1157843
1157843
المنوعات

تدشين المعرض الثقافي العماني في بروكسل وسط حضور برلماني أوروبي

08 نوفمبر 2017
08 نوفمبر 2017

آفاق رحبة للتعاون العلمي والتقني بين السلطنة والاتحاد الأوروبي -

السعيدي: السلطنة تولي اهتماما كبيرا بتطوير علاقاتها مع أوروبا -

رامونا مانسكو: معالم تاريخية وحضارية تؤهل عمان لتكون وجهة عالمية -

افتتح المعرض الثقافي العماني الذي أقامته سفارة السلطنة في مقر البرلمان الأوروبي ببروكسل، برعاية سعادة الدكتور خالد بن سالم السعيدي الأمين العام لمجلس الدولة مساء أمس الأول بحضور معالي رامونا مانسكو رئيسة مجموعة أصدقاء عمان في البرلمان الأوروبي، والمكرمة الدكتورة بدرية بنت إبراهيم الشحية عضوة مجلس الدولة، وسعادة المهندس محمد بن سالم البوسعيدي عضو مجلس الشورى وسعادة نجيم بن سليمان العبري سفير السلطنة لدى مملكة بلجيكا، وعدد من أعضاء البرلمان الأوروبي.

مشيدة بفكرة تنظيم المعرض الثقافي العماني في مقر البرلمان الأوروبي للتعريف بالعمق الثقافي والحضاري لعمان، منوهة بما تشتمل عليه عمان من معالم تاريخية وحضارية وتراثية تؤهلها لأن تكون وجهة سياحية فريدة.

عقب ذلك ألقى سعادة نجيم بن سليمان العبري سفير السلطنة لدى مملكة بلجيكا كلمة ترحيبية بالحضور مؤكدا حرص السلطنة على تعزيز علاقاتها بدول الاتحاد الأوروبي، ومبرزا أهمية المعرض في التعريف بالثقافة والحضارة العمانية، وأشار إلى أن المعرض يستهدف أعضاء وزوار البرلمان الأوروبي، متطلعا إلى أن يسهم المعرض في توثيق العلاقات القائمة بين السلطنة ودول الاتحاد الأوروبي.

ثم ألقى سعادة الدكتور خالد بن سالم السعيدي الأمين العام لمجلس الدولة راعي الحفل كلمة نقل فيها تحيات المكرمين وأصحاب السعادة أعضاء مجلس عمان (بمجلسيه الدولة والشورى) لأعضاء البرلمان الأوروبي معربا عن سروره وأعضاء الوفد المرافق بالالتقاء في رحاب البرلمان الأوروبي الذي يستضيفه المعرض الثقافي العماني معتبرا أن المعرض يمثل تظاهرة ثقافية وفكرية تجسد جانبا من البعد الحضاري لعمان، وتبرز ما تزخر به من مقومات تراثية وتاريخية فريدة تؤهلها لأن تكون وجهة عالمية ومقصدا دوليا للسياحة والاستثمار الاقتصادي.

وقال سعادته في كلمته: إن تنظيم هذا المعرض يعكس حرص السلطنة على توطيد علاقاتها مع الدول الأوروبية، سيرا على نهجها التاريخي في الانفتاح على الحضارات والثقافات، حيث اشتهر العمانيون منذ مراحل تاريخية مبكرة بارتياد البحار المفتوحة ليصلوا إلى أقاصي العالم منطلقين من الموقع الجغرافي المميز لعمان الذي يتوسط الحضارات القديمة، وإطلالة شواطئها على المحيط الهندي، فتحقق لعمان بذلك الانفتاح على الحضارات المحيطة بها، والتواصل مع الحضارات البعيدة عنها، وقد اتخذ هذا التواصل عدة صور منها الهجرات والتداخل البشري والرحلات العلمية والمعاملات التجارية. وأضاف سعادته: إن هذا الإرث التليد في التواصل الحضاري مع العالم جعل لعمان تجربة تاريخية متميزة في بناء العلاقات الدولية، وتتبدى آثار ذلك جلية في ثوابت السياسة الخارجية العمانية المعاصرة التي اختط أسسها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- منذ بدايات عصر النهضة المباركة عام 1970م، وتقوم على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير وإقامة علاقات حسنة ومتكافئة مع دول العالم واحترام القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، والسعي إلى دعم التعاون بين الدول، والحث على حل الخلافات من خلال الحوار والتفاهم، والعمل الجاد من أجل تحقيق السلم والأمن الدوليين ونشر ثقافة التسامح والمحبة بين كافة الشعوب والدول.

وتابع قائلا: إن الموروث الثقافي والحضاري للشخصية العمانية يبرز كعامل جوهري في التزامها بالقانون وتقبلها للآخر واحترامها حقوق الإنسان وللقيم والمبادئ الإنسانية التي تؤمن بها الدول المتحضرة.

مشيرا في هذا الصدد إلى الاهتمام البالغ الذي توليه السلطنة لتطوير علاقاتها مع التجمعات والكيانات الإقليمية والدولية، لافتا في هذا الإطار إلى أنها تعمل على تعميق علاقات الصداقة وتوسيع مجالات التعاون مع الاتحاد الأوروبي، وهو الذي يمثل تجربة وحدوية ناجحة أثبتت فاعليتها على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

وقال سعادته: إن السلطنة تتطلع إلى مزيد من الازدهار في علاقاتها مع هذا الكيان المؤثر وترجمة ذلك على أرض الواقع لجهة تطوير التعاون الاقتصادي من خلال الاستثمارات المشتركة بما يخدم المصالح المتبادلة للجانبين في ظل توافر البيئة الجاذبة والمحفزة للاستثمار في السلطنة. مبينا أن هناك آفاقا رحبة للتعاون العلمي والتقني بين الطرفين بما يتيح للسلطنة الاستفادة من الخبرات والتجارب الأوروبية في هذين المجالين الحيويين ويدعم مساعيها لتوطين التقنية.

وأشار إلى أن المعرض الثقافي العماني علاوة على ما يمثله من نافذة للاطلاع على جانب من مكنونات عمان الثقافية والتراثية والتاريخية يعد فرصة سانحة للتعرف على ما تكتنزه من مقومات سياحية قوامها طبيعة خلابة تتشكل لوحتها الإبداعية من خطوط ومفردات يتقاطع فيها انبساط السهل مع شموخ الجبل، وتتداخل فيها زرقة مياه البحر مع وهج رمال الصحراء، ويتوج كل ذلك شعب مضياف وأجواء أمن وأمان تعم ربوع عمان وتشمل كافة أرجائها.

واختتم كلمته بالإعراب عن تقديره لدور البرلمان الأوروبي في إرساء قيم الممارسة البرلمانية الأصيلة، وتعزيز علاقات الدول الممثلة فيه مع غيرها من دول العالم. إثر ذلك؛ تم افتتاح المعرض الذي يحتوي على مطبوعات ولوحات وعروض مرئية بمشاركة عدد من الجهات، وتجول الحضور بين جنبات المعرض واطلعوا على المعروضات التي تعكس الثراء الثقافي والحضاري لعمان. يذكر أن المعرض الذي يستمر حتى العاشر من شهر نوفمبر الجاري يستهدف أكثر من 10 آلاف من الزائرين لمقر البرلمان الأوروبي من مختلف دول الاتحاد. من جهة أخرى وعلى هامش مشاركته في المعرض الثقافي التقى وفد مجلس عمان أمس رئيسة مجلس الشيوخ البلجيكي كريستين ديفرين، حيث جرى خلال المقابلة التباحث حول العلاقات العمانية البلجيكية وسبل تطويرها خاصة في المجالات البرلمانية، فيما أشادت رئيسة مجلس الشيوخ البلجيكي بالسياسة الخارجية لعمان والداعية إلى السلام وحل الخلافات بين الدول عبر الحوار، مؤكدة على أهمية فتح آفاق جديدة للتعاون خاصة في مجالات الاستثمار بين البلدين وقام وفد مجلس عمان المشارك في المعرض الثقافي بزيارة إلى عدد من المعالم التاريخية والأثرية في بلجيكا.