Untitled-2
Untitled-2
مرايا

«سجن الزوجية» لتفادي الطلاق في رومانيا

01 نوفمبر 2017
01 نوفمبر 2017

تشتهر كنيسة في قرية بيرتان الواقعة في قلب رومانيا، بوجود “سجن الزوجية” الذي أُقيم قبل ثلاثة قرون لمساعدة الأزواج الموشكين على الطلاق.

فبداخل أروقة الكنيسة، التي تتميز بأبراجها التسعة المُحصنة المحيطة بمبناها، وعلى طول أحد جدرانها المحصنة، ستجد مبنى صغيرا به غرفة لا تزيد مساحتها كثيرا عن مساحة حجرة لتخزين المؤن، حيث كان قس الكنيسة يضع فيها الأزواج الذين باتت علاقتهم الزوجية على شفا الانهيار، لإبعادهم عن العالم الخارجي لمدة قد تصل إلى ستة أسابيع، أملا في أن يتسنى لهم من خلال ذلك تسوية مشكلاتهم وتفادي الطلاق.

ورغم أن الأمر قد يبدو أشبه بكابوس؛ فإن السجلات التاريخية تشير إلى أن اللجوء إلى “سجن الزوجية” هذا، شكّل طريقة فعالة في واقع الأمر لحل الخلافات بين الأزواج، وكان الزوجان اللذان يرغبان في الطلاق يتوجهان طوعا إلى القس الذي كان يرسلهما إلى “سجن الزوجية”، للنظر في ما إذا كان بمقدورهما حل خلافاتهما بشكل توافقي، دون أن تتفرق بهما السبل أم لا.

وأما إذا ما قرر الزوجان الطلاق بعد قضاء هذه الأسابيع الطويلة في السجن فإنه يتعين على الزوج أن يدفع لطليقته نصف ماله ورغم ذلك فإذا قرر الزواج ثانية والطلاق مرة أخرى فإنه لا يحق لزوجته الثانية الحصول على أي شيء.

الآن تحول ذلك “السجن الصغير المظلم” إلى متحف، لا يخلو من نموذجين لزوجٍ وزوجة، في صورة تمثالين بالحجم الطبيعي، من تماثيل عرض الأزياء، وهو عبارة عن غرفة ذات سقف منخفض وجدران سميكة، تحتوي على أثاث بسيط لا يتجاوز منضدة وكرسيا، وصندوقا للتخزين بجانب فراش تقليدي على الطراز الساكسوني، يبدو وكأنه فراش طفل من فرط صغر حجمه.

وعندما كان الأزواج قديما يحاولون إصلاح ذات البين وتجاوز الخلافات الناشبة بينهما بداخل هذه الغرفة الصغيرة، كانوا يُضطرون إلى استخدام كل شيء موجود هناك بشكل مشترك، من الوسادة الوحيدة الموجودة فيها إلى الغطاء، وصولا إلى المنضدة.

وتعتبر قرية بيرتان واحدة من أهم القرى الساكسونية التي تكثر بها الكنائس المحصنة في ترانسلفانيا وهي مدرجة على قائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو منذ عام 1993.