبرها أرضا محتلة، كما اكد وزير في البرلمان الثلاثاء. وقالت رئاسة الحكومة أن الوزيرة تعرضت للتوبيخ من ماي.

لكن وكالة برس اسوسييشن البريطانية نقلت ان باتيل أغفلت في إقرارها باللقاءات ذكر لقاءين آخرين نظما في سبتمبر مع وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد اردان ومدير عام وزارة الخارجية يوفال روتيم.

وعلقت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي على الأمر بقولها «هذه فضيحة ويمكن لنا أن نتساءل كم من الحالات الأخرى، وليس فقط في بريطانيا، لم يعرف بها الرأي العام»، وأضافت في تصريح لفرانس برس في القدس «هذا يتطلب تحقيقا جديا والمطالبة بمحاسبة جدية». وأعرب السفير الفلسطيني في بريطانيا مانويل حساسيان كذلك عن صدمته بقوله عبر تلفزيون «أي تي في» إن سلوكها «يتعارض تماما» مع سياسة لندن المؤيدة لحل الدولتين في الشرق الأوسط.

وستزيد مغادرة الوزيرة المؤيدة بشدة للانفصال عن الاتحاد الاوروبي (بريكست) من إضعاف فريق ماي المنقسم حول هذا الملف، في وقت يخوض مفاوضات حاسمة مع بروكسل بهذا الشأن، واعتبر حزب العمال المعارض ما جرى «مخالفات خطيرة» ارتكبتها باتيل لقواعد السلوك الوزاري.

وقالت المسؤولة في حزب العمال ايفيت كوبر لهيئة «بي بي سي» معلقة على الهزات التي تشهدها الحكومة، «ليس لدينا الانطباع بوجود توجيه او بأن رئيسة الوزراء تمسك بزمام الأمور في هذه المشادات في حين أننا بحاجة حقا لحكومة تعمل... هذا يضر بصورتنا في العالم في حين تجري مفاوضات دولية حاسمة».