1157322
1157322
الاقتصادية

«بلوك تشين» تواصل أعمالها وسط توقعات بتحول السلطنة إلى مركز عالمي خلال عام

07 نوفمبر 2017
07 نوفمبر 2017

25 خبيرا دوليا يستعرضون تجاربهم من زيوريخ إلى هونج كونج -

متابعة - زكريا فكري -

تطرقت ندوة “بلوك تشين” في يومها الثاني امس إلى العديد من المحاور التي تتعلق بالتقنية الجديدة التي بدأت تتخذ موقعها في اهم عواصم العالم بسويسرا ولندن وكوبنهاجن وشرق آسيا، وتنبأ المشاركون بأن تتحول السلطنة إلى واحدة من اهم مراكز تقنية البلوك تشين خلال عام واحد من الآن وليس خلال 3 سنوات كما هو مخطط له، حيث بدأت السلطنة بالفعل في ضخ استثمارات فعلية في هذه المنظومة التقنية إضافة إلى ما تتمتع به من بنية تقنية جاهزة استعدادا لتطبيقها على مستوى القطاعات الاقتصادية المختلفة بما في ذلك المصارف والتجارة وتداول البضائع واللوجستيات وغيرها.. وأوضح المشاركون أن التجربة يجب أن تقوم على دراسات علمية راسخة وأبحاث حتى نكون مسؤولين عن النتائج ، كما دعوا إلى ضرورة توثيق العلاقة بين الاقتصاديين المتخصصين وبين العاملين في علوم الحاسب الآلي وكذلك فتح مجال التعليم لإكساب المهارات بداية من التعليم الأساسي وإدخال مقررات البرمجة ضمن المناهج التعليمية .

وتناولت جلسات الأمس العملة الرقمية المستخدمة في نظام “بلوك تشين” باعتبارها متداولة ويمكن تحويلها في أي وقت إلى عملة ورقية مباشرة. ودعت الندوة في يومها الثاني رواد الأعمال إلى دخول هذا المجال الذي سيشكل في المستقبل أسلوبا حديثا ومتطورا لإدارة الأعمال. وقال سعادة عبد السلام المرشدي الرئيس التنفيذي لصندوق الاحتياطي العام للدولة: إن تطبيق نظام وتقنية بلوك تشين هي وسيلة نسعى من خلالها للاستفادة من التطورات التي تحدث في العالم وبشكل متسارع ونريد ان نكون مواكبين لذلك، وعلينا أن نتذكر أنها ليست الغاية بل هي وسيلة. وسنعمل في اليومين القادمين من الندوة التي لمناقشة 7 مشاريع تخص البلوك تشين في السلطنة.

وكانت ندوة سلسلة “بلوك تشين” قد واصلت أعمالها لليوم الثاني بفندق شيراتون - مسقط بحضور 25 خبيرا دوليا من لندن وكوبنهاجن وهونج كونج وسويسرا وتختص بتطبيق نظام رقمي يعمل على إدارة البيانات والخدمات بطريقة ذكية وآمنة.

وشهدت أولى جلسات امس عرضًا مرئيًا عن الخدمات الحكومية و تقنية “بلوك تشين” وأهميتها في أمن البيانات والحفاظ على الخصوصية. باعتبار ان تقنية بلوك تشين ستقوم بدور مهم في السيطرة على الخدمات المصرفية الإلكترونية، هي فقط تحتاج إلى إلى البنية الأساسية و توفير الأمن الرقمي والهوية الرقمية والتوقيع الإلكتروني.

وتحدث عدد من الخبراء الدوليين الذين يمثلون العديد من مراكز المنظومة الذكية ،ناقشوا أساسيات تطبيق المنظومة الرقمية بلوك تشين وأسس تبنيها من قبل مختلف القطاعات الحكومية والقطاع الخاص لإدارة البيانات وتقديم مختلف الخدمات بطريقة أكثر مرونة وسهولة مقارنةً مع منظومات البيانات العادية.

وأشار الخبراء الدوليون خلال الجلسة النقاشية إلى أن السلطنة قادرة على تبني تقنية بلوك تشين وذلك لما تتمتع به من بيئة عمل مناسبة وبنية أساسية حديثة الى جانب التعداد السكاني غير المعقد، معتبرين كل هذه العوامل إيجابية لتبني السلطنة مثل هذه الأنظمة والتقنيات الذكية.

وتحدث في الجلسة الثانية كل من بيندكت نولينز وجنيفر سكوت ولين كيمب وماتياس ريتش وادارت الجلسة ميشيل ستويت، حيث تطرقوا إلى إمكانية تحول السلطنة إلى أحد مراكز بلوك تشين الاساسية في العالم مشيدا بعدد الحضور الكبير الذي يحرص على المشاركة في الجلسات وقالت لين كيمب: إن التجريب مسألة مهمة والتعلم يجب ان يرافق التدريب والتجربة يجب ان تقوم على دراسة راسخة .. فنحن لدينا في هونج كونج أبحاث دراسية عديدة لكي تترتب مسؤولية عن النتائج، فنحن نريد ان نتمكن من استخدام البحوث التي تجرى في إطار الجامعات.

الاعتماد على رواد الأعمال

ويقول سورين فوج من اتحاد كريتيوفالي أن الأمر يستلزم مهارات مختلفة ومتعددة في معارف الحواسيب والقوانين والعقود الذكية حتى يمكن تأهيل كوادر قادرة على التعامل مع تقنية بلوك تشين، كذلك يجب تعديل نظرة الحوافز بحيث تكون نظرة صائبة دون جوانب سلبية.

ويقول بيتر بران من شبكة ايبان بسويسرا ان ما ينقصنا هو رواد الأعمال، فهم من يدفع عجلة التقدم ويحتاجون الى تحقيق مشاريعهم .. كما قال بران ان السلطنة تستثمر في قطاع بلوك تشين حوالي مليون دولار وهذا الأمر يعلن هنا لأول مرة وهناك مئات الأشخاص الذين يحصلون على أرباح تصل إلى 100 دولار في الساعة.

وقالت كاترين فوستر: إن التعليم يجب ان يكون عابرا للقارات وهناك طلب على المهارات .. إذن فإن تعليم الطلاب يجب ان يكون على أساس المهارات، كما نحتاج ايضا إلى الدراسات الانسانية ونصيحتي للشركات بصفة عامة .. لا تحاول ان تقلد او تستنسخ .. إنما انظر للمشكلات وحاول ان تجد حلولا لها ... نحن في الاتحاد الأوربي مولنا مئات الشركات الصغرى وحققنا نجاحا كبيرا .. لأن رواد الأعمال هم نواة أي تطور كبير.

وترى كاترين موليجان باعتبارها مهندسة تقنيات أهمية التفكير بشكل نقدي ونحتاج لاستخدام الكتل او تقنية البلوك شين تنسيق وتعاون بين مهندسين حواسيب واقتصاديين ومتخصصين في الاتصال .. وقالت كاترين: إن البعض يمكن ان يتصور ان البلوك شين هو نفسه نظم تقنية المعلومات فيما يعرف ب IT ولكنه مختلف تماما وكذلك الأساليب مختلفة.. فمثلا في قطاع التأمين عليك ان تضمن ان جميع الشركات معك ويطبق البلوك شين عليها ثم يتطور المستوى التجاري مع مراعاة المتغيرات مع ضرورة إعلام الجهات او السلطات القانونية وان البيانات لا تخرق قوانين السرية.

واستعرضت الطالبة لوكا جارسيا - 14 عاما - تجربتهم في مجال التقنية الجديدة باعتبارها تدرس في كوبنهاجن وأخذت إجازة من مدرستها للمشاركة في هذه الندوة ، وقالت انها أحبت الاستماع إلى الأفكار الجديدة، وأنا أريد أن أقول ان فرص البلوك شين سوف تفتح لنا مستقبلا كبيرا وأنا مهتمة بذلك مع زملائي في المدرسة ونهتم بكل ماهو جديد في عالم التقنيات وتكنولوجيا المعلومات.

بعد ذلك قدم لي بيكافنانس عرضا عن أعمال البنية الأساسية في مجال تقنية بلوك تشين حيث طورت شركته 40 شركة مختلفة بما في ذلك تأهيل الكوادر البشرية معتبرا التقنية الجديدة تحولا كبيرا في العالم..

كما ناقش الحضور عدة مواضيع تتعلق بالتحول التكنولوجي من مصطلح المدن الذكية إلى الأمم الذكية من خلال تبني المنظومات والتقنيات الذكية ودور منظومة بلوك تشين في صناعة التأمين ومجال صياغة السياسات المالية إضافة إلى مناقشة التشريعات والسياسات تجاه تطبيق المنظومة وطرق معالجة التهديدات التي قد تواجه هذه المنظومة ومجالات الاستثمار في هذه التكنولوجيا.

مهارات التعلم

وتناولت الجلسة الثالثة التي أدارتها إفي بيلارينو ارتباط التقنيات بالبشر بحيث يجب التركيز على مهارات معينة عند التعليم ومنها الرياضيات والبرمجة.. وأكدت الدكتورة كاترين موليجان باعتبارها أكاديمية أن التعليم التقني يجب أن يدخل مناهج التعليم وترسيخ التفكير المنطقي والمقاربات النقدية.

وأشارت الجلسة الى 3 مراكز عالمية في تقنية بلوك تشين وهي سويسرا حيث تنشط فيها الأمور المالية، وكوبنهاجن حيث اللوجستيات ثم كندا إضافة الى القطاع الناشئ في آسيا . ودعا المشاركون في الجلسة غلى الاهتمام برواد الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة وتشجيعهم على دخول المجال وتناول الحضور مقولة بيل جيتس الشهيرة قبل 6 سنوات والتي قال فيها ان البرمجة يجب أن تكون أساسية في التعليم المدرسي وتناقش الندوة اليوم الفرص المستقبلية لرجال الأعمال والباحثين عن عمل ومستقبل المواهب والمهارات والكفاءات في عصر بلوك تشين والاستثمار في هذه التقنية.

استنتاجات المناقشات

وتتناول الندوة حلقات عمل يناقش خلالها مستكشفو بلوك تشين تطوير استنتاجات اليومين الاول والثاني من الندوة وإعداد أطر عمل لمستكشفي بلوك تشين، فيما يتضمن اليوم الرابع للندوة حلقات عمل لمستكشفي بلوك تشين يناقشون خلالها بناء القدرات للمشاريع الرائدة في هذا المجال والتشريعات والسياسات لتبني بلوك تشين.

وتهدف الندوة التي يشارك فيها 25 خبيرًا عالميًا من مختلف دول العالم إلى تسليط الضوء على التغيرات المتوقعة على الاقتصاد وعالم المال والأعمال في المستقبل والتأثيرات المباشرة على قطاع الخدمات والإدارة الحكومية جراء دخول التقنية في حيز التطبيقات الواسعة في العالم خلال السنوات الخمس القادمة.

ويأتي تنظيم أعمال الندوة بمبادرة من وزارة الخارجية وبالتعاون مع البنك المركزي العماني وصندوق الاحتياطي العام للدولة والهيئة العامة لسوق المال ووزارة الإعلام وبعض الجهات المعنية ذات العلاقة من أجل دراسة إمكانية تطبيق هذه التكنولوجيا في القطاع المالي والمصرفي وقطاع الخدمات الحكومية والفوائد والتحديات المتوقعة من نقل هذه التكنولوجيا إلى السلطنة مما سوف يحدث نقلة نوعية في المعاملات الحكومية والمصرفية على حدٍ سواء.

التأهيل والاستعدادات

ويقول الدكتور علي الشيذاني مدير المراكز البحثية بمجلس البحث العلمي ان البلوك شين هو عبارة عن إدارة وتوزيع الأصول سواء كانت هذا الأصول أموالا أو عقارات أو سيارات أو عقود تأمينية او حتى بطاقات تحقيق للشخصية .. ونحن يجب أن نستعد لمثل هذه التقنية الجديدة بتدريب وتأهيل كوادرنا .. وأكد الشيذاني على ان التأهيل والاستعداد يجب ان يكون في مجال الرياضيات وهندسة البيانات والمعلومات والتشفير والبرمجيات .. فالبعض ينظر الى تقنية البلوك شين إلى انها سوف تغير من واقع المصارف والبنوك التي نعرفها بشكلها الحالي وستتيح تبادل الأموال بشكل مباشر دون وسيط مع وجود كثير من الناس يوثقون هذا المال أي شهود بالآلاف يشهدوا على موثوقية كل معاملة وبالتالي فهذا سيؤدي الى تقليل التكلفة وسرعة أداء المعاملة.

وترى آن بنت سعيد الكندية نائب رئيس الجمعية الاقتصادية العمانية أن انعقاد مثل هذه الندوة في السلطنة لا شك انه يعتبر عملا إيجابيا كبيرا ويواكب جديد التقنيات وتكنولوجيا المعلومات في العالم .. خاصة ونحن نسعى الى الوصول الى التكامل في مجال الخدمات الحكومية الإلكترونية ونسعى لمجتمع تقني حقيقي البلوك تشين تعني أصلا سلسلة الكتل الموثوقة .. من الثقة وهي ستعمل نقلة كبيرة في قطاع البنوك وتتكلم عن اللامركزية وتوظيف التقنية بشكل وسيلة من الوسائل الجيدة وأتمنى تستغل بسرعة بما يعود بالنفع على السلطنة.