صحافة

انتقاد ماي ونواب العمال تحت المقصلة

06 نوفمبر 2017
06 نوفمبر 2017

استمرت تداعيات تفشي التحرش الجنسي في مجلس العموم البريطاني تتفاقم يوما بعد آخر طوال الاسبوع، ولم تقتصر الاتهامات على نواب ووزراء حزب المحافظين الحاكم فقط بل امتدت لتطال نواب حزب العمال المعارض ايضا، وأصبحت حديث رجل الشارع البريطاني. وكان على رئيسة الوزراء تريزا ماي ان تعين خلفا لوزير الدفاع المستقيل، فقامت بتعيين احد المقربين اليها وهو مسؤول الانضباط البرلماني، غافين وليامسون، خلال أربع وعشرين ساعة، خلفا لمايكل فالون الذي اجبر على الاستقالة بسبب ادعاء التحرش الذي أثارته اندريا ليدسون ضده.

وبسبب تعيين غافين وليامسون تعرضت تريزا ماي لانتقادات شديدة من جانب كبار السياسيين في حزب المحافظين. حيث وصفت صحيفة «مترو» الوزير الجديد وليامسون بـ«الرجل العنبكوت» وذكرت ان هناك ردود فعل غاضبة من جانب نواب حزب المحافظين بسبب هذا الاختيار. وقال احد المصادر للصحيفة ان ماي ربما أجبرت على هذا التعيين، وربما تكون هذه آخر سقطاتها.

صحيفة «الجارديان» أشارت الى بيان مكتب تريزا ماي الذي أعلنت فيه عن تعيين وليامسون (41 عاماً) مسؤول الانضباط البرلماني لحزب المحافظين بديلا لوزير الدفاع المستقيل مايكل فالون. وذكرت ان هذا الاختيار اغضب كبار المسؤولين في حزب المحافظين الذين وصفوا الاختيار بأنه لا يصدق، وسخيف، ومدهش.

اما صحيفة «آي» فقد كتبت تقول «المحافظون غاضبون بسبب التعديل الوزاري الذي اجرته ماي»، في إشارة الى تعيين ويليامسون وزيرا للدفاع خلفا لمايكل فالون الذي قالت الصحيفة عنه انه تم «اغتياله». وقالت عن ويليامسون انه يفتقر الى الخبرة، وميؤوس منه، وقد استخدم وضعه الوظيفي لفائدته الشخصية.

صحيفة «التايمز» هي الأخرى أشارت إلى غضب المحافظين لهذا التعيين وقالت ان ماي القت بنفسها في النار بتعيين حليفها المقرب على رأس وزارة الدفاع، واتفقت معها في هذا الرأي صحيفة «ديلي تلجراف» التي ترى بأن ماي ربما جاءت بأقرب حلفائها ليحتل هذا المنصب ويكون عضوا في مجلس الوزراء تمهيدا لان يخلفها بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.

وفي معرض الانتقادات ايضا وجهت الصحف انتقادات لتواجد حانات الخمر بكثرة في مبنى البرلمان، واحتساء الوزراء والنواب للخمر الذي يقودهم الى ارتكاب تجاوزات كثيرة، ويزيد من التحرشات الجنسية. وذكرت صحيفة «صنداي اكسبرس» ان هناك «حملة» على ثقافة احتساء الخمر المدعومة من جانب البرلمان في ويستمنستر عقب فضيحة السلوك المشين للسياسيين. وقالت الصحيفة ان رئيس مجلس العموم اندريا ليدزوم سيرأس تحقيقا حول استهلاك الكحول في البرلمان في محاولة لتنظيف السياسيين.

ولم تقتصر فضائح التحرش الجنسي على نواب المحافظين فقط بل امتدت لتطال نواب حزب العمال المعارض ايضا، حيث كشفت صحيفة «ديلي تلجراف» عن تعليق الحزب عضوية احد أعضائه البارزين والوزير السابق بحكومة الظل، كلفين هوبكنز (76 عاما) على اثر اتهام ناشطة سياسية شابة تدعى آفا اعتماد زاده (27 عاما) له بإرسال رسائل «غير لائقة» لها والتحرش بها جنسيا قبل ثلاثة أعوام.

ونقلت صحيفة «الجارديان» عن متحدث باسم حزب العمال قوله: «بناء على الادعاءات التي تلقاها حزب العمل، فإن عضوية كيلفن هوبكنز عُلقت في الحزب، ما دام التحقيق متواصلا. إن حزب العمل يتعامل بجدية قصوى مع مثل هذه الشكاوى، وتوجد تحت تصرفه آليات فعالة للنظر فيها».

واعرب جريمي كوربين، زعيم حزب العمال عن استيائه مما يحدث من تحرش جنسي، بقوله «إن النواب الذين ينخرطون في الاعتداءات والتحرشات الجنسية للنساء يجب أن يتحملوا مسؤولية أعمالهم، وأضاف ان هناك «ثقافة مشوهة ومهينة»، حيث يتم مضايقة النساء، مؤكدا أن هذه الثقافة «تزدهر» في أروقة السلطة بما فيها وستمنستر، وهي مقر الحكومة والبرلمان والوزارات. ومن الواضح ان هذا الملف لن يتم إغلاقه في وقت قريب، فالحبل ما زال على الجرار لكشف فضائح نواب ووزراء آخرين حاليين وسابقين.