1153727
1153727
آخر الأخبار

النـدوة العلميـة بتونـس تـعرف بالسـيـرة العمانـية وتـدعو إلى التـقارب والتـسامح مـع الآخـر

04 نوفمبر 2017
04 نوفمبر 2017

ناقشت ١٨ ورقة بحثية حول السير والجوابات لعلماء وأئمة عمان -

تونس ـ سالم الحسيني -

طرحت الندوة العلمية الدولية الرابعة التي تنظمها جمعية جربة التواصل التونسية ١٨ ورقة بحثية على مدى ثلاثة أيام وذلك بنزل الأكربول البحيرة بتونس العاصمة والتي جاءت تحت عنوان «السير والجوابات في عيون المحدثين» بمشاركة واسعة من الباحثين والأساتذة المختصين في دراسات السير العمانية من داخل السلطنة وخارجها، وقد شارك من الجانب العماني سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام بمكتب الإفتاء وفضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن راشد بن عزيز السيابي نائب رئيس المحكمة العليا وعدد من الباحثين والمهتمين في التاريخ العماني، كما حضر حفل الافتتاح أمس الأول سعادة سفير السلطنة المعتمد لدى الجمهورية التونسية الشقيقة.

وقد رحبت الدكتورة سناء الباروني رئيسة اللجنة العلمية للندوة في كلمة الافتتاح بالمشاركين والضيوف وحددت فيها ملامح أعمال هذه الندوة وما سوف تطرحه من أوراق، بعدها ألقى الدكتور فرحات بن علي الجعبيري رئيس الندوة العلمية كلمة أشار من خلالها إلى أن هذه الندوة «تهتم بسير وأخبار علمائنا وما ورد من نصوص ورسائل من أخبار لأئمتنا وعلمائنا عبر القرون التي ألفت فيها هذه السير».. مؤكدا أن تلك السير تختزن ثراء منقطع النظير للباحث عن جمع الفنون ونحن في ندوتنا نريد ان نقف عند ما جاء فيها من أخبار.

من جانبه أوضح سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام بمكتب الإفتاء في كلمته أن مثل هذه المؤتمرات التي تعقد في الجمهورية التونسية الشقيقة لا شك أنها رفدت وغذيت بعقل تونسي متفتح وفكر تونسي منشرح ومنهج تونسي واضح وهي تستوعب الرأي الآخر ولا تقصيه.

وأضاف: «إن هذا المؤتمر سوف يقدم من خلال بحوثه ومحاوره خلاصة ما تضمنه كتاب السير وآخرها كتاب السير المشرقية من أفكار نيرة تدعو الى التقارب والتسامح مع الآخر»، مشيرا الى ان بعض الإشكاليات التي نراها اليوم هي في الحقيقة في زمانها لا تعتبر إشكاليات، وعندما نأتي الى السير الموجودة عند العمانيين نجدها ربما اقل بمراحل عما عند الآخر من طرح مذهبي سواء كان في مجال العقيدة أو الفكر أو السياسة.

من جانبه أشار فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن راشد السيابي نائب رئيس المحكمة العليا في كلمته أن هذا المؤتمر الذي يحمل عنوان السير والجوابات في عيون المحدثين يحمل معاني سامية تتجلى فيها المقاصد الحكيمة والآثار القويمة مشيرا إلى أن هذه السير كتبت في عصور متقدمة فلذلك تكون المواءمة بين الأصالة والمعاصرة شيئا مهما جدا حتى نربط الحاضر بالماضي ونمد للمستقبل تطلعاتنا وآمالنا من خلال بناء حاضر قوي ومتين ومستقبل مشرق واعد.

وأضاف: إن السير والجوابات لأئمة وعلماء عمان تشتمل على مواد ومواضيع متعددة كتبت لظروف مواتية لعصرها وعلينا ونحن في هذا الجيل ان ندرس ونتأمل منها ما يمكن أن يمدنا بالمعرفة والتجربة من حيث المنهج الإصلاحي وما يدعو إلى الوحدة والتسامح وبناء مجتمع قوي ومتماسك.. مضيفا أننا بحاجة الى ان تعرف الأجيال الحاضرة تاريخ أسلافها وما انطوت عليه مسيرة حياتها من أحداث. كما شهد حفل الافتتاح إلقاء الكلمات وبعض القصائد الشعرية المعبرة.

أوراق العمل

وتناولت أولى جلسات عمل الندوة أربع أوراق عمل بحثية كانت الأولى للدكتور مصطفى بن ادريسو من جامعة غرداية بالجزائر تحت عنوان: السيرة العمانية: قراءة تحليلية في محتواها وفي نسبتها إلى أصحابها تطرق من خلالها الى كتاب السير والجوابات الذي احتوى على مجموعة من النصوص المتناثرة لأئمة وأعلام مختلفين زمانيا ومكانيا وأهم القضايا المثارة في عهدهم.

وطرح الباحث عدة تساؤلات منها: من هو جامع هذه المتناثرات؟ وهل له دور في مراجعة هذه النصوص وتصويبها وعرضها بأسلوب يتناسب وعصره؟ مشير الى ان الأمر يتطلب قراءة منهجية دقيقة في محتوى هذه السير لمحاولة تفسير بعض الظواهر التي تعترض الكتاب، ودعا إلى قراءة تحليلية للسير الواردة في الكتاب وعقد مقارنة بين نصوص هذه السير وما ورد من سير خارج الكتاب واستخلاص نتائج المقارنات.

وجاءت الورقة الثانية للدكتور صالح بن خلفان البراشدي من السلطنة تحت عنوان: دور الأئمة والفقهاء وأثرهم في الكتابة التاريخية بعمان في القرن الأول تناول من خلالها دور الأئمة والفقهاء في كتابة التاريخ العماني والتعريف بهم مؤكدا أن عدد الشخصيات الرئيسية المذكورة في كتاب السير والجوابات بلغت عشرين شخصية ما بين إمام وعالم وفاضل.

أما المبحث الثالث في هذه الجلسة فكان للدكتورة أسمهان سعيد الجرو من جامعة السلطان قابوس وقد جاء تحت عنوان: الفقه الإباضي مصدرا لتاريخ عمان الاجتماعي أشارت من خلاله إلى أن المصادر الفقهية العمانية على اختلاف مسائلها وأغراضها عالجت مسائل عقائدية وفقهية وأخلاقية وأرشدت إلى جوانب مهمة من تاريخ عمان الاجتماعي والكشف عن بعض ملامح عمان الاجتماعي في عهد الإمامة. كما كشفت عن منزلة المرأة ومكانتها الاجتماعية واستقلاليتها الاقتصادية في عمان وعن منظومة من القيم الدينية والأخلاقية حفظت المجتمع العماني وصانت خصوصيته.

وحملت الورقة البحثية الأخيرة في الجلسة الافتتاحية للأستاذ مهنا بن راشد السعدي من السلطنة عنوان: الفقه السياسي عند الإباضية تناول من خلالها سير ومراسلات أحد الأئمة في عمان في القرن الخامس الهجري وهو الإمام راشد بن سعيد اليحمدي، موضحا انه حقق العديد من الإنجازات في فترة حكمه لعمان من أهمها: توحيد عمان تحت حكمه والقضاء على نفوذ البويهيين في عمان. وأكد الباحث ان الإمام راشد بن سعيد جمع بين العلم الشرعي والمنصب السياسي مؤكدا أن منهجه السياسي يعطي تصورا للباحثين والمهتمين عن نضج التجربة السياسية العمانية ووضوح الرؤية والمنهج والهدف ومشيرا الى ان هذه التجربة حري ان تدرس بعمق من قبل المتخصصين كونها أصيلة وعريقة وتتضمن الأجوبة والحلول للكثير من التيه السياسي والتخبط الفكري الذي تعيشه الأمة الإسلامية اليوم.

أما جلسة الأمس فقد طرحت ١١ ورقة بحثية حملت عناوين مختلفة حول السير والجوابات لعلماء وأئمة عمان.. وصاحب الندوة معرض لبعض الكتب والمؤلفات العمانية.