1149902
1149902
مرايا

محمية الملكة إليزابيث بأوغندا بقعة ساحرة لرحلات السفاري المتنوعة

08 نوفمبر 2017
08 نوفمبر 2017

تزخر محمية الملكة إليزابيث الطبيعية في أوغندا بثراء الحياة البرية بها؛ حيث يشاهد السياح الفيلة في النهر والأسود على الأشجار والشمبانزي في الوادي الضيق الذي يعتبر نقطة التقاء السافانا مع الغابة المطيرة والأراضي الرطبة في شرق إفريقيا، وهو ما يجعل هذه المحمية الطبيعية بقعة ساحرة لرحلات السفاري المتنوعة.

وعندما شاهد حارس المحمية الطبيعية روبرت أداروكو اثنين من قرود الشمبانزي يعبران الطريق الترابي غمرته سعادة بالغة كطفل صغير يرى القرود لأول مرة في حياته، وأضاف قائلا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “إنه ليوم رائع، ويا له من حظ عظيم”، ويعمل روبرت أداروكو في محمية الملكة إليزابيث الطبيعية التي تقع في الجنوب الغربي من أوغندا منذ 15 عاما، ونادرا ما يشاهد قرود الشمبانزي تخرج من الغابات المطيرة في وادي كيامبورا إلى السافانا المفتوحة.

قرود الشمبانزي

ولكن أشجار التين تغري قرود الشمبانزي للقفز بين فروعها، وهنا تظهر القرود أمام السياح، كما أنها تستمتع بوفرة الثمار، وليس من المؤكد مشاهدة أحد هذه الحيوانات خلال رحلة التجول في الوادي كثيف الأشجار الذي ينحدر بعمق 100 متر. وأشار الحارس إلى أن قرود الشمبانزي تبحث في الصباح عن الطعام وتصرخ وتتعارك مع بعضها البعض، وعندئذ يمكن للسياح تتبع آثارها، وبعد فترة من الوقت تميل القرود إلى الكسل وتنتشر على الأشجار الاستوائية، ولا يتمكن السياح من رؤيتها وسط الغابات الكثيفة.

وتوفر محمية الملكة إليزابيث الطبيعية الكثير من التجارب المتنوعة لعشاق السفاري الإفريقية بفضل موقعها في وادي ألبرت؛ حيث تتلاقى الغابات المطيرة مع مستنقعات البردي والخنادق والسافانا، وبالإضافة إلى ذلك فقد تشكلت هنا بحيرة إدوارد وبحيرة جورج ما بين اللوحات القارية، وتمتاز محمية الملكة إليزابيث الطبيعية بوفرة الأنواع مقارنة بأي مكان آخر في شرق إفريقيا بفضل تنوع النظام البيئي، ويوجد بها أكثر من 610 أنواع من الطيور.

وتظهر قرود الشمبانزي بأعداد أكبر في محمية كيبال المجاورة، علاوة على وجود الكثير من الفيلة والأسود في المحميات العديدة في شرق إفريقيا، وتمتاز محمية الملكة إليزابيث بوجود النوعين، بالإضافة إلى أن تنوع المناظر الطبيعية يوفر للسياح فرصة مشاهدة الحيوانات المتنوعة، وعادة ما يحمل الحارس روبرت أداروكو بندقية هجومية AK 47 فوق كتفه، ويصطحب السياح إلى وادي الشمبانزي، وتنحدر هذه القرود في الأصل من منطقة الغابات الواسعة جنوب المحمية، وكانت هذه الموائل متصلة مع بعضها البعض بواسطة ممر، إلى أن تم قطعه قبل 30 عاما، ولذلك تعيش قرود الشمبانزي في الوادي في عزلة.

وأشار الحارس روبرت أداروكو إلى ثبات أعداد الشمبانزي حاليا، إلا أنه لفت الأنظار إلى فقدان أربعة قرود مؤخرا نتيجة العراك والقتال فيما بينها، غير أنه يوجد حاليا بعض صغار القرود من الشمبانزي، ويبلغ عمر أصغرها حوالي عامين، إلا أن زواج الأقارب يهدد بقاء المجموعة، كما أن إعادة فتح الممر يعتبر من الأمور المعقدة للغاية لوجود العديد من القرى بين المحمية والغابة الكثيفة.

ولم يتمكن السياح من مشاهدة قرود الشمبانزي في وادي كيامبورا في فترة ما بعد الظهيرة، غير أنهم شاهدوا على غير المتوقع أحد الأفيال بين الأشجار المتشابكة يطوي أذنه للأمام، وهنا أشار الحارس إلى السياح بضرورة التراجع بسرعة؛ لأن الفيل يستشعر الهجوم عليه.

قناة كازينجا

وكان الوضع أقل توترا بكثير عند مشاهدة الفيلة في قناة كازينجا التي تعتبر من أشهر أماكن مشاهدة الحيوانات في محمية الملكة إليزابيث الطبيعية؛ حيث يمكن للسياح مشاهدة الحيوانات بصورة أكثر راحة أثناء جولة القارب في الممر المائي بين بحيرة إدوارد وبحيرة جورج، وتتحرك القوارب بالقرب من لودج “مويا سفاري لودج” مباشرة، كما يمكن للسياح من شرفة هذا اللودج مشاهدة الفيلة والجاموس الإفريقي وأفراس النهر من بعيد على الضفة الأخرى من النهر.

ولا تمتد جولات القوارب بطول القناة بأكملها، وهو الذي يبلغ 40 كلم، ولكنها تسير لمسافة كافية تتيح للسياح مشاهدة التنوع الطبيعي في المحمية؛ حيث يشاهد السياح عند منابع بحيرة إدوارد العديد من الطيور المائية النادرة، كما يظهر قارب صيد وحيد على البحيرة قبالة برج السحاب، وقد أشار إلى السياح بأنهم أصبحوا خارج حدود أوغندا وأصبحوا بالفعل في شرق الكونغو.

وعلى الرغم من وجود مناطق صراع مسلح في البلدان المجاورة، إلا أن السياح نادرا ما يشعرون بذلك؛ حيث يمكن الاستمتاع بأجواء هادئة في اللودج في شبه جزيرة مويا، وخاصة مشاهد غروب الشمس، وبعد تناول العشاء يتم تقديم بعض الفقرات الفنية الفولكلورية للترفيه عن السياح، وتتكلف الليلة في هذا اللودج 350 دولارا أمريكيا؛ ولذلك فإن السفاري الإفريقية تعتبر من الرحلات السياحية المكلفة.

وتعتبر الأسود من منطقة إشاشا في الجزء الجنوبي من محمية الملكة إليزابيث من عناصر الجذب السياحي غير المعتادة في المحمية، ونظرا لموقع المنطقة خارج الطرق الرئيسية في المحمية فنادرا ما يتوجه السياح إليها، ولكن عند زيارة المنطقة ظهر أمام السياح أحد الأسود مسترخيا على أحد فروع الأشجار على ارتفاع ثلاثة أمتار، وكان هذا المنظر مبعث سعادة للحارس روبرت أداروكو، وهو الذي بدأ يبحث مجددا عن قرود الشمبانزي.