salem
salem
أعمدة

نوافذ : «البلوك تشين».. طوفان التغيير

06 نوفمبر 2017
06 نوفمبر 2017

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

ربما البعض منا يسمع لأول مرة عن «سلسلة الكتل.. البلوك تشين» وهو مفهوم جديد بدأ الحديث عنه منذ أسابيع فقط للعامة والذي ترغب الحكومة في تبنيه بعقد المؤتمر الدولي الحالي الذي بدأ أمس ويستمر حتى 9 الجاري ويحضره ٢٥ من المختصين في العالم الذين يشكلون قاطرة التغيير فيه.

ليس هناك تعريف محدد لسلسلة «الكتل البلوك تشين» أو واضح المفاهيم، لكنه أقرب إلى كونه موجة تغيير عالمية كالتي شهدها العالم عند دخول الانترنت أو ما يعرف بالعولمة.

هذه الموجة اتضح أنها قبل أن يعرفها العالم اجمع أخذت العديد من الدول تهتم بها اهتماما بالغا ودليلا على ذلك ان استراليا تنفذ أيضا مؤتمرا عن هذا المشروع الدولي في نفس هذه الأيام،وتنافس في هذا الاتجاه بعض عواصم العالم كسنغافورة ونيوزيلندا وأمريكا وكندا وألمانيا وبريطانيا، لذلك كان اهتمام السلطنة في أن تكون ضمن رواد هذا التغيير العالمي وليس متلقية له فقط وهي خطوة مهمة جدًا في عالم تقوده العواصم الذكية.

ويتوقع أن يحدث البلوك تشين أو سلسلة الكتل تغييرًا هائلًا في العالم وحياة الأفراد وسيكون أكثر تركيزه على المناحي الاقتصادي لتعم استفادته بقية قطاعات الحياة المتنوعة.

فرغم أن المؤتمر تنظمه وزارة الخارجية التي لا علاقة لها بالاقتصاد لكن لها دور في نقل العلوم والمعارف أو القطاعات الأخرى إلا أن الشركاء لها في التنظيم كوزارة الإعلام وجهات ذات علاقة اقتصادية بالبلوك تشين يتخطى الحكومة الالكترونية والذكية ويلغي الطرف الثالث في المعاملات ويركز على الاعتماد على العملة الرقمية والتواصل المباشر بين الأطراف والتحويلات السهلة والتجارة الالكترونية والدعم اللوجستي والتبادل السريع بين عواصم العالم المالية وغيرها دون وجود بنك أو وسيط مالي هذا كمثال.

فهو يعتمد طريقًا مختصرًا جدًا يتيح للناس سهولة الوصول إلى وجهاتهم التواصلية وإنجاز المعاملات دون عوائق، كما يتيح إقامة مدن ومجتمعات ذكية في القطاعات العامة والخاصة والخدمية ومنها التعليم والإعلام والاقتصاد والمرور والتجارة والدعم الفني والعمل البلدي والموانئ، وهي تعد وسيلة تسخر للوصول إلى الغايات بأقل كلفة مالية وأقصر وقت زمني ممكن ليجعل العالم أكثر اتساعًا من ذي قبل.

المؤتمر سيعرض التصورات والآراء حول إمكانية جاهزية السلطنة إلى التغيير إلى هذه الخطوة حيث ستعرض تصورات فرق العمل الخمس أو الست التي تم استحداثها قبل هذا الوقت في أهم القطاعات التي ستقدم مرئياتها حول هدف واحد هو هل يمكننا التغيير في واقع بعض القطاعات كالتعليم والاقتصاد والتجارة والاستثمار والخدمات والاتصالات والمواصلات والدعم الفني وغيرها، أم أننا لا يمكن أن نحدث التغيير خلال السنوات القادمة.

كما أن هذا التغيير في حالة إقراره يؤهل للأجيال القادمة لأن تغيير البنى الأساسية وتأهيلها يحتاج إلى المزيد من الوقت.

ومن جهة أخرى أيضا يحتاج البلوك تشين إلى التشريعات والأطر والضوابط والتشريعات والبيئة والمعايير الفنية التي تمهد لاستفادة السلطنة من خدماته التي سيوفرها لأنها تحمل العديد من العوائد المالية التي تضاف إلى خزينة الدولة.

كما أنه يحتاج إلى إعداد شبكات تقنية تستطيع أن تتعاطى مع التغيير الجديد الذي يمثل إحدى البنى الأساسية لهذا المشروع ويعطي السلطنة الأفضلية والتقدم الزمني إذا ما اخترنا أن نكون ضمن منظومة البلوك تشين؛ لأننا إذ قررنا التأخر سيجعلنا في خانة المتلقين له، وليس ضمن قاطرة المغيرين لطريقة تفكير العالم في نمط التعاطي مع الحياة المتسارعة كوسيلة تغيير سنشهد موجاته قريبًا.