الوقت: كوريا الشمالية واستراتيجية «الناتو»

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة «الوقت» تحليلًا فقالت: تصاعدت حدّة التوتر في شبه الجزيرة الكورية في الأشهر الأخيرة، لا سيّما بعد إجراء كوريا الشمالية عددًا من التجارب الصاروخية والنووية، وقيام أمريكا في المقابل بسلسلة من المناورات العسكرية الضخمة مع كوريا الجنوبية في تلك المنطقة.

وقالت الصحيفة: بعد تضاؤل دور حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مناطق متعددة من العالم خصوصًا بعد انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفييتي السابق في مطلع تسعينات القرن الماضي وجد الحلف نفسه مضطرًا للعب دور أكبر في الأزمات التي شهدها الشرق الأوسط وشرق وجنوب شرق آسيا ومنطقة آسيا الوسطى، وذلك من أجل الحفاظ على هويته واستعادة مكانته في ميزان القوى العالمي الذي تتنافس على صدارته كل من أمريكا وروسيا من الناحتين السياسية والعسكرية، والصين من الناحية الاقتصادية، ومن خلال إدراك ذلك يمكن فهم الهدف من محاولة دخول الناتو في أتون الأزمة الدائرة في شبه الجزيرة الكورية باعتبار أن هذه المنطقة قد تشكل منطلقًا لرسم الخريطة السياسية والأمنية لمناطق أخرى في العالم، خصوصًا بعد دخول روسيا والصين بقوة على خط هذه الأزمة.

وأشارت الصحيفة إلى أن مقدرات حلف شمال الأطلسي وقراراته تخضع بنسبة كبيرة لهيمنة الولايات المتحدة بسبب تحمل الأخيرة للجزء الأعظم من نفقات الحلف «بحدود الثلثين»، الأمر الذي جعل الدول الأخرى الأعضاء في الناتو تتجه إلى التفكير لإيجاد بدائل تضمن لها الابتعاد عن هذه الهيمنة، ومن الطبيعي أن تكون منطقتا شرق وجنوب شرق آسيا هدفًا لتحقيق هذا الغرض وذلك من خلال عقد اتفاقيات اقتصادية مع دولها لا سيّما اليابان وكوريا الجنوبية.

وتابعت الصحيفة: من الطبيعي القول: إن الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو لا يمكنها أن تقف متفرجة إزاء ما يحدث في شبه الجزيرة الكورية وعموم منطقة جنوب شرق آسيا لما لذلك من تداعيات أمنية واقتصادية وسياسية لا يمكن تجاهلها في ظل التنافس المحموم بين القوى الكبرى خصوصًا أمريكا وروسيا والصين في كافة الميادين.

وختمت الصحيفة مقالها بالقول: هناك مسألة أخرى تحظى بأهمية لدى البلدان الأوروبية في الناتو، وتكمن في شعور هذه الدول بأن كوريا الشمالية تميل إلى تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين، الأمر الذي يرجح كفّة محور الشرق مقابل محور الغرب الذي يمثل الناتو قطب الرحى فيه سواء في السابق أو في الوقت الحاضر.