العرب والعالم

بكين تهدد بعرقلة محاولة هندية لإدراج زعيم على قائمة الأمم المتحدة

30 أكتوبر 2017
30 أكتوبر 2017

مقتل صينيين اختطفهما «داعش» جنوب غرب باكستان -

بكين-إسلام أباد-(رويترز)-(أ ف ب): أشارت الصين أمس إلى أنها ستتدخل مجددا لمنع تصويت الأمم المتحدة لصالح طلب الهند إدراج زعيم جماعة متشددة مقرها باكستان على القائمة السوداء للمنظمة، مرجعة ذلك لعدم وجود إجماع على تأييد الخطوة.

وتحاول الهند بدعم من الولايات المتحدة وضع مولانا مسعود أظهر على قائمة الأمم المتحدة السوداء للجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة، متهمة جماعته بالمسؤولية عن سلسلة هجمات في الهند بينها هجوم على البرلمان في 2002 وآخر على قاعدة جوية العام الماضي.

لكن الصين العضو الدائم في مجلس الأمن أوقفت مرارا مسعى الهند. وقالت هوا تشون ينغ المتحدثة باسم الخارجية الصينية إن اتخاذ مثل هذه القرارات يجب أن يكون بناء على دليل قوي وأن يكون مدعوما بالكامل من أعضاء لجنة الأمم المتحدة المكلفة بتنفيذ القرارات المرتبطة بالعقوبات المفروضة على جماعات وأفراد متشددين.

وأضافت هوا في إفادة صحفية يومية «اقترحت الصين إعاقة إجرائية (للطلب) تهدف إلى منح أعضاء اللجنة مزيدا من الوقت لمناقشته ومنح الأطراف المعنية الوقت لمزيد من التشاور».

وتابعت «لكن للأسف لم تتوصل اللجنة بعد إلى إجماع».

وتحول الجدل بشأن مسعود أظهر الذي تعتبره الهند عدوا منذ وقت طويل إلى قضية شائكة في العلاقات بين الصين والهند التي تخشى أن تكون بكين مستهينة بمخاوفها المتعلقة بالإرهاب.

كما عمق قلق الهند من تمسك الصين بالوقوف بجانب باكستان، صديقتها في كل الأحوال والعدو اللدود للهند، أيا كانت قوة الدليل الذي تقدمه نيودلهي ضد إسلام اباد.

وتنفي باكستان تقديم دعم مادي لمتشددين يحاربون الحكم الهندي في إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين وينفذون هجمات في مناطق أخرى.

وقالت باكستان إنها استجوبت أظهر وزملاء له في جماعة جيش محمد بعد الهجوم الذي وقع في يناير كانون الثاني 2016 على قاعدة باتانكوت الجوية لكنها لم تعثر على دليل يربطهم به.

وقالت هوا: إن هناك قواعد واضحة لإدراج شخص أو جماعة على القائمة كإرهابيين وإن الصين تعتقد دوما أن على لجنة الأمم المتحدة المعنية العمل وفقا لمبادئ الموضوعية والعدالة والاحترافية فيما يتعلق بهذه المسألة.

ووضع مجلس الأمن الدولي جماعة جيش محمد على قائمته السوداء لكنه لم يضع زعيمها المتشدد الإسلامي أظهر.

من جانب آخر أكدت باكستان أمس مقتل صينيين كانا مختطفين في كويتا في جنوب غرب باكستان، حسب ما ذكرت وزارة الخارجية الباكستانية، بعد أشهر من إعلان تنظيم «داعش» قتلهما.

واختطف الصينيان، وهم رجل وامرأة، في مايو الماضي من كويتا كبرى من اقليم بلوشستان المضطرب حيث تستثمر الصين ملايين الدولارات رغم تمرد جماعات إسلامية متشددة.

واختطف ثلاثة رجال مجهولين الصينيين في سيارة، فيما تمكنت امرأة صينية أخرى من تفادي الخطف، حسبما أفاد شهود عيان.

وفي يونيو الماضي، اعلن تنظيم «داعش» قتلهما، لكن لم يصدر أي تأكيد رسمي من السلطات الباكستانية أو الصينية.

وأعلنت أمس وزارة الخارجية الباكستانية في بيان أن «تقارير الحمض النووي أثبتت أن القتيلين في بلوشستان في يونيو الماضي هما الصينيان المختطفان». ولم يكشف البيان معلومات عن كيفية استعادة الجثتين.

وكانت تقارير إعلامية محلية ذكرت في سبتمبر الماضي أن الجثتين عثر عليهما في بلوشستان.

وكانت السلطات الباكستانية اعلنت سابقا ان الصينيين كانا يدرسان لغة الاوردو في مركز لغات محلي، لكن وزير الداخلية الباكستاني قال إنهما كانا يقومان بالتبشير في كويتا دون تفاصيل عن نوعية التبشير الذي كانا يقومان به.

وتدفق مئات الصينيين على باكستان بعد أن بدأت بكين في ضخ استثمارات في جارتها الآسيوية كجزء من مخطط لربط إقليم شينجيانغ في أقصى غربها بميناء جوادر في بلوشستان عبر سلسلة مشاريع لتطوير البنى الأساسية والطاقة والنقل.

وهذا الممر الذي تشيده الصيد أحد أكبر مشروعات مبادرة الصين «حزام واحد طريق واحد» الذي يتضمن شبكة واسعة من الطرق البرية والبحرية تشمل 65 دولة.