1153804
1153804
العرب والعالم

سعد الحريري يستقيل من رئاسة الحكومة اللبنانية

04 نوفمبر 2017
04 نوفمبر 2017

حمل على إيران وحزب الله -

بيروت - (عمان) - (أ ف ب)

أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري أمس بشكل مفاجئ من السعودية استقالته من منصبه حاملا على إيران وحزب الله بشكل أساسي. وأتى خطاب الحريري وسط حالة من التوتر الشديد بين السعودية وإيران وبعد عام على توليه منصبه.

وقال الحريري في خطاب بثته قناة «العربية» السعودية «أعلن استقالتي من رئاسة الحكومة اللبنانية»، واصفا ما يعيشه لبنان حاليا بما كان سائدا ما قبل اغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وتحدث عن أجواء «في الخفاء لاستهداف حياتي».

وكان الحريري، الذي ذهب إلى السعودية الجمعة في زيارة ثانية خلال أيام، التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

بدأ الحريري خطابه بتصريحات هاجم فيها كلا من إيران وحزب الله اللبناني، حليف طهران البارز في المنطقة. وقال: إن إيران «ما تحل في مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب، ويشهد على ذلك تدخلاتها في الشؤون الداخلية للبلدان العربية في لبنان وسوريا والعراق واليمن».

واعتبر الحريري أن إيران «زرعت بين أبناء البلد الواحد الفتن وتطاولت على سلطة الدولة وأنشأت دولة داخل الدولة وانتهى بها الأمر أن سيطرت على مفاصلها وأصبحت لها الكلمة العليا والقول الفصل في شؤون لبنان واللبنانيين».

ووصف الحريري حزب الله، المشارك في الحكومة، بـ«الذراع الإيراني ليس في لبنان فحسب بل في البلدان العربية». وأضاف «خلال العقود الماضية استطاع حزب الله للأسف فرض أمر واقع في لبنان بقوة سلاحه الذي يزعم أنه سلاح مقاومة وهو الموجه إلى صدور إخواننا السوريين واليمنيين فضلا عن اللبنانيين».

وكُلف الحريري، المولود في السعودية، رئاسة الحكومة في نوفمبر 2016 بموجب تسوية سياسية أتت بحليف حزب الله الأبرز ميشال عون إلى سدة رئاسة الجمهورية بعد عامين ونصف العام من الفراغ الرئاسي.

وخاض الحريري منذ دخوله معترك السياسة قبل 12 عاما مواجهات سياسية عدة مع دمشق وحزب الله، لكنه اضطر مرارًا إلى التنازل لهذين الخصمين القويين.

وقال الحريري في خطابه: «إننا نعيش أجواء شبيهة بالأجواء التي سادت قبيل اغتيال الشهيد رفيق الحريري»، مضيفا في تصريح مفاجئ آخر «لمست ما يُحاك في الخفاء لاستهداف حياتي».

قتل رفيق الحريري و22 شخصا آخرين في تفجير ضخم استهدف موكبه في بيروت في عام 2015، واتهمت المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتياله خمسة عناصر من حزب الله بالتورط في العملية.

ويأتي خطاب الحريري بعد تصعيد كلامي من السعودية ضد إيران وحزب الله على لسان وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، الذي التقى فيه قبل أيام في الرياض.

وكتب السبهان في تغريدة على موقع توتير قبل أيام «اجتماع مطول ومثمر مع أخي دولة الرئيس سعد الحريري واتفاق على كثير من الأمور التي تهم الشعب اللبناني الصالح وبإذن الله القادم أفضل». وشكلت استقالة الحريري مفاجأة للأطراف اللبنانية إن كان من حلفائه أو خصومه السياسيين.

وأعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية في بيان امس أن «رئيس الجمهورية ميشال عون تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس الحكومة سعد الحريري الموجود خارج لبنان وأعلمه استقالة حكومته»، لافتة إلى أن «الرئيس عون ينتظر عودة الحريري إلى لبنان للاطلاع على ظروف الاستقالة ليبني على الشيء مقتضاه». من جهته قال النائب السابق عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل الذي يرأسه سعد الحريري في تصريح لـ(عمان): إن استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري فاجأت الجميع لكنها ليست مستغربة، خصوصا أن هناك بحثا داخل تيار المستقبل بضرورة استقالة الحكومة احتجاجا على الطريقة التي تدار بها الأمور في لبنان ولا سيما العلاقة مع دمشق واستمرار حزب الله بسلاحه مشيرا إلى أن الاستقالة كانت تبحث بشكل هامشي وعابر. واعتبر علوش أنه «على الرغم من كل التسويات التي قام بها الحريري على مدى السنوات السابقة فإن حزب الله، مشيرا إلى أن «هناك على ما يبدو مواجهة جدية مع الحزب إقليميًا ودوليًا لا يمكن أن نكون فيها إلا بالطرف الآخر»، مشددا على أن «البلد لا يمكن أن يستقر في ظل وجود ميلشيا مسلحة» .

وكتب النائب وليد جنبلاط، المقرب من الحريري، في تغريدة على تويتر «بصراحة فإن لبنان أكثر من صغير وضعيف كي يتحمل الأعباء الاقتصادية والسياسية لهذه الاستقالة».

وفي إشارة واضحة إلى العلاقة بين استقالة الحريري والتوتر السعودي - الإيراني، كتب جنبلاط «كنت وسأبقى من دعاة الحوار بين السعودية وإيران».

وفي أول تعليق من التيار الوطني الحر، الذي كان يرأسه عون ويعد من أبرز حلفاء حزب الله، قال وزير العدل سليم جريصاتي في تغريدة «إن استقالة الحريري ملتبسة ومرتبكة ومشبوهة في أربعة: التوقيت والمكان والوسيلة والمضمون».