Untitled-1
Untitled-1
مرايا

البارثينون أطلال تحكي عن إبداع العمارة الإغريقية

08 نوفمبر 2017
08 نوفمبر 2017

البارثينون هو أشهر المعابد الإغريقية في مدينة أثينا باليونان، بُني على جبل الأكروبولس من الرخام البنتيلي الأبيض في الفترة ما بين 447 و432 ق.م، وصممه المهندسان الإغريقيان اكتينوس وكاليكراتس على شكل مستطيل ومحاط بالأعمدة، وأشرف على أعمال النحت النحات فيدياس، واستمر العمل في بنائه قرابة 15 عام.

وبالرغم من بناءه وفق الطراز الدوري، إلا أنّ المعمار استخدم في الداخل الأعمدة الأيونية لإعطاء الارتفاع لقلب المعبد، أما بالنسبة للسقف فلا تعرف حتى الآن طريقة تسقيف المعبد، وإن كان هناك ما يؤكد وجود السقف، ويشير إلى النقاط الاستنادية الأربع الموجودة في المعبد من الداخل.

في حوالي عام 500 م تحول المعبد إلى كنيسة مسيحية، واطلق عليه (مارى العذراء)، ثم أصبح الاكروبول الاثينى بأكمله قلعة في القرون الوسطى، وبعد استيلاء القوات العثمانية على المدينة في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي حول إلى مسجد.

لكن في عام 1687 م أصيب البارثينون بأضرار جسيمة عندما حاول الفينيسيون (سكان البندقية) الاستيلاء على أثينا، فقد كان الأتراك يستخدمون المبنى مخزنًا للبارود في ذلك العهد، وأدى انفجار بارودي إلى هدم الجزء الأوسط من المبنى، ونقلت معظم بقايا المنحوتات إلى متحف الأكروبولس في أثينا والمتحف البريطاني في لندن، ولم يبق من المباني غير أطلال.

أقسام المعبد

يتكون المعبد من أربعة أقسام على عكس المعابد الإغريقية الأخرى فهي تتألف من ثلاثة أقسام فقط:

- القسم الأول وهو عبارة عن المدخل، ويكون قليل العمق يتقدمه رواق محمول على 6 أعمدة من الطراز الدوري.

- القسم الأوسط والمقدس ويسمى (CELLE) أي المقدس، ويقع خلف المدخل مباشرة، وهو عبارة عن ساحة مركزية مغلقة قسمت إلى غرفتين، ضمت إحداهما فيما مضى تمثالا ضخما لأثينا من الذهب والعاج، بينما استخدمت الأخرى مستودعا للتخزين.

ويحاط السلا بستة وأربعين عمودا من الطراز الدوري من الجهات الأربع، وقد زين البارثينون بالمنحوتات الامعة، التي كانت تملأ القوصرتين (نهايتي السقف المثلثتين).

- القسم الثالث ويسمى PARTHENON ، ومنه أتى اسم المعبد، وهذا القسم مخصص لحفظ الهدايا المقدمة للمعبد، وهو يحتوي على الأعمدة الأيونية التي تحمل سقفه، الذي يقع في مستوى أخفض من مستوى السقف الأساسي للمعبد، وينفصل عن الهيكل المقدس بواسطة جدار.

- القسم الرابع والأخير ويسمى OPISTHODOMOS ويمثل القسم الخلفي للمعبد وهو يشبه القسم الأمامي، ويتصل مع القسم المقدس عن طريق مدخل في الجدار الفاصل بينهما.

مبتكرات معمارية

و قد ظهرت في هذا المعبد عدة مبتكرات معمارية جديدة من حيث النسب الدقيقة المستخدمة في البناء، الزخارف والنقوش، ومحاولات إصلاح الخطأ البصري في الأعمدة أو الخطوط المستقيمة، فبالنسبة للعمود فضلا عن الانتفاخ في وسطه فلقد أعطي ميلا خفيفا نحو الجدار الداخلي، ومحور الأعمدة الواقعة في الزوايا يميل في اتجاهين، والغاية من هذا الميل هو إعطاء المعبد منظرا هرميا خفيفا، كما أن المسافات بين الأعمدة الواقعة في الزوايا والأعمدة المجاورة لها من الجانبين أقل من المسافة التي تفصل عمودين من الأعمدة الأخرى في الوسط وفي الواجهة، والهدف من ذلك ألا تظهر المسافة بين العمود الواقع في الزاوية والعمود الذي يليه أكبر من المسافة بين بقية الأعمدة.

كما أن جميع الخطوط الافقية في المبنى سواء في الاسفل أو التكنة على الرغم من رؤيتها مستقيمة، إلا أنها في الحقيقة منحنية قليلا إلى الأعلى، وهذا الانحناء كاف لمنع رؤية هذه الخطوط وكأنها منحنية للأسفل.