1148953
1148953
صحافة

الصحف البريطانية في أسبوع

30 أكتوبر 2017
30 أكتوبر 2017

لندن – عمان – اقلاديوس ابراهيم: -

من الأمور المؤسفة التي تناولتها الصحف البريطانية الأسبوع الماضي تفشي ظاهرة التحرش الجنسي في المجتمع البريطاني حتى وصلت إلى مجلس العموم، وكشفت الصحف عن تورط أربعة من نوابه أحدهما وزير في هذه الأمور الشائنة، مما جعل رئيسة الوزراء تعبر عن قلقها واستيائها وعدم رضاها عن تلك التصرفات المخجلة لنواب في البرلمان.

وفي موضوع آخر ألقت بعض الصحف الضوء على تجربة الصواريخ الروسية التي من بينها صاروخ يسمى «شيطان2»، وهو أخطرها، وقالت إنه يمكنه إزالة بريطانيا من الوجود، ما أوجد الرعب في نفوس البريطانيين الذين علقوا على ما نشرته الصحف بتعليقات بعضها جدي وبعضها يشوبه المزاح. غير أن البعض شكك في قوة الصواريخ النووية الروسية.

وفي محاولة لتحسين جودة هواء العاصمة لندن من التلوث فرضت السلطات المحلية نوعا جديدا من الضريبة هو «ضريبة البيئة» يضاف إلى «ضريبة الازدحام» على السيارات التي تدخل وسط المدينة. كما تم اختبار حافلات صغيرة ذاتية القيادة لاستخدامها في نقل المواطنين ليلا خارج أوقات عمل الحافلات العادية، وستعمم التجربة بحافلات أكبر حال نجاحها بتمويل حكومي جزئي.

وحول التعداد المتوقع لسكان بريطانيا أظهرت دراسة حديثة صادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية أنه سيصل إلى 70 مليونا بحلول عام 2030م، وتعزو الدراسة السبب إلى زيادة عدد المواليد والهجرة. وسيكون معدل النمو السكاني في إنجلترا أعلى منه في اسكتلندا وأيرلندا وويلز. وأكدت الحكومة البريطانية أنها مستعدة لمواصلة العمل من أجل خفض الهجرة إلى مستويات مستدامة.

ويدور الجدل حاليا في الأوساط السياسية البريطانية حول عودة المتطرفين البريطانيين بعد هزيمة تنظيم داعش وانحساره، فمنهم من يرى ضرورة قتلهم قبل عودتهم عقابا لهم، ولخطورتهم على الأمن القومي. ومن يرى عودتهم وإعادة تأهيلهم وتعليمهم أسس التفكير السليم ودمجهم في المجتمع.

وإلى الأزمة السياسية الطاحنة حاليا في إسبانيا التي بدأت بإعلان إقليم كاتالونيا الانفصال عن الدولة الأم إسبانيا، ما ترتب عليه رد فعل قوي من الحكومة الإسبانية بإقالة حاكم الإقليم وقائد شرطتها وخضوع القطاع للحكم المباشر للحكومة الإسبانية والترتيب لانتخابات عامة في ديسمبر المقبل. أما الموقف البريطاني فأظهر رفضا تاما لاستقلال كاتالونيا وعدم قانونية الاستفتاء.

التحرش الجنسي يضرب البرلمان والمجتمع

قبل أسابيع قليلة تناولت الصحف البريطانية فضيحة التحرش الجنسي للمنتج السينمائي الأمريكي الشهير هارفي واينستاين التي دفعت مئات النساء حول العالم للحديث عن تجاربهن مع التحرش. وعلقت رئيسة الوزراء تريزا ماي وقتئذ بقولها: «إن أي سلوك جنسي غير مرغوب فيه يعتبر أمرا غير مقبول على الإطلاق، وهذا ينطبق على أي منحى من مناحي الحياة بما في ذلك السياسة».

صحيفة «الصن» نشرت تقريرا كشفت فيه عن وجود مضايقات واعتداءات جنسية بحق نساء موظفات داخل الحكومة والبرلمان البريطاني. وذكرت أن الموظفات أنشأن مجموعة على تطبيق «واتساب» للتراسل لتبادل تجاربهن مع التحرش وتحذير الأخريات من معتدين محتملين، دون ذكر اسم أي شخص له صلة بالمزاعم.

وكشفت صحيفة «التايمز» عن أن اتهامات التحرش الجنسي داخل الحكومة والبرلمان طالت أربعة نواب بريطانيين بينهم وزير. ونقلت صحيفة «الاندبندانت» عن «التايمز» أن السياسيين المتهمين بمضايقة فتيات موظفات بشكل غير مناسب هما اثنان من حزب العمال واثنان من حزب المحافظين.

وأشارت الصحيفة إلى خطاب ألقاه زعيم حزب العمال، جيرمي كوربين، قال فيه إن النواب الذين ينخرطون في الاعتداءات والتحرشات الجنسية للنساء يجب أن يتحملوا مسؤولية أعمالهم. وأضاف أن هناك ما أطلق عليه «ثقافة مشبوهة ومهينة»، حيث تتم مضايقة النساء، مؤكدا أن هذه الثقافة «تزدهر» في أروقة السلطة.

وذكرت الصحيفة أيضا أن مجموعة من عضوات حزب العمال المعارض أقامت موقعا إلكترونيا لتشجيع زميلاتهن على الحديث عن أي تحرش تعرضن له داخل الحزب.

وقالت متحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي: «إن ماي قلقة من التقارير الصحفية التي ركزت على انتشار التحرش الجنسي من قبل المشرعين وموظفي البرلمان .. وإن هذه  التقارير مثيرة جدا للقلق، لكنني لا أستطيع استباق الاتهامات أو التحقيقات التي لم يعلن عنها بعد».

وتابعت المتحدثة بالقول: «أي اتهامات قد تخرج إلى العلن سيتم التعامل معها بمنتهى الجدية، وننصح بالاتصال بالشرطة في حال وجود أي اتهام».

وتناولت صحف نهاية الأسبوع الموضوع بوضوح أكثر حيث نشرت صحيفة «ميل اون صانداي» تقريرا مفصلا على صفحتها الأولى كتبه سايمون والترز، تحت عنوان: «وزير يرسل سكرتيرته الشخصية لشراء ألعاب جنسية»، كشفت فيه أن وزير التجارة الدولية، مارك غارنييه، اتصل بسكرتيرته الشخصية في مجلس العموم، كارولين ادموندسون، وأرسلها لشراء ألعاب جنسية.

أما صحيفة «صانداي ميرور» فقد كتب ستيف روبسون وجفان كوردون تقريرا ألقيا فيه الضوء على النائب الثاني الذي تمت تسميته وسط ادعاءات بسوء السلوك الجنسي في ويستمنستر، وهو نائب البرلمان المحافظ، والوزير السابق عن مقاطعة ويلز، ستيفن كراب (44 عاما) الذي تراسل مع فتاة تبلغ من العمر 19 عاما بعد إجراء مقابلة معها للحصول على وظيفة في مكتبه عام 2013.

وقال النائب كراب، وهو متزوج، للصحيفة إنه كان «أحمق»، وأضاف «لكن لم يكن هناك اتصال جنسي». مضيفاً «لقد تبادلنا الرسائل التي تحدثت عن الجنس ولكن لم يكن أي منها جديا».

وأظهرت نتيجة استطلاع أجرته مؤسسة «كومريس» لصالح «بي بي سي» على 2031 شخصا من البالغين، أن نصف النساء وخُمس الرجال في بريطانيا يتعرضون للتحرش الجنسي في أماكن العمل أو الدراسة.

وكشف الاستطلاع عن أن 37% تعرضوا للتحرش في صورة تعليقات غير لائقة واعتداءات جنسية فعلية. وأن 63% من النساء اللاتي تعرضن للتحرش لم يبلغن أحدا بذلك، كما فضل 79% من الضحايا الذكور عدم الكشف عما تعرضوا له من تحرش جنسي من جانب النساء.