30102017_023747_0
30102017_023747_0
آخر الأخبار

افتتاح المؤتمر العلمي الدولي الثاني لقسم الإعلام في جامعة السلطان قابوس

30 أكتوبر 2017
30 أكتوبر 2017

مسقط في 30 أكتوبر /العمانية/ انطلقت بجامعة السلطان قابوس اليوم فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الثاني لقسم الإعلام في الجامعة تحت شعار "المجتمع العربي وشبكات التواصل الاجتماعي في عالم متغير" تحت رعاية معالي الدكتورعبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام.

يشارك في المؤتمر الذي يستمر حتى الثاني من نوفمبر المقبل ما يزيد على 100 باحث من داخل السلطنة وخارجها ، وقد حضر حفل الافتتاح سعادة الدكتور علي بن سعود البيماني، رئيس الجامعة، بحضور مجموعة من رؤساء تحرير الصحف، ومديري القنوات الإذاعية والتلفزيونية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين والطلبة.

وقال الدكتورعبدالله بن خميس الكندي، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر وعضو اللجنة التحضيرية، في كلمة له : إن المؤتمر يسلط الأضواء على هذه الشبكات باعتبارها ظاهرة كونية تتجاوز في حضورها وتأثيراتها اليوم منطلق التقانة المجرد الذي انطلقت منه،

حيث تفرض هذه الشبكات نفسها كظاهرة متشعبة ومتداخلة العلاقات والتأثيرات فندرسها

من المنظور التقني والاتصالي والاجتماعي والثقافي واللغوي والقانوني والتربوي

والنفسي، من خلال أوراق العمل المقدمة.

وأضاف الكندي أن الاستخدام الجماهيري الواسع لهذه الشبكات عالميا وعربيا مثل علامة

فارقة في تاريخ الاتصال الجماهيري، فبعد أن كانت أرقام المليون قارئ للصحيفة

الواحدة، وأرقام العشرة ملايين مشاهدة للقناة التلفزيونية الواحدة تمثل أرقامًا قياسية

يصعب كسرها، وتتحدث الاحصاءات اليوم عن أن أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية

مرتبطون بالشبكة العالمية للمعلومات "الإنترنت"، أي ما يقرب من أربعة مليارات نسمة،

منهم ما يقرب من 3 مليارات مستخدم لشبكات التواصل الاجتماعي بكل أنواعها.

وأشار إلى أنه ينبغي علينا تجاوز الصدمة من هذه الأرقام إلى التفكير في التأثيرات التي

تقودها هذه الشبكات، والتغييرات التي تؤدي إليها في مشهد العملية الاتصالية والدعوة

إلى إنتاج محتوى إعلامي متطور وإبداعي وتنافسي.

وأوضح الكندي أن المؤتمر يناقش عبر 24 جلسة علمية ظاهرة شبكات التواصل

الاجتماعي تأصيلًا فلسفيًا ونظريا، كما يتطرق المؤتمر إلى علاقاتها بوسائل الإعلام

التقليدية، واستخداماتها، والإشباعات المتحققة منها، والأدوار السياسية والمؤسسية

والاجتماعية والثقافية والتربوية التي تؤديها ، إلى جانب تأثيراتها والأطر القانونية

والأخلاقية المنظمة لاستخدامها. وستقدم 107 أوراق علمية خلال المؤتمر.

وقال معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام في تصريح صحفي :

نبارك للمهنيين والإعلاميين في السلطنة اعتماد ميثاق الشرف للإعلاميين الذي يمثل

انجازًا للمهنيين العاملين في المؤسسات الإعلامية سواء كانت إذاعية او تلفزيونية أو

صحفية مشيرًا إلى أن الميثاق قام بإعداده زملاء المهنة وبتعاون وثيق مع قسم الإعلام

بجامعة السلطان قابوس يكرس المهنية ويعزز من القيمة العالية لمهنة الإعلام بشكل عام

معربًا عن شكره لكل الجهود التي اوصلتنا لميثاق الشرف للإعلاميين.

وأشار معالي الدكتور أن المؤتمر يأتي في ظل متغيرات عالمية أثبتتها دخول شبكات

التواصل الاجتماعي كعامل متغير ومهم في التحولات المجتمعية التي يشهدها العالم بشكل

عام ونحن هنا جزء من هذا العالم موضحًا أهمية المؤتمر الذي يناقش 107 ورقة علمية

محكمة حول أهمية هذه المواقع ودورها وتأثيرها ومتغيراتها على المستوى المحلي

والاقليمي والدولي.

تلا ذلك عرض مرئي فحواه أن شبكات التواصل الاجتماعي لها تأثير إيجابي وسلبي

محليا وإقليميا ودوليا، تلاه ورقة عمل قدمها أ.د. بسيوني حماده، أستاذ الاتصال

الجماهيري بجامعة القاهرة وجامعة قطر، ناقش خلالها إذا ما كان لهذه الشبكات القدرة

على إعادة تشكيل بناء المجتمع العربي؟.

ناقش حماده بشكل أساسي تساؤلين فرعيين: إلى أي مدى يمكن القول بأن شبكات

التواصل الاجتماعي مثلت خطوة للأمام في طريق تحرر النظام الإعلامي العربي

التقليدي؟ وإلى أي مدى ساهم النظام الإعلامي الجديد في مكافحة الفساد المجتمعي

ومواجهة هشاشة أو فشل الدولة؟ وبالاستناد للبيانات والدراسات خلص الأستاذ الدكتور

بسيوني بالنفي القاطع لكلا السؤالين، مضيفا أن النظام الإعلامي العربي التقليدي لا يزال

كما هو وكأنه لم يتأثر بثورة الانترنت، وفي الوقت الذي قفزت فيه الإنترنت إلى أكثر من

57% يتجه النظام الإعلامي العربي إلى المزيد من التدهور على مستوى الحريات.

وأضاف انه علاوة على ذلك، لم تمارس شبكات التواصل الاجتماعي تأثيرا يذكر في اتجاه

مقاومة الفساد المجتمعي. وذكر أ.د. بسيوني لم نجد علاقة ذات مغزى تشير إلى أن

شبكات التواصل الاجتماعي تعمل في اتجاه قوة الدولة بالمفهوم الذي تبنته الورقة،

وأضاف من جانبه إذا كان لنا أن نشهد مجتمعا عربيا أقل فسادا وأكثر استقرارا

وديمقراطية، وإذا كان لنا أن نشهد نظاما إعلاميا حرا قادرا على المساهمة الفاعلة في

مستقبل أفضل لابد من دعم الحق في الوصول لشبكات التواصل الاجتماعي وإطلاقها من

عقالها.

وتحدث عوض بن سعيد باقوير، رئيس جمعية الصحفيين العمانية، حول ميثاق الشرف

الإعلامي في السلطنة وقال إن وجود تشريعات وقوانين تنظم المهنة سواء فيما يتعلق

بالإعلام التقليدي، أم بظاهرة شبكات التواصل الاجتماعي يعتبر من الأمور الحيوية التي

تحفظ للمجتمعات توازنها، وتجعلها تواصل مسيرتها التنموية في عالم يتسم بالصراعات

والحروب.

وذكر باقوير أن ميثاق الشرف الإعلامي سيكون متاحا في الموقع الإلكتروني للجمعية في

فترة لاحقة، وأضاف أن الميثاق استرشادي ليكون الصحفيين والعاملين في حقل الإعلام

عموما على بينة بالحقوق والواجبات.

وتقدم الأستاذ الدكتور محمّد نجيب الصرايرة من كلية الإعلام بجامعة البتراء بالأردن

بورقة تحليليّة نقديّة عن صحافة المواطن وفصّل في أهم المفاهيم المتربطة بها، وذكر أن

مصطلح صحافة المواطن أصبح شديد الالتصاق بالتحولات السياسيّة في الوطن العربي،

وتطرّق لبداية ظهوره إبّان اغتيال الرئيس جون كينيدي، حيث إن الأحداث التي قدّمها

مواطن كان قد شهد الواقعة لم توازِ في دقتها الأحداث التي كانت تقدمها الصحافة آنذاك.

وفي إطار حديثه عن مفهوم التعددية ذكر أنه قبل وسائل الإعلام الحديثة كانت التعددية

تمارس بسطحية كبيرة، كما أنها واقعة في أزمة الاحتكار ويظهر هذا بتحقق عدّة

اندماجات ضخمة لشركات إعلامية وتشكّل ما يسمّى بالإمبراطوريات الإعلامية.

وذكر الدكتور عبدالله الرفاعي عميد كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود

في ورقة عمله التي ناقشت موضوع استخدام الشبكات الاجتماعية في التسويق السياسي

ضمن الدبلوماسية العامة أننا في بدايات فهمنا للإعلام الجديد بحكم أننا أخذنا ما يقارب

الستين عامًا حتّى نفهم الإعلام التقليدي جيّدًا وننظر له، وأضاف أن التوسع الرقمي

وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي قد اخترق التابوهات الموجودة والمؤسسات الإعلامية

التي لم تعد تعمل لوحدها في حقل الإعلام، ونتيجة لذلك فإن دولة الآن لا تستطيع حياكة

قراراتها واعتمادها بشكلها النهائي دون التدخّل المباشر للجمهور الذي استطاع في الفترة

الأخيرة أن يفرض رأيه على الحكومات بجانب نشاطاته الموازية في تسليط الضوء على

بعض القضايا المهمّشة، ويقول إنه يصعب التحكم بالجماهير ولذا فإنه يصعب كذلك

التحكم بمواقع التواصل.

وقال الدكتور حسني نصر رئيس قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس في ورقة العمل

الثالثة التي جاءت لمناقشة مستقبل الثقافة العربية في عصر الرقمية وشبكات التواصل

الاجتماعي إن سقوط النخب الثقافية الذي نشهده حصريًا هو نتيجة لتطور الإعلام الحديث

ومواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب تطور التكنولوجيا التي سعت إلى توسيع حجم

المشاركة الجماهيرية في انتاج محتوى الانترنت. وأضاف أنه بوصول الانترنت لأيدي

المواطن العادي سقطت النخب التي تحتكر الثقافة بدءًا بالسلطة الدينية وليس انتهاءً بملاك

الصحف، كما أن زيادة الفرص الكامنة في الثورة الرقمية قد ساهمت في تعاظم فرص

النشر.