1148639
1148639
العرب والعالم

الكاتالونيون المؤيدون للبقاء في إسبانيا يتظاهرون في شوارع برشلونة

29 أكتوبر 2017
29 أكتوبر 2017

توقعات بخسارة الأحزاب المطالبة بالاستقلال لأغلبيتها البرلمانية  -

مدريد - برشلونة - (د ب ا - أ ف ب): خرج الكاتالونيون المؤيدون للبقاء في اسبانيا أمس إلى شوارع برشلونة بينما تبدو المنطقة منقسمة جدا بعد يومين على إعلان استقلالها في حدث غير مسبوق خلال أربعين عاما من الديمقراطية في هذا البلد.

وكان منظمو تظاهرة أمس نجحوا في حشد مئات الآلاف من الأشخاص في الثامن من اكتوبر للاعتراض على الانفصال في تظاهرة كان أبرز شعار رددته «كلنا كاتالونيا!»

وفي دليل على الانقسام العميق الذي تشهده المنطقة، تأتي هذه التظاهرة غداة تجمع لعشرات الآلاف من الكاتالونيين مساء الجمعة للاحتفال بولادة «الجمهورية» في الحي القديم ببرشلونة.

وأرفقت حركة «المجتمع المدني الكاتالوني» التي نظمت تظاهرة أمس دعوتها بشعارين هما «التعايش» و»الحس السليم»، لجمع الكاتالانيين في مواجهة ما يسميه معارضو الانفصال «الهروب إلى الامام» و«عدم تعقل».

وهدف التظاهرة واضح وهو إبراز واقع المنطقة التي تعادل مساحتها مساحة بلجيكا وكانت علاقاتها مع مدريد معقدة دائما ولها لغتها وثقافتها الخاصة. لكن اكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 7,5 مليون نسمة قدموا من الخارج او هم أبناء مهاجرين من مناطق اخرى في اسبانيا.

لكن هذه المنطقة مرتبطة إلى حد كبير بشبه الجزيرة الأيبيرية كما يكشف آلاف الاشخاص الذي يقومون برحلات ذهاب وإياب يومية بالقطار بين مدريد وبرشلونة. وتأتي التظاهرة بينما تسعى مدريد إلى فرض وصايتها على كاتالونيا بعد بتفعيل المادة 155 من الدستور التي لم يسبق ان استخدمت وتتيح وضع كاتالونيا تحت الوصاية، بعد ساعات من إعلان برلمان كاتالونيا الجمعة قيام «جمهورية كاتالونيا».

وأصبحت المنطقة تحت الإدارة المباشرة لنائبة رئيس الحكومة سورايا ساينز دو سانتاماريا. كما اتخذت السلطة المركزية الاسبانية قرارين بإقالة قائد الشرطة الكاتالونية جوزيب لويس ترابيرو وتعيين نائبه مكانه.

وحصلت الحكومة الاسبانية الجمعة على ضوء اخضر من مجلس الشيوخ لتفعيل المادة 155 من اجل تولي السلطة في المنطقة «عبر إعادة النظام الدستوري اليها»، بينما قامت اكثر من 1600 شركة بنقل مقارها منها خوفا من اضطرابات. ودعا رئيس الحكومة الاسبانية المحافظ ماريانو راخوي إلى انتخابات في كاتالونيا في 21 ديسمبر موضحا انها وسيلة لإخراج اسبانيا من أسوأ ازمة سياسية تشهدها منذ العودة إلى الديمقراطية في 1977.

وقد تسود هذه التظاهرة أجواء انتخابية لأن الأحزاب الثلاثة التي تدعو إلى بقاء كاتالونيا في اسبانيا -- المواطنة (ليبرالي) والحزب الاشتراكي الكاتالوني والحزب الشعبي الذي يقوده ماريانو راخوي -- ستشارك فيها.

وكان الانفصاليون حصلوا في انتخابات سبتمبر 2015 على أصوات 47,8% من الناخبين. وذهب 51% من الأصوات إلى الأحزاب التي تؤيد استفتاء قانونيا حول الاستقلال او البقاء في إسبانيا.

لكن الانفصاليين يشكلون أغلبية في البرلمان حيث يشغلون 72 من اصل 135 مقعدا عبر لعبة توازن الاصوات لمصلحة المناطق الريفية. - «مقاومة سلمية» - قال اينيس اريماداس زعيم حزب المواطنة (سيودادانوس) رأس حربة التصدي للانفصاليين في كاتالونيا مساء الجمعة «لدينا فرصة ذهبية. معظم الكاتالونيين الذين أجبروا على الصمت لسنوات يعرفون انه يجب التحرك بشكل حاشد». لكن الانفصاليين لا يعترفون بهزيمتهم. فقد اكد زعيمهم رئيس كاتالونيا كارليس بوتشيمون السبت في خطاب عبر التلفزيون «نحن واثقون بان افضل وسيلة للدفاع عن الانتصارات التي تحققت حتى اليوم هي الاعتراض الديموقراطي على تطبيق المادة 155» من الدستور الاسباني.

ولم يوضح بوتشيمون كيفية القيام بهذه المعارضة السلمية. لكن منذ ايام عدة تدعو لجان الدفاع عن الجمهورية التي شكلت في الأحياء، الكاتالونيين إلى «المقاومة السلمية» لوصاية السلطة المركزية في مملكة اسبانيا.

واعتبر أن إقالة الحكومة الكاتالونية وحل البرلمان الاقليمي من جانب مدريد الجمعة «قراران يتنافيان وإرادة مواطني بلادنا التي تم التعبير عنها في صناديق الاقتراع» مضيفا انه سيواصل «العمل لبناء بلد حر» وبشكل «سلمي». في الأثناء أظهر استطلاع رأي نشرت نتائجه أمس أن الأحزاب المؤيدة لاستقلال كتالونيا عن إسبانيا سوف تخسر في الانتخابات الجديدة المقررة في 21 ديسمبر في الإقليم.

وأظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة «سيجما دوس» لصالح صحيفة «إل موندو» الإسبانية المحافظة أن الائتلاف الانفصالي الذي يضم أحزاب «يسار كتالونيا الجمهوري» و«الحزب الأوروبي الديمقراطي الكتالوني» وحزب «ترشيح الوحدة الشعبية» سوف يفوز بنسبة 5ر42% من الأصوات، ويحصل على 61 إلى 65 مقعدا.

وتبدأ الأغلبية في البرلمان الكتالوني من 68 مقعدا.

وفي الانتخابات السابقة التي أجريت عام 2015، فاز مؤيدو الاستقلال بنسبة 47% من الأصوات، وحصلوا على 72 مقعدا. وجاء نشر نتائج الاستفتاء في اليوم الذي من المقرر أن يتم فيه تنظيم مسيرة كبيرة مناهضة للانفصال في العاصمة الكاتالونية برشلونة، بدعم من الأحزاب المؤيدة لبقاء الإقليم ضمن إسبانيا.