عندما يثمن المجتمع الدولي جهود السلطنة

بالرغم من أن الدول الجادة، التي تعمل من أجل تحقيق أهدافها الوطنية وازدهار شعوبها، ومنها السلطنة، لا تنتظر عادة أن تشيد بها المنظمات والمؤسسات الدولية، لأن ذلك ببساطة ليس من بين اهتماماتها، ولا أولوياتها، إلا أن الأداء الجيد والفعال والمفيد يفرض نفسه على كل المستويات، ومن هنا تأتي التقييمات والتقارير السنوية والفصلية للعديد من الهيئات والمنظمات الدولية، والتي تقوم بترتيب الدول، أو معظمها، وفق معايير موضوعية محددة، لبيان مدى قدرتها على تحقيق المستويات المرغوب في تحقيقها، والتي تعود بالخير عليها وعلى شعوبها وعلى المجتمع الدولي ايضا بشكل أو بآخر. ويحظى ذلك عادة باهتمام كبير على المستوى الدولي، اقتصاديا واستثماريا وسياحيا واجتماعيا أيضا.

وفي هذا الإطار فان مما له دلالة عميقة، سواء بالنسبة للأداء الاقتصادي، أو بالنسبة لمناخ الاستثمار الواعد في السلطنة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، أن تحصل السلطنة على المركز الرابع عربيا في تقرير ممارسة أنشطة الأعمال لعام 2018 الذي أصدره البنك الدولي مؤخرا، والأكثر من ذلك أن السلطنة حصلت على المركز الأول عربيا بالنسبة للمؤشر الفرعي الخاص ببدء النشاط التجاري، وهو أحد أهم المؤشرات التي اهتم بها تقرير البنك الدولي، ومن بين 190 اقتصادا تناولها تقرير البنك الدولي حازت السلطنة على الترتيب الحادي والسبعين على مستوى العالم . كما حازت السلطنة على مراتب متقدمة في العديد من التقارير الدولية ومنها تقارير صندوق النقد الدولي ومنتدى دافوس والايكونوميست وغيرها، وهو ما يشير إلى كفاءة السياسات الاقتصادية والنقدية التي تتبعها السلطنة.

على صعيد آخر فانه في الوقت الذي تهتم فيه السلطنة بكل ما يتصل بحقوق الإنسان ومكافحة الاتجار بالبشر، بكل صورها واتخاذ الإجراءات الفعالة في هذا المجال، وهو ما تقوم فيه اللجنة العمانية لحقوق الإنسان بدور حيوي وفعال، ويحظى بتقدير دولي واسع، فان اللجنة الدولية المعنية بالقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة - سيداو - أشادت بالتقدم الذي أحرزته السلطنة في مجال دعم وتمكين المرأة العمانية ، وذلك خلال اجتماع اللجنة في دورتها الـ 68 في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف، حيث ناقشت التقريرين الثاني والثالث اللذين قدمتهما السلطنة، وقد أعربت اللجنة المشكلة من 23 دولة لمناقشة تقريري السلطنة عن تثمينها لاهتمام حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - بدعم المرأة العمانية وبتعزيز دورها في مختلف المجالات، وهو ما تؤكده وتشهد به الخطوات الكبيرة التي حققتها وتحققها المرأة العمانية ومشاركتها المتزايدة في جهود التنمية الوطنية، في كل المجالات دون استثناء تقريبا. حيث وصف جلالته المرأة العمانية بأنها احد جناحين يحلق بهما الوطن نحو غاياته المنشودة.

جدير بالذكر أن الكلمة التي ألقاها معالي الشيخ محمد بن سعيِّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية، رئيس الوفد العماني في الاجتماعات، ألقت الضوء على جوانب عدة من الجهود التي تقوم بها السلطنة والإجراءات التي تتخذها لصالح المرأة العمانية والشباب والمجتمع، من اجل تحقيق حياة افضل لكل أبنائه.