1156806
1156806
عمان اليوم

كلية العلوم الشرعية تحتفل بتخريج 300 طالب في عدد من التخصصات

07 نوفمبر 2017
07 نوفمبر 2017

متابعة - سيف بن سالم الفضيلي -

أقامت كلية العلوم الشرعية أمس حفل تخريج الدفعتين التاسعة والعشرين والثلاثين من طلبتها حملة الإجازة العالية (البكالوريوس) اتسم بالسمت والرزانة وانعكاس أثر اكتساب العلم في سلوكهم، بحضور سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة الرئيس الفخري للكلية ورعاية سعادة الدكتور عبدالله بن محمد الصارمي وكيل وزارة التعليم العالي.

افتتح الحفل بآيات من القرآن الكريم تلاها محمد بن سعيد الراشدي، ثم ألقى عميد الكلية عبدالله الهاشمي كلمة قال فيها: هذه البهجة التي تعيشها كلية العلوم الشرعية اليوم، لتأتي في إطار البهجة بحلول ذكرى الثامن عشر من نوفمبر التي يتفيأ الوطن الحبيب ظلالها في هذه الأيام، تخليدا لانطلاقة نهضة مباركة قادها بعزيمة وقيادة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-، شقت فيها عمان طريقها نحو التقدم والرقي، وفتحت لأبنائها أبواب العيش الرغيد والحياة المطمئنة.

وقال: لقد خطت كلية العلوم الشرعية خطوات مباركة في طريق إرساء الممارسات الأكاديمية والإدارية، على نظم وسياسات واضحة، مستمدة من رسالة الكلية ورؤيتها وأهدافها، وفق أسس الجودة في مؤسسات التعليم العالي، بهدف تثبيت هذه الممارسات، وجعلها عادات مستقرة، وتقاليد راسخة، مع مرونة تسمح لها بالمراجعة والتطوير.

وفي هذا الإطار، ستستقبل الكلية في فبراير المقبل فريق تدقيق الجودة المؤسسية من الهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي، وتأمل الكلية في أن تساعد عملية تدقيق الجودة في تحسين عملية التدريس، وتشجيع الانطلاق في البحث العلمي، وتنويع أنشطة خدمة المجتمع، وتوجيه الكلية نحو ما تحتاجه من مشاريع ومبادرات تطويرية، وأن تكون حافزا لتوثيق جميع أنشطة الكلية، والمراجعة الدورية لها، ودفع التعاون والتكامل بين وحداتها، بما يعينها على تحقيق غاياتها، وتجويد مخرجاتها.

وحول مشروع الخطة الاستراتيجية للكلية قال الدكتور العميد: وتعمل الكلية حاليا على الانتهاء من مشروع الخطة الاستراتيجية التي تتضمن الخطوط العريضة للمشاريع والمبادرات التي تحتاجها الكلية في المرحلة المقبلة، في جوانب التعليم والتعلم، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع، وتنمية الموارد البشرية، وقد بُني مشروع الخطة على تحليل البيئة الداخلية والخارجية للكلية، وتوصيف ما تتميز به من نقاط قوة، وما تواجهه من تحديات، وما يتوافر فيها من فرص وإمكانات.

وقال مخاطبا الخريجين: لقد كنتم محور اهتمام الكلية، ومدار أنشطتها ومشاريعها طيلة مدة دراستكم، ومن أجلكم تقيم الكلية هذا الحفل السعيد، احتفاء بكم، وتتويجا لمرحلة قضيتموها في الدرس والتحصيل، وإعلانا لإنهائكم دراستكم بالتوفيق والنجاح، أنجزت الكلية بتخرجكم فيكم مقصدها، وأتمت مهمتها، وهي اليوم تُقدمكم إلى وطنكم الذي هيأ لكم سبل التعلم والدراسة، وهو يرى فيكم رجال الغد، وصناع المستقبل، وينتظر منكم أن تساهموا بفاعلية في تقدمه وازدهاره.

وأضاف: لقد أخذت الكلية بأيديكم إلى ضفاف شاطئ العلم، وأوقفتكم على واسع يمه، وأمدتكم بالعون على الغوص في خضمه، ويجب أن يكون تخرجكم بداية لمرحلة جديدة من السعي نحو المعرفة، تواصلون فيها ما بدأتموه في الكلية، مستمدين العون والتسديد من الله جل وعلا، مستعينين بما تزودتم به من مهارات في البحث عن المعرفة، واختيارها، وفحصها ومراجعتها، ثم نشر النافع منها بين الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، على أسس من سماحة الإسلام العظيم، وهديه المشرق القويم.

كلمة الخريجين

ألقى أحمد بن سعيد الصوافي تخصص «الفقه وأصوله» كلمة الخريجين عبر فيها عن مشاعر الخريجين وهم يجنون حصاد جهودهم في مرحلة الدراسة الجامعية الأولى: حصاد لسنوات حافلة بتفاصيل كفاح، وتتويج لسعي ختمناه اليوم بنجاح، إنها لحظات سعد وسرور، يغمر الجميع البشر والحبور، يوم اشتاقت له نفوسنا، وابتسامة الرضا ازدانت على محيانا، وعيون كل واحد منا تحمل بريق السعي والجد للارتقاء بمجتمعنا ووطننا، فهذا اليوم هو نهاية البداية.

وقال: ها نحن نودع أعواما انقضت، أعواما حملت في طياتها عبقا من الذكريات، مزجت فيها لحظات جد واجتهاد، لحظات سعي وإرشاد، وتفان وجهاد، تحت ظل هذه الكلية كنا، ولعمري أي ظل كان، إنه ظل الفقه والحديث والتفسير واللغة، إنه ظل الدعوة لغد أفضل، من جيل واع سائر على تعاليم دينه الحنيف القويم، (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين)، واليوم نحن على قلب رجل واحد، في سبيل أعظم وأسمى هدف، (خير الناس أنفعهم للناس).

وفي رسالته إلى زملائه الخريجين قال الصوافي: ها قد أقبلت إليكم مرحلة البناء، وأنتم سواعد البناء، وعدة الرقي، فأخلصوا لله العمل، وانطلقوا في دروب الحياة، الحروفَ ترجموها بناء، والكلماتِ انثروها عطاء، فأنتم للخير والبذل أهل، كما كنتم للدرس والعلم أهل، وعدا قطعناه على أنفسنا، ونصدقْه بأفعالنا بأن نكون لبناتٍ صالحةً وإضافةً فاعلةً في مجتمعنا، وأوسمة شرف لهذا الوطن الذي خصنا الله بالانتماء إليه.

بعد ذلك قدم سليمان بن سامي الحسني قصيدة شعرية عبّر فيها عن مضمون المناسبة وما تحمله من ذكريات جميلة للخريجين في جنبات كليتهم.

وبلغ عدد الخريجين الذين احتفت بهم الكلية أمس 300 خريج، موزعين على تخصصات «الفقه وأصوله» بواقع 175 خريجا، وتخصص «الفقه والدعوة» بـ 43 خريجا، وتخصص «أصول الدين» وضم 23 خريجا، بينما بلغ خريجو دبلوم العلوم الشرعية 60 خريجا.

آراء وانطباعات

عبر الخريجون عن مشاعرهم في هذا اليوم المميز في حياتهم حيث قال حاتم بن رشيد بن حمد السيابي من تخصص «الفقه وأصوله»: الحمد لله والشكر له أني أتخرج اليوم من هذا الصرح العلمي الشامخ والذي شرفني ربي أن أكون ممن ترعرع بين مقاعده الدراسية ونهل من علومه الشرعية وتتلمذ على أيدي مشايخه الأجلاء.

وقال محمود بن سعيد العويدي من تخصص «الفقه وأصوله»: «نحن الخريجين اليوم نشعر بالسعادة تملأ قلوبنا، وبثقل المسؤولية يشحذ عزائمنا، وبالأمل المرجو يدفع خطانا، نقف في هذا اليوم وقفة حمد وشكر وعهد، فالحمد لله العليم الذي أتم علينا نعمه وأفاء علينا كرمه فأكرمنا ببلوغ هذا الهدف في هذه المرحلة، وشكر لباني هذه الكلية وراعي مسيرتها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد فإليه وإلى مجلس أمناء كلية العلوم الشرعية وأعضاء الهيئة التدريسية والكادر الإداري فيها الذين شجّعوا وآزروا وسعوا حتى رأوا ثمار غراسهم اليوم، أما العهد الذي نقوله نحن الخريجين فهو للوطن والأمة أن نكون عند حسن الظن بنا نسهم في بناء الوطن على الدين والقيم، وأن ندعو إلى الله على هدى وبصيرة، ونعلي راية الدين الصحيح، وأن نكون مواطنين صالحين في بناء الوطن والنهضة بالأمة اعتقادًا وتصورا وعملا، ولا شك أنها لحظات سعيدة ومشرقة تختلط فيها مشاعر الحزن على فراق هذا الصرح العلمي الشامخ، ومشاعر الفرح بلذة الإنجاز والتفوق».

وأضاف خالد بن سالم الهطالي تخصص «دبلوم شرعية» معبرا عن انطباعه: إنه ليسعدني في هذا اليوم البهيج أن أشارك إخواني الطلبة فرحتهم وأن أعبر عن عظيم امتناني بأن أكرمني الله ورزقني فرصة من عمري لأنهل من معين المعرفة في هذا الصرح العلمي الشامخ والذي يشكل منارة للعلم الشرعي في هذا البلد المبارك.

كما يسعدني أن أزف فرحتي بيوم تخرجي لكل من شجعني وشد على يدي ووقف معي خلال دراستي، وأشكر المعلمين الذين ما ضنوا علينا بشيء مما علمهم الله، وجادوا بتوجيهاتهم ووقتهم لأجلنا فجزاهم الله عنا خير الجزاء ..

وقال مازن بن عيسى البوسعيدي خريج بكالوريوس «أصول الدين»: أول ما وعيت احتضنني رجال كانوا قد نهلوا من معين الكلية قبلي، فرُبينا وعُلمنا ونُشئنا فأدركنا أن هؤلاء الأفذاذ قد صقلوا بأفواه طيبة وسبكوا بقوالب الذهب، فما زادتهم نار الحياة إلا قوة وجمالا، وقيمة وقدرا وجلالا.

وقال إسحاق بن سعيد الخروصي خريج دبلوم «علوم شرعية»: كلية العلوم الشرعية صرح شامخ في أروقتها تشكلت ذكريات طلبي للعلم الشرعي على أيادي أساتذة جهابذة، كل واحد منهم يمثل مدرسة في العلم والأخلاق والمنهج، نستقي من ألسنتهم رحيق الشريعة السمحاء. في هذا اليوم نجني ذلك الرحيق لنتلذذ به في حياتنا العملية. فالعلم الشرعي هو الذي يجعل الفرد يمتلك المقياس السلوكي والروحي والعقلي الذي يجب أن يتبعه في منهاج حياته ليسعد في الدارين، ونشكر الجهود القائمة على هذا الصرح الكبير، ونتمنى أن يستثنى القامات العلمية من السن القانوني؛ لأن السن له دور جوهري في العطاء العلمي ليخرج ممزوجا بالخبرة العلمية والعملية لتجسد فكرا رصينا نافعا بإذن الله، وفقكم الله لما فيه صلاح لهذه الأمة..

من جانبه قال نواوي عاراوان من تايلند خريج بكالوريوس «الفقه والدعوة»: يسرنا للغاية أن نشارك معكم في هذه الحفلة التي تسعدنا وتشعرنا بالفخر بأن نكون طلابا في هذه الكلية الميمونة، ونشكر كل من شجعنا وبذل جهدا في تدريسنا.

وقال جهاد بن جمعة الجابري من تخصص «الفقه وأصوله»: اليوم نطوي صفحة من صفحات حياتنا، صفحة ما كانت لتسجل إلا بجهود مخلصة، وعقول نيرة، وعمل دؤوب من إداريين ومشرفين ومعلمين أراني عاجزا عن شكرهم والثناء عليهم.