صحافة

ماي اختارت بلفور ونحن اخترنا شكسبير

03 نوفمبر 2017
03 نوفمبر 2017

في زاوية مقالات وآراء كتب باسم برهوم مقالا بعنوان: ماي اختارت بلفور ونحن اخترنا شكسبير، جاء فيه:

نحن الفلسطينيين لسنا عدميين نهوى الشتم، فنحن شعب ببساطة نريد الحياة، وأن نعيش بحرية واستقرار ورفاه، ولأننا كذلك لا نرى الأشياء إلا كما هي، بما فيها من إيجابيات وسلبيات. هذا الأمر ينطبق في نظرتنا لبريطانيا وتاريخها. الشعب الفلسطيني يشارك شعوبا كثيرة في العالم بانبهاره وإعجابه بما قدمه الشعب البريطاني للحضارة الإنسانية، فكرا وثقافة وعلما في مختلف الميادين، فهذا الشعب قدم أكثر بكثير من حجمه.

باختصار نحن لا نرى بريطانيا فقط من منظار وعد بلفور وسايكس بيكو وإرثها الاستعماري المليء بالظلم، نحن نصر أن نرى الجانب المشرق لهذا الشعب دون أن يغيب عنا الجانب المظلم. إلا أن المحزن لنا ولكل المنحازين للقيم الإنسانية وبالتأكيد يحزن الكثير من البريطانيين، هو أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تصر على الاحتفال بالجانب المظلم من التاريخ البريطاني، الاحتفال بالإرث الاستعماري الذي خلف ولا يزال الألم والدمار، ليس للشعب الفلسطيني وحسب وإنما للكثير من شعوب المنطقة والعالم.

إن ماي وهي تحتفل بالذكرى المئوية لوعد بلفور الوجه الأكثر عنصرية وبشاعة لهذا الإرث الاستعماري، إنما تحتفل وهي تقف فوق جبل كبير من المآسي. بالنسبة لنا فإن الجانب المظلم من التاريخ البريطاني هو المسؤول عن شطب فلسطين وشعبها عن الخارطة، وهو المسؤول عن 70 عاما من اللجوء لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني ومسؤول عن أكثر من خمسة ملايين آخرين تحت الاحتلال، مباشرة بما يعني ذلك من سياسة العقاب الجماعي والحواجز والاعتقالات وهدم المنازل ومصادرة الأرض والاستيطان، وهي سياسات استعارتها إسرائيل من قانون الطوارئ الانتدابي البريطاني ومارستها بأبشع صورها. أو أنهم يعيشون في ظل سياسة التمييز العنصري وغياب المساواة داخل الخط الأخضر.