randa2
randa2
أعمدة

عطر : ضوء

01 نوفمبر 2017
01 نوفمبر 2017

رندة صادق -

هل حقا ما نعيشه، وما نقوم به، وما نحلم به هو الحقيقة ؟هل يمكن اثبات الشك بداخلنا المغلف بالخوف من المجهول،هل يمكن أن نملك وعيا كافيا لنفهم كل شيء ؟من المؤكد أن الأشياء ليست كما ندركها، أولعلنا ندرك الأشياء بحسب وعينا، لا بحسب واقعها، بين المستحيل والممكن وبين عالم يغلي غضبا وكرها وضبابية مشوشة بأنانية الوجود، يتلمس الإنسان دربه ويعيش بين فكرتين تسيطرين عليه هما :”الوجود والموت”؟

لماذا يقتل الإنسان،طالما يعشق الحياة ويرغب في المزيد منها ؟

أن أصل المصاب على الأرض من حروب ونزاعات، لم يعد كما كان مع الإنسان البدائي الذي كان يقتل من أجل البقاء على قيد الحياة، حيث كان قتلا غرائزيا بحتا غير واعيا وهو لا يقوم بذلك الا للصيد أو يقتل حين يستشعر بالخطر، بل تطور مع مرور الزمن وتجمع المجتمعات ليصبح قتلا من أجل الماء،من أجل الغذاء ثم قتلا من أجل الوقود، ثم قتل وسيبقى يقتل ليحافظ على مصادره وليجمع مزيدا من الدولارات التي يمكن اعلانها حاكم الأرض المالي وصاحب لعبة البورصة الأكبر في العالم شيطان النفوس الضعيفة.

لقد تمكن هذا العالم من تجميع السلطة في الورقة الخضراء، وحول جشع البشرية الى غاية تقودها نحو الجحيم ؟

نعم نحن نسير نحو الجحيم ،خاصة أن أرباب الدولار يتحكمون في توزيع الأدوار على هذا الكوكب وبسط هيمنتهم من خلال ثغرات في وعي الشعوب.ليس من المصادفة ان تكون أرضنا أرض الأنبياء والرسل وان تتواجد في بلادنا كل هذه الخيرات.

هل نعي أن المصادفات هي تحليل بشري اما الله سبحانه وتعالى يقدر أقدارنا ويكتبها ويرسمها لكل حي على وجه الأرض، نعم لا نملك منطقا يفهمه أرباب الدولار لنفسر فيه روحانية شعوبنا وتعلقها بالغيب لأن ايماننا به ايمانا كليا لا يقبل الشك، لكن أين وعينا مما يدور على هذا الكوكب ولماذا لا نرى بقعة الضوء ونستمر في مراقصة العتمة ونقتل ونتقاتل بلا معرفة حقيقية الى أين سيقودنا هذا الموت المجاني؟

في عالم المتناقضات الواسع ،يتلمس الإنسان دربه هو الذي كان لا يتكلم بل يتخاطر وكان مندمجا في الطبيعة بشكل تناغمي يجسد هذا الوجود الفطري في طبيعة البشر، لعل ما نسمعه اليوم من عودة الى الطبيعة واعادة العلاقة بعناصرها التي تمنح الأنسان قوة وطاقة ايجابية وواعية، هي من أكثر المواضيع تداولا كبديل للمادية القصوى التي وصلت اليها البشرية، حتى بتنا نسمع مصطلحات مثل:” الطب البديل” “الطاقة البديلة” وعلاجات من نوع:” العلاج بالألوان والطاقة والموسيقى والضحك” علاجات ينظر إليها العلم البحت، على أنها أمورا لا تجدي نفعا وهو الذي لا يفهم الا بعلم الفيزياء والكيمياء والرياضيات.

ربما لا نحتاج لاعادة تشكيل وعينا الا الى ذاك الضوء في داخلنا،الذي يؤكد لنا أنّنا نسيء لهذا الكون بأصرارنا على مخالفة منطق الأشياء واستبداله بجشعنا ،حتى تحول العالم الى أسواق تجارية ومضاربات وأسواق سوداء يباع فيها كل شيء حتى أعضاء البشر وكل ذلك تحت عناوين متل “ نحن صُناع الحياة “ وفي الحقيقة هم “صُناع الموت”.

[email protected]