الاقتصادية

النفط يتراجع بفعل جني الأرباح والمعنويات قوية بتوقعات بتمديد الخفض

31 أكتوبر 2017
31 أكتوبر 2017

60.72 دولار لبرميل «برنت» -

عمان - (رويترز): تراجعت أسعار النفط بالسوق الأوروبية أمس لتواصل خسائرها لليوم الثاني على التوالي، حيث لا تزال الأسعار تحت ضغط عمليات التصحيح وجني الأرباح، بعدما سجلت أعلى مستوى في عدة أشهر، وتظل الخسائر حتى الآن محدود في ظل الاحتمالات القوية لتمديد اتفاق خفض الإنتاج العالمي حتى أواخر عام 2018.

ونزل خام برنت إلى مستوى 60.72 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 60.51 دولار، وسجل أعلى مستوى 60.55 دولار، وأدنى مستوى 60.23 دولار وتراجع الخام الأمريكي إلى مستوى 54.00 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 54.08 دولار، وسجل أعلى مستوى 54.10 دولار، وأدنى مستوى 53.92 دولار، وفقد النفط الخام الأمريكي نسبة 0.1%، في أول خسارة خلال ثلاثة أيام، بفعل عمليات تصحيح وجني أرباح، بعدما سجل في وقت سابق من التعاملات أعلى مستوى في ثمانية أشهر 54.44 دولار للبرميل، وفقدت عقود برنت النسبة نفسها بعدما سجلت مستوى 60.99 دولار للبرميل الأعلى منذ 3 يوليو 2015م، وعلى مدار الأسبوع الماضي حققت أسعار النفط ارتفاعا بنسبة 4.1% في ثالث مكسب أسبوعي على التوالي، بفعل آمال تمديد اتفاق خفض الإنتاج العالمي، وعلامات على تحسن الطلب العالمي.

وقال محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»: إن المملكة العربية السعودية وروسيا أعلنت دعمهما لتمديد اتفاق خفض الإنتاج العالمي الذي تقوده أوبك قبيل اجتماع المنظمة الرسمي أواخر الشهر المقبل، وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أكد لوكالات الأنباء العالمية الأسبوع الماضي أن بلاده ستدعم تمديد صفقة خفض المعروض العالمي في محاولة لتحقيق الاستقرار بالسوق بين العرض والطلب.

وتنفذ أوبك والمنتجون المستقلون حاليًا اتفاقًا عالميًا بخفض المعروض النفطي بنحو 1.8 مليون برميل يوميا حتى مارس 2018م؛ بهدف تحقيق التوازن بالسوق وخفض المخزونات العالمية، ومن المقرر أن تجتمع أوبك على المستوى الوزاري يوم 30 نوفمبر المقبل في فيينا لدراسة مستجدات السوق، واتخاذ قرار بشأن تمديد الاتفاق العالمي حتى أواخر عام 2018.

- وفي التعاملات الآسيوية تراجعت أسعار النفط أمس مع قيام المتعاملين بالبيع لجني الأرباح إثر مكاسب استمرت لأيام ومع انحسار توقعات ارتفاع السوق التي دفعت خام برنت فوق الستين دولارًا للبرميل، وذلك بفعل احتمالات زيادة الصادرات الأمريكية، وقال المتعاملون: إن برنت تأثر أيضًا بخطوة العراق لزيادة صادرات النفط من موانئ الجنوب 220 ألف برميل يوميًا إلى 3.45 مليون برميل يوميا من أجل تعويض التعطيلات في إمدادات حقول كركوك الشمالية.

وكانت العقود الآجلة لخام برنت منخفضة 14 سنتًا بما يعادل 0.2 بالمائة عن التسوية السابقة لتسجل 60.76 دولار للبرميل لكنها تظل غير بعيدة عن أعلى مستوياتها منذ يوليو 2015 الذي سجلته في وقت سابق من الأسبوع ومرتفعة نحو 37 بالمائة عن أدنى مستويات 2017 المسجل في يونيو الماضي.

وانخفض الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 11 سنتًا عن الإغلاق السابق إلى 54.04 دولار للبرميل. لكن ذلك يظل قرب أعلى مستوى منذ فبراير ومرتفعا نحو 28 بالمائة منذ أدنى مستوى لعام 2017 المسجل في يونيو.

وقال المتعاملون: إن هناك بيعًا لجني الأرباح بعد ارتفاع أسعار الخام نحو خمسة بالمائة في أكتوبر. لكن الثقة ما زالت تهيمن على السوق رغم تراجعات يوم أمس بفضل الجهود التي تقودها منظمة (أوبك) وروسيا لحجب نحو 1.8 مليون برميل يوميا من إنتاج النفط في مسعى لموازنة الأسواق ودعم الأسعار.

ارتفاع النفط بصدد الاستمرار في 2018 إذا مُدِّدَ خفض الإنتاج

- وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز أمس أن النفط سيواصل الارتفاع على الأرجح في 2018 وإن كان سيمر بفترات تقلب حيث سيبدد التمديد المتوقع لقيود الإنتاج التي تقودها أوبك إثر ارتفاع الإنتاج الأمريكي. ورفع المحللون توقعاتهم لسعر النفط الخام حيث تلقت توقعات تمديد خفض إنتاج النفط دعما من تصريحات مسؤولين في السعودية أكبر منتج في منظمة (أوبك)، ويبلغ مستوى التزام أوبك باتفاق خفض الإمدادات أكثر من 80 %حاليًا.

ويعقد الاجتماع التالي للمنظمة في نوفمبر، ومن المتوقع أن تمدد أوبك ومنتجون آخرون من بينهم روسيا تخفيضات الإنتاج التي تصل إلى نحو 1.8 مليون برميل يوميا بعد موعد النهاية المقرر في مارس 2018م، وتوقع المسح الذي شمل 35 محللًا أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 53.25 دولار للبرميل في 2017 ارتفاعًا من 52.60 دولار للبرميل في توقعات الشهر الماضي. وزادت العقود الآجلة لخام برنت نحو 17 بالمائة في الشهرين الماضيين وبلغت في المتوسط 53 دولارًا للبرميل هذا العام.

ومن المتوقع أن يبلغ متوسط سعر برنت 55.71 دولار للبرميل في 2018 حسبما أظهره استطلاع الرأي، وساعدت التوقعات بإعادة فرض عقوبات أمريكية على إيران بالإضافة إلى التوترات في الإقليم شمال العراق. لكن بعض المحللين قالوا إن العقوبات الجديدة لن تقود إلى كبح الصادرات الإيرانية بشكل مستدام لأن أوروبا وروسيا لن تؤيدا تلك العقوبات على الأرجح. ويتوقع المحللون أن يبلغ متوسط نمو الطلب على النفط لما تبقى من 2017 وعلى مدى 2018 نحو 1.5 إلى 1.7 مليون برميل يوميًا بقيادة دول آسيوية مثل الصين والهند بشكل أساسي.

وبلغت الصادرات الأمريكية مستويات قياسية مرتفعة هذا العام، ومن المتوقع استمرار هذا الاتجاه، وقالت دانييلا كورسيني الخبيرة الاقتصادية المتخصصة في أسواق السلع الأولية لدى إنتيسا سان باولو في ميلانو «صادرات الخام الأمريكية من المرجح أن تستمر في النمو خلال السنوات القادمة، وآسيا هي أرض المعركة الأكثر سخونة فيما يتعلق بالحصة السوقية. نتوقع زيادة تدفقات الخام الأمريكي باتجاه آسيا»، وأضافت: «منتجو الشرق الأوسط وبخاصة السعودية سيردون من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع المستهلكين الرئيسيين في آسيا».