1154962
1154962
العرب والعالم

ترامب يوجه «تحذيرا» لكوريا الشمالية في مستهل جولته الآسيوية

05 نوفمبر 2017
05 نوفمبر 2017

بيونج يانج تطلب منه عدم الإدلاء بـ«ملاحظة غير مسؤولة» -

قاعدة يوكوتا الجوية (اليابان) - سول (أ ف ب): وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اليابان أمس تحذيرا الى كوريا الشمالية، مؤكدا أنه لا ينبغي «لأيّ دكتاتور» أن يُسيء تقدير تصميم الولايات المتحدة، وذلك في اليوم الأول من جولة آسيوية يطغى عليها التهديد النووي الكوري الشمالي.

وقال ترامب بعد أن ارتدى سترة طيار أمام جنود أمريكيين في القاعدة العسكرية الأمريكية في يوكوتا غرب طوكيو المحطة الأولى في جولته التي تشمل خمس دول «لا ينبغي لأحد ولا لأي ديكتاتور ولا نظام ولا دولة أبدا أن يسيء تقدير الولايات المتحدة».

وردا على هذه التصريحات، طلبت كوريا الشمالية من ترامب الامتناع عن الإدلاء بأي «ملاحظة غير مسؤولة».

وقالت صحيفة «رودونغ سينمون» أن ترامب لم يعد بعد الى جادة الصواب «ويستفز بشكل خطير كوريا الشمالية بملاحظاته الغبية». وحذرت من انه «إذا ارتكبت الولايات المتحدة خطأ في تفسير الإرادة الصلبة لكوريا الشمالية، فستجد بيونج يانج نفسها مضطرة الى أن تكون أول من يطلق العنان لعقاب حازم وبلا رحمة، من خلال حشد كل قواها».

وتأتي جولة ترامب في آسيا التي تستمر لأكثر من عشرة أيام وهي الأطول في المنطقة بالنسبة لرئيس أمريكي منذ ربع قرن، بعد أشهر من التصعيد الكلامي بين واشنطن وبيونج يانج التي تطور برنامجها النووي بسرعة. وبعد طوكيو وسول، يتوجه ترامب الى الصين لينتقل بعدها إلى الفيتنام لحضور قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا-المحيط الهادئ (ابيك)، ثم الى مانيلا للمشاركة في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).

وأعلن ترامب أنّه سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في فيتنام.

ووصل ترامب الى اليابان أمس الأحد برفقة زوجته ميلانيا، ونزل من الطائرة الرئاسية قبل توجهه لإلقاء التحية على الحشد الذي كان في انتظاره على المدرج. وقد استقبله وزير الخارجية الياباني تارو كونو.

«أشخاص جيّدون»

وقال ترامب إن كوريا الشمالية «مشكلة كبيرة بالنسبة الى بلدنا والعالم بأسره ونريد أن نحلها».

وخصص ترامب بعض العبارات اللطيفة للشعب الكوري الشمالي.

فقد قال للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية «أعتقد أنهم أشخاص جيدون جدا، هم يعملون بجدّ وأكثر حفاوة مما يعتقد الجميع».

وأضاف «آمل أن «يصبح كل شيء على ما يرام بالنسبة للجميع».

وحرص ترامب منذ وصوله على طمأنة اليابان بالتزام واشنطن تجاه أمن هذا البلد الذي حلقت فوقه مرتين صواريخ كورية شمالية والذي هددت بيونج يانج بـ«إغراقه».

وقال ترامب «إن اليابان شريك ثمين وحليف حاسم» للولايات المتحدة.

بدوره قال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي للصحفيين في طوكيو بعيد وصول ترامب «أرحّب بالزيارة التاريخية للرئيس (الأمريكي) إلى اليابان».

وأضاف «أريد أن أقوّي أكثر فأكثر روابط التحالف بين الولايات المتحدة واليابان القائم على أساس الثقة والصداقة مع الرئيس ترامب».

وأشار إلى أنه يريد أن يناقش مع الرئيس الأمريكي «مختلف التحديات الدولية، وأولها قضية كوريا الشمالية».

وكان آبي أقام علاقات وثيقة مع ترامب.

وهو أول مسؤول أجنبي توجه لزيارته في نوفمبر الماضي بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية قبل أن يتولى مهامه الرسمية.

وبعد لقاء أول في برج ترامب في نيويورك، توجه المسؤولان للعب الغولف في منتجع يملكه ترامب في فلوريدا.وكرر ترامب «دبلوماسية الغولف» في الزيارة الثانية لآبي الى الولايات المتحدة في فبراير.

وبعد تسعة أشهر على لعب الرجلين أول مباراة غولف، التقى ترامب وآبي أمس الأحد على العشب الأخضر في ملعب للغولف في اليابان، ووقعا أمام وسائل إعلامية قبعة بيضاء كُتب عليها «دونالد وشنزو سيجعلان التحالف أكثر قوة». وقال ترامب قبل المباراة «سوف نستمتع». وسينضمّ إليهما اللاعب المحترف هيديكي ماتسوياما.

تحديد المواقع النووية

ويفترض أن يمضي ترامب في اليابان افضل الأوقات في هذه الجولة الآسيوية بينها عشاء يحييه المغني الياباني «بيكوتارو» الذي انتشرت أغانيه بشكل واسع على الانترنت.

ويؤيد آبي الذي حقق مع تحالفه المحافظ فوزا ساحقا في الانتخابات التشريعية المبكرة في اليابان، سياسة ترامب التي تقضي بممارسة ضغوط قصوى على الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-اون وتطرح «كل الخيارات» على الطاولة من بينها الخيار العسكري ضمنيا.

والعلاقات بين الرئيس الأمريكي ونظيره الكوري الجنوبي مون جاي-ان اقل دفئا.

ويعزو المحللون سبب هذا التباعد الى دعوة مون جارته الشمالية الى عقد شكل من أشكال الحوار.

وعشية زيارة ترامب للمنطقة، أجرت قاذفتا «بي-1 بي لانسر» أمريكيتان اسرع من الصوت تدريبا مشتركا الخميس الماضي مع مقاتلات يابانية وكورية جنوبية حسبما ذكرت القوات الجوية الأمريكية.

وحذرت الاستخبارات الكورية الجنوبية حسب وسائل إعلام محلية، من تحضير محتمل لإطلاق كوريا الشمالية صاروخا جديدا.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» في عددها أمس الأول رسالة وجهها مسؤولون في البنتاغون الى نواب أميركيين، يؤكدون فيها أن الطريقة الوحيدة لتحديد وتأمين المواقع النووية في كوريا الشمالية هي التدخل البري الأمريكي.

في المقابل طلبت كوريا الشمالية من الرئيس الأمريكي أمس الامتناع عن الإدلاء بأي «ملاحظة غير مسؤولة».

وذكرت صحيفة «رودونج سينمون» الناطقة باسم الحزب الواحد الحاكم، إن بعض الأمريكيين يسعون الى إقالة دونالد ترامب لأن من شأن تصريحاته العنيفة أن تؤدي الى «كارثة نووية في القارة الأمريكية».

لكن الصحيفة أضافت في افتتاحية نشرتها وكالة الأنباء الكورية الشمالية، إن الرئيس ترامب لم يعد بعد الى جادة الصواب «ويستفز بشكل خطير كوريا الشمالية بملاحظاته الغبية». وقالت «إذا ما ارتكبت الولايات المتحدة خطأ في تفسير الإرادة الصلبة لكوريا الشمالية، فستجد بيونج يانج نفسها مضطرة الى أن تكون أول من يطلق العنان لعقاب حازم وبلا رحمة، من خلال حشد كل قواها».