1154634
1154634
آخر الأخبار

ندوة «كتاب السير والجوابات لعلماء وأئمة عمان» توصي بـ : إعادة تنضيد السير كرسائل مستقلة دراسة وتحقيقا وعرض التساؤلات حول كتب السير

05 نوفمبر 2017
05 نوفمبر 2017

تونس – سالم الحسيني -

أكدت ندوة السير الرابعة حول «كتاب السير والجوابات لعلماء وأئمة عمان» في جلستها الختامية أمس في العاصمة التونسية على أهمية إعادة تنضيد السير والجوابات لعلماء وأئمة عمان وإخراجها كرسائل مستقلة عن بعضها البعض دراسة وتحقيقا ونشرا، وأوصت بتخصيص جلسة حوارية مستقلة عن الجلسات العلمية لعرض كل التساؤلات والملاحظات والمقترحات حول كل كتاب من كتب السير موضوع الدرس في تلك الندوة توفيرا للوقت وإتاحة الفرصة للمشاركين للنقاش. كما أوصت الندوة باستمرارية إقامتها مع إفساح المجال الأرحب لمشاركة الكفاءات البحثية من داخل تونس وخارجها وجعلها دورية كل سنتين.

وقال سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام بمكتب الإفتاء في كلمة ألقاها في حفل الختام صباح امس الذي أقيم بنزل الأكروبول - البحيرة: إن «هذه الندوة جعلتنا نتعايش مع أولئك العظام وأسلافنا الكرام معايشة عن قرب من خلال تناول سيرهم أو من خلال كتاب السير الذي توجد منه أربع مخطوطات للسير وهي المشهورة فهنالك نسخة في مكتبة الإمام الشيخ نور الدين السالمي بولاية بدية ونسخة في مكتبة السيد محمد بن احمد البوسعيدي في السيب ونسخة السلطان برغش بن سعيد سلطان زنجبار وموجودة في وزارة التراث والثقافة بالسلطنة ونسخة أخرى في مكتبة الإمام غالب بن علي وقد أتاحها للباحثين، مضيفا أن هناك نسخة خامسة أحضرت من أوكرانيا وفي نظري أنها موجودة عند الباحث الجاد سلطان الشيباني» مشيرا الى أن النسخة الموجودة في مكتبة الإمام نور الدين هي الأوسع والأشمل فلذلك يجب أن تكون هذه النسخة مدار التحقيق، كما شهد الحفل عدة كلمات أخرى وقصائد شعرية معبرة وشهد حضورا كبيرا من الجانبين العماني والتونسي ومن جنسيات عربية أخرى.

وكانت جلسة الأمس قد شهدت إلقاء عدد من أوراق العمل فقد تناولت الباحثة بدرية بنت محمد النبهانية في بحثها قراءة في عهد الإمام الصلت بن مالك الخروصي الذي كان خلال الفترة من (237هـ -273هـ/‏‏851-886م) أشارت من خلاله الى أن عهده كان من أزهى عصور الإمامة الثانية في عمان لما عمله من تنظيم إداري واستقرار سياسي تتضح معالمه في اكثر من جانب مشيرة الى السلطة السياسية عملت خلال هذا العهد بالتوازي مع السلطة الدينية المتمثلة في أهل الحل العقد وعلى رأسها الشيخ محمد بن محبوب بن الرحيل لوصول البلاد الى حالة من الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي مما انعكس إيجابا على المجتمع العماني كافة.

كما تناولت الدكتورة منجية عرفة منسية في ورقتها البحثية العلم ووظائفه في كتاب السير والجوابات: كتاب الأحداث والصفات لأبي المؤثر أنموذجا مؤكدة على أهمية كتاب السير في جمع رسائل لفقهاء وعلماء عمانيين يتراوح انتماؤهم بين القرن الأول والسادس الهجريين/‏‏ السابع والثاني عشر الميلاديين وتكون شاهدة في الأحداث التاريخية التي مرت بها وما حف بها من أوضاع واستتباعا لذلك من أفكار على جل المستويات السياسية والاجتماعية والدينية والعلمية التي دونها أصحاب السير.

أما الدكتور راشد بن علي الحارثي فتناول بحثه علوم القرآن والتفسير من خلال السير والجوابات العمانية موضحا أن هذه السير تكمن في أنها تبيّن آراء سلفنا الصالح في بعض القضايا التاريخية والحوادث المهمة وتبين كذلك جهود العلماء في لمّ الشمل والتحذير من الفتنة ومحاربة البدع وجمع الناس على الحق ونبذ الباطل.

كذلك سلط الدكتور سعيد الهاشمي الضوء على موقف العمانيين من الدعوة الإسلامية وبيان أدوارهم في حماية الإسلام ونشره في عهد الخلفاء الراشدين، كما اشتمل بحثه على دراسة الأحداث التي أدت الى افتراق العمانيين الى مدرستين مدرسة نزوانية وأخرى رستاقية ومدى الاستفادة من الوقائع التي جرت في عهد الخلفاء الراشدين.

وجاء بحث عمر موسى واعلي بعنوان: الاستخلاف على المال ومسؤولية الحاكم الأمنية والاقتصادية قراءة في سيرة منير بن النير الجعلاني إلى الإمام غسان بن عبدالله رحمهما الله عني من خلالها بجمع أطراف نظرية الاستخلاف على المال وفق منظور اقتصادي محدد يفسر مدى اتساع دائرة الحرية الاقتصادية في ظرف زماني ومكاني معين (المجتمع العماني/‏‏ القرنان الثاني والثالث الهجريان) ووفق قناعات فكرية محددة تعالج إشكالية الحرية الاقتصادية من خلال النص المقتطع من كتاب السير والجوابات لعلماء وأئمة عمان.

كما تناولت زهرة سليمان اوشن في بحثها ثقافة التسامح وقبول المخالف في ضوء كتاب السير والجوابات وهو دراسة وصفية تحليلية وتقويمية تتبعت فيها ثقافة التسامح من خلال كتاب السير والجوابات وذلك من خلال الكشف عن معالم ثقافة التسامح وقبول الآخر في الإرث الإباضي وتقديم إضاءات حول جوانب تاريخية ووقفات مع أحداث مرتبطة بقيمة التسامح وقبول الآخر ومحاولة نسج تناغم معرفي عميق يربط الماضي بالحاضر ويجعل للتجربة التاريخية موقعا في حاضر الأمة وتساهم في صناعة نهضة مستقبل زاهر لها.