1150843
1150843
مرايا

الفنانة مايا حبيقة: الالتزام بتقديم فن هادف وجاد.. خيار صعب

08 نوفمبر 2017
08 نوفمبر 2017

الوصول لقلوب الناس هو معيارها الربحي الأهم -

حاورتها- ضحى عبدالرؤوف المل -

تغذى الحس الفني عند الفنانة مايا حبيقة منذ الطفولة، ليثمر الشباب مسيرة غنائية بدأت بتشذيب الصوت بدراسة الغناء والموسيقى والالتزام بالنهج الغنائي الشرقي، لتنتقل من مرحلة إلى مرحلة بصبر وأناة دون التطلع إلى النجاح السريع، معتمدة على خاصية التفاعل الجماهيري النخبوي القادر على منح صوتها القيمة الطربية العاشقة للفن الأصيل الذي يسمو بالإنسان إلى مدارك الجمال بلغة فنية تنوعت فيها القدرات عبر الكلمة المسبوكة والعميقة جماليا، لتكون بذلك مؤسسة للكلمة دون تعقيدات لحنية او صوتية، برغم صعوبة مقامات الكلمة المؤداة بالصوت الاوبرالي الشرقي، لتؤدى بخامة صوتية تمتلك نفحة شرقية وبمتانة الأذن الموسيقية والحس الفني الطربي، المتمسك بالأصالة الغنائية في ظل التحديات التي تكبر كل يوم.

احتراف غنائي اتجهت به نحو خصوصية فنية احتوت على مهارات صقلتها بالدمج المتنوع بين الاوبرالي والشرقي، لتتخذ طابعا خاصا بها وتؤلف هويتها الصوتية مع نوعية سمعية ذواقة تتلمس من فنها الطربي، الأصالة التي تميل الى الفن النوعي المحافظ على الجودة والأصالة لا الكمي او التجاري، وبحس نغمي مثقل بالتأثيرات الموسيقية المحافظة على التناغم بين الصوت والكلمة واللحن، حيث برعت بهذا النوع من الفن الغنائي تاركة علامة غنائية خاصة بها، وهوية حافظت عليها في كل البوم تصدره، وهذا ما تميز به ألبومها الجديد الذي أطلقته هذا العام، لتكمل به ما بدأته وبمواصفات طربية لها أصولها وقوانينها المحفورة في البوماتها السابقة، وألبومها الجديد. ومع الفنانة «مايا حبيقة» أجرينا هذا اللقاء.

-أين الخسارة وأين الربح في مشوارك الفني حتى الآن؟

تختلف معايير الخسارة والربح لدى الفنان الجاد، إن الوصول لقلوب الناس هو معيار الربح الأهم عندي، بدأت ألمس بشكل جدي وصول أغنياتي وصوتي للناس في لبنان وباقي الدول العربية، وهذا يسعدني جداً وأعتبره معيار الربح الأهم عندي.

- مايا حبيقة والفن الهادف بكل معنى الكلمة، أين تبرز قساوة هذه الكلمة وأين مردودها المعنوي والمادي؟

إن الألتزام بتقديم فن هادف وجاد- كما أحب أن أسميه- هو بالطبع خيار صعب يأخذه الفنان، فالفرص موجودة والمغريات موجودة لمن يختار الطريق السهل، ولكن خيار تقديم فن مختلف وجاد هو بالطبع صعب جداً، ولحد الآن أعتبر المردود المعنوي أهم من المردود المادي.

-من كتب الألبوم الجديد ومن لحنه، وأين مايا حبيقة من قصائد شعراء الحداثة؟

ألبومي المقبل سيكون بالطبع تعاوني الأكبر مع شقيقي جاد حبيقة في الكلمات والتلحين ذلك أن مشروعنا مشترك، ولكن ذلك لا يمنع أنني في طور البحث والمشاورة على تعاون مع كتاب آخرين، الأسماء المطروحة مهمة جداً.

-تختارين الغياب والإطلالة، ام انك في انتظار المعنى واللحن المدروس، وأين انت من المسرح الغنائي؟

منذ أن اخترت الطريق الذي سأسلكه بالفن كان واضحاً حرصي على تقديم النوعية الجيدة في كل تفاصيل إنتاج أي عمل أقوم به، بما إنني فنانة مستقلة غير مدعومة من أي جهة إنتاجية، هذه الدقة التي أطلبها في عملي تتطلب طاقات إنتاجية غير متوفرة بالوقت الحالي، مما يجعلني آخذ حيّزا من الوقت أحياناً بين إصدار أعمالي.

-ما الذي اختلف بصوتك اليوم وكيف تختارين أغنياتك؟

أعتبر أن صوتي نضج أكثر وأصبح مطواعاً أكثر وقادراً على التعبير أكثر، لأنني من الفنانات اللواتي يحافظن على صوتهن كثيراً، كما إنني منضبطة فيما يخص التمارين، إذ أتدرب بشكل منتظم ودائم.

-الفن الأصيل لا يمكن أن يختفي عن الساحة اللبنانية والزمن يغربل، هل تخافين من ذلك؟

غربلة الزمن هي بالطبع معيار مهم جداً لنجاح أي فنان، وبالطبع أتمنى أن أستطيع أن أثبت نفسي وأثبت مشروعي الغنائي بشكل يستمر .

-إلى أي مدى تحرصين على الفن المكتمل الذي يوازي ما تحملينه من معايير في الغناء؟

مؤخراً أصدرت أغنيتين مصورتين على طريقة الفيديو كليب، «لو تكتبلي بيوت» من ألبوم «ورد» و «عبواب حبيبي» من ألبومي المقبل، ولاحظت مدى تفاعل الناس مع العمل المصور ومدى وصول الأعمال الغنائية بعد إصدار الكليبات. وكان واضحاً كم ساهم العملين المصورين بإيصالي لعدد أكبر من الناس في لبنان والدول العربية، وطبعاً بت مهتمة وحريصة على تقديم أعمال مصورة أكثر.

-اللحن البسيط والصوت البارز تميزت به أغاني الألبوم الجديد، هل اعتبر هذه هويتك الدائمة ؟

في «عبواب حبيبي» التي صدرت كسينغل سيتضمنه الألبوم المقبل، إتبعنا نفس الخطوط العريضة التي اتبعناها في «ورد» ألا وهي البساطة في اللحن والكلمات وإبراز الصوت، ولكن بالطبع هذه التجربة نضجت أكثر الآن.

- كلمة لمن ينتظر ألبوماتك الجديدة، ماذا تقولين لهم؟

أتمنى أن تصل أعمالي ويصل صوتي لأكبر عدد من الناس، وأتمنى أن يكون الألبوم المقبل على قدر أحلامي الموسيقية والفنية، وعلى آمال الناس التي تنتظر الجديد الذي سأقدمه.