الاقتصادية

الملتقى العماني الصيني الأول يؤكد على دور السياحة في تدعيم العلاقات الثنائية

02 نوفمبر 2017
02 نوفمبر 2017

بحضور 22 من ممثلي شركات الجولات السياحية الصينية -

السعيدي: تطورات ملحوظة للعلاقات بين السلطنة والصين على مختلف الأصعدة -

أقامت جمعية الصداقة العمانية الصينية أمس الملتقى العماني الصيني الأول برعاية معالي يحيى بن سعيد الجابري رئيس هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وبحضور معالي الدكتور أحمد بن محمد بن سالم الفطيسي وزير النقل والاتصالات ومعالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة، وذلك بنادي الواحات بمسقط . شارك في الملتقى الذي تعاونت الجمعية في إقامته مع وزارة السياحة والطيران العماني، 22 من ممثلي شركات تنظيم الجولات السياحية من مختلف مقاطعات جمهورية الصين الشعبية بالإضافة إلى مجموعة من المستثمرين ورجال الأعمال الصينيين، وذلك في إطار زيارتهم الحالية للسلطنة بدعوة من جمعية الصداقة العمانية الصينية، كما شارك في الملتقى عدد من المؤسسات العمانية.

أكد سعادة الدكتور خالد بن سالم بن سعيد السعيدي الأمين العام لمجلس الدولة ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية على أن هذا اللقاء يهدف إلى دعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياحية بين سلطنة عمان وجمهورية الصين الصديقة، وأن العلاقات العمانية الصينية علاقات راسخة منذ القدم، وشهدت تطورات ملحوظة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية وغيرها من المجالات، حيث ازدهرت وترسخت بشكل واســـع في عهد حضرة صاحــب الجلالة الســلطان قابوس بن سعيد - حفظه الله ورعاه-، كما شهدت هذه العلاقات الكثير من الإنجازات التي خدمت مصالح الشعبين الصديقين، مشيرا إلى البعد التاريخي للعلاقات العمانية الصينية حيث تعود إلى أكثر من ١٢٠٠ سنة عندما وصل الملاح العماني المشهور أبو عبيدة عبد الله بن القاسم العماني في عام 750م إلى ميناء (كانتون) في الصين عبر المحيط الهندي انطلاقا من ميناء صحار، والمعروف قديما بطريق الحرير، وقد قامت هذه العلاقات الثنائية على المنافع المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين، ولفت إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين تعززت بشكل كبير في وقتنا الراهن حيث تأسست العلاقات الدبلوماسية بين حكومة السلطنة وحكومة جمهورية الصين الشعبية على مستوى السفراء في عام ١٩٧٨، لتدخل مرحلة جديدة من التطور الشامل وتحقيق التعاون المشترك في شتى المجالات، وبين أنه وفي الجانب الاقتصادي حقق التبادل التجاري بين البلدين تقدما ملحوظا ليبلغ حجمه في عام 2016م نحو (17.2) مليار دولار أمريكي حيث تعتبر الصين أكبر شريك تجاري لعمان كما حافظت الصين على المركز الأول بين الدول المستوردة للنفط العماني، وتتركز أغلب الصادرات العمانية إلى الصين في النفط ومشتقاته والتي تبلغ نسبتها تقريباً 97% من إجمالي هذه الصادرات.

وأفاد سعادته أن من أهم الاستثمارات بين البلدين مشروع إنشاء المدينة الصينية العمانية بالدقم، والذي تم توقيع اتفاقية حق الانتفاع والتطوير بشأنه مؤخرا، حيث يعد المشروع الذي سيقام على مساحة إجمالية تبلغ حوالي (1170) هكتارا إضافة كبيرة للاستثمارات الحالية بالمنطقة .

7 سنوات على تأسيس الجمعية

وأكد سعادته أن العلاقات السياسية بين البلدين اتخذت منحى مهماً لتعزيزها يتمثل في التقليد السنوي لاجتماع فريق التشاور السياسي بين وزارتي الخارجية بالتناوب في عاصمتي البلدين وذلك منذ قيام العلاقات الدبلوماسية بينهما، وفي هذا الإطار تطورت لجنة التشاور السياسي بين البلدين إلى لجنة للتعاون الاستراتيجي مبرهنة على التطور الدائم لهذه العلاقات.

وأوضح سعادته أنه و حرصاً من السلطنة على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، تم تأسيس جمعية الصداقة العمانية الصينية في عام ٢٠١٠م لتكون جسراً يربط الشعبين الصديقين لتحقيق المزيد من الازدهار في علاقاتهم الثنائية، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يتزامن مع مرور سبع سنوات على تأسيس الجمعية تمكنت خلالها من تنفيذ العديد من الفعاليات وتبادل الزيارات مع الجانب الصيني مما ساهم بالدفع بالعلاقات بين البلدين إلى أفاق أرحب، معربا عن شكره وتقديره لأعضاء الجمعية وفي مقدمتهم معالي الدكتور عمر بن عبد المنعم الزواوي الرئيس الفخري للجمعية على دعمه اللامحدود ورعايته لها منذ أن كانت فكرة إلى أن أصبحت واقع ملموساً.

وعبر سعادته عن قناعته في أن العلاقات العمانية الصينية مرشحة لمزيد من التطور في مختلف المجالات مدفوعة إلى ذلك بالتشابه الكبير في عمق الحضارتين والسمات المشتركة بين الشعبين العماني والصيني، مؤكداً في هذا الشأن حرص حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- على تواصل العلاقات بين السلطنة والصين وتقويتها وتنميتها في مختلف مجالات التعاون واختتم سعادته كلمته بالإعراب عن شكره لكل من ساهم في إنجاح هذا اللقاء، خاصة وزارة السياحة والطيران العُماني ورئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية الصداقة العُمانية الصينية .

آفاق واعدة للتعاون

و ألقى سعادة السفير الصيني لدى السلطنة يو فولونج كلمة أكد فيها على متانة العلاقات التي تربط بين السلطنة وبلاده، والتي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، مشيرا إلى الآفاق الواعدة للتعاون بين البلدين في جميع المجالات، وخاصة في مجال السياحة منوها في هذا الصدد بما تذخر به السلطنة من مقومات سياحية.

السلطنة كوجهة سياحية

أعقب ذلك كلمة وزارة السياحة ألقاها السيد عادل بن المرداس البوسعيدي مستشار الشؤون السياحية بالوزارة، أبرز فيها حرص الوزارة على تسويق السلطنة كوجهة سياحية مستدامة من خلال توظيف ما تزخر به من مقومات سياحية، مشيرا إلى تركيز الوزارة على جذب السياح من الأسواق الواعدة ومن بينها الصين، منوها في هذا الصدد بدور جمعية الصداقة العمانية الصينية في تعريف الشركات الصينية بما تزخر به عمان من عناصر الجذب السياحي .

خطوط طيران جديدة

وقال إيهاب سوريال نائب رئيس أول للمبيعات الدولية بالطيران العماني، اهتمام الطيران العماني بكل ما من شأنه تعزيز السياحة في السلطنة وجذب السياح إليها، وقال إن من الخطوات التي تقوم بها الشركة في هذا الجانب افتتاح خطوط جديدة لتسهيل وصول السياح، مشيرا في هذا الإطار إلى افتتاح الشركة مؤخرا خط جديد مباشر بين مسقط وجوانزو في الصين والذي من المأمول أن يلعب دورا مهما في الترويج والتدفق السياحي بين السلطنة والصين .

إطلاق الموقع الإلكتروني

إثر ذلك تم تقديم عرض لطلاب من السلطنة والصين، أعقبه عرض مرئي لإنجازات جمعية الصداقة العمانية الصينية، وإطلاق الموقع الالكتروني للجمعية في حلته الجديدة .

يذكر أن جمعية الصداقة العمانية الصينية استضافت هذا الأسبوع وفد ممثلي شركات السياحة الصينية، حيث تم إعداد برنامج حافل له شمل زيارة العديد من المعالم السياحية والحضارية من خلال جولات سياحية في بعض ربوع السلطنة، وكذلك زيارة بعض المؤسسات الحكومية والخاصة علاوة على تنظيم لقاءات ثنائية بين أعضاء الوفد ونظرائهم العمانيين.

وتضمن برنامج الوفد تفصيليا، زيارة المعالم السياحية في مسقط، والمؤسسة العامة للمناطق الصناعية في الرسيل، ومقر هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في العذيبة، كما قام الوفد بزيارة الى صحار شملت فرع غرفة التجارة والصناعة وميناء صحار التجاري، كما زار الوفد الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات (إثراء) في مقرها بمسقط والمقر الرئيسي لغرفة تجارة وصناعة عمان.