1147626
1147626
العرب والعالم

«تقدم مقبول» في المفاوضات العراقية الكردية

28 أكتوبر 2017
28 أكتوبر 2017

مقتل 75 من عناصر داعش غرب الأنبار -

بغداد ـ عمان ـ جبار الربيعي - (أ ف ب):

أحرز المسؤولون العسكريون العراقيون والأكراد «تقدما» خلال اجتماعهم أمس للتفاوض حول انسحاب قوات البشمركة من المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، ولكن لا تزال هناك نقاط عالقة، وفق ما أعلن رئيس أركان الجيش العراقي، قبل ساعات من انتهاء الهدنة التي أعلنتها بغداد.

وقال الفريق الركن عثمان الغانمي للصحفيين لدى خروجه من مقر قيادة عمليات نينوى إن هناك «تقدما مقبولا ولكن القرار النهائي مرتبط بالوفد الثاني» الكردي.

وأضاف الغانمي «توصلنا إلى تفاهم مشترك في بعض النقاط، وبعض النقاط علقوا الإجابة عليها لحين العودة للإقليم وإبداء الرأي والاتصال بنا». ولفت إلى أن «وقف إطلاق النار هو 24 ساعة، خلال الساعات المقبلة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، هناك رأي ثان»، من دون مزيد من التفاصيل.

وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي أمر مساء الجمعة بـ«ايقاف حركة القوات العسكرية لمدة 24 ساعة» في المناطق المتنازع عليها «لمنع الصدام وإراقة الدماء بين أبناء الوطن الواحد».

وأضاف العبادي إن هذه الخطوة ترمي إلى «افساح المجال أمام فريق فني مشترك بين القوات الاتحادية وقوات الإقليم للعمل على الأرض لنشر القوات العراقية الاتحادية في جميع المناطق المتنازع عليها» والتي تشمل «فيشخابور والحدود الدولية».

وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي أمس إن «مهمة الفريق المشترك الأساسية هي تهيئة عملية انتشار القوات الاتحادية في المناطق الحدودية من دون اشتباكات».وتصاعد التوتر بين بغداد وأربيل منذ شهر حين نظم الإقليم استفتاء على الاستقلال كانت نتيجته «نعم» بغالبية ساحقة.

ودارت معارك عنيفة بالمدفعية الثقيلة الخميس بين المقاتلين الأكراد والقوات العراقية المتوجهة إلى معبر فيشخابور الحدودي مع تركيا، سعيا إلى تأمين خط الأنابيب النفطي الواصل إلى ميناء جيهان التركي.

وأوضح الحديثي «نسعى لتجنب الصدامات وإراقة الدماء والأرواح، ومن هذا المنطلق قرر رئيس الوزراء إيقاف حركة القطاعات الاتحادية لاتاحة الفرصة أمام الفريق لتهيئة الأرضية لاستكمال إعادة الانتشار وبسط القوات الاتحادية صلاحياتها».

وبحسب الحديثي، فإن الفريق الفني يتكون من قيادات عسكرية متخصصة في المساحة والحدود ويعمل على «ضمان انتشار القوات الاتحادية على حدود الخط الازرق التي حددها الدستور ويفصل بين الإقليم والأراضي الاتحادية».

والخط الأزرق للإقليم، يضم مدن السليمانية وحلبجة ودهوك وأربيل فقط، بينما توسعت السلطات الكردية منذ عام 2003 في محافظات كركوك ونينوى وديالى وصلاح الدين.

وأكد الحديثي أن «هدف القوات العراقية إعادة الانتشار وصولا إلى منطقة فيشخابور على الحدود العراقية التركية».

وتقع فيشخابور على رأس مثلث حدودي بين الأراضي التركية والعراقية والسورية، وتعتبر استراتيجية خصوصا للأكراد.

وسيطرت قوات البشمركة على خط أنابيب النفط الممتد من محافظة كركوك مرورا بالموصل في محافظة نينوى الشمالية، في أعقاب الفوضى التي تبعت الهجوم الواسع لتنظيم (داعش) قبل ثلاث سنوات.

من ناحية اخرى، أعلنت خلية الإعلام الحربي في قيادة العمليات المشتركة العراقية أمس أن القوات العراقية تمكنت من قتل 75 من عناصر تنظيم «داعش» منذ انطلاق عملية تحرير مناطق غرب الأنبار في راوة والقائم في السادس والعشرين من الشهر الجاري وحتى يوم (أمس) أقصى غرب العراق.

وذكر بيان لخلية الإعلام الحربي أن عملية تحرير مدينتي راوة والقائم أسفرت عن تحرير عشرات القرى والمناطق والمؤسسات الحكومية والمصانع ومقتل 75 من عناصر داعش وتدمير عشرات العجلات المفخخة والعبوات الناسفة ومقرات القيادة ومعامل التفخيخ ومخازن الأسلحة.

وأوضح البيان أن العمليات مازالت مستمرة والقوات العراقية بكل صنوفها تتقدم باتجاه استكمال تحقيق كامل أهدافها المحددة في عمليات تحرير غرب الأنبار.

وأشار البيان إلى انه «تم العثور على مقبرة لرفات عناصر من الجيش والشرطة تقدر بـ50 عنصرا أعدمتهم عصابات داعش الارهابية في قرية البكارة في الحويجة بمحافظة كركوك».على الصعيد السياسي، حذر وزير خارجية العراق، ابراهيم الجعفري، من قيام تنظيم «داعش» بتنفيذ عمليات «ارهابية»، لافتا الى ان ما حدث في العراق نتيجة سيطرة التنظيم على بعض مناطقه ليس بعيد عن بقية بلدان العالم.

وقال المكتب الاعلامي لوزير الخارجية العراقي في بيان تلقت «عمان» نسخة منه، إن «الجعفري اختتم زيارته لروسيا والتي استغرقت بضعة أيام تلبية لدعوة رسمية، وكان قد التقى بسفراء الدول العربية، وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين في موسكو، وأطلعهم على التطورات الأمنية، والسياسية في العراق».ونقل المكتب عن الجعفري قوله، «واجهنا أخطر أنواع التحديات، وهو التحدي الإرهابي المتمثل بعصابات داعش الإرهابية، بعد ان تقاطر الإرهابيون على العراق من مختلف الدول، لكن العراقيين قرروا مواجهته، والانتصار عليه»، مبيناً أن «الكف التي حملت البندقية هي الكف العراقية، وسيكتب التاريخ بأحرف من نور ما سطره العراقيون من بطولات، ولكن بأي أحرف سيكتب التاريخ ما فعله الدواعش من قتل، وتفجير، واغتصاب»، على حد قوله.

وأضاف الجعفري، أن «ما حدث في العراق ليس بعيدا عن بلدانكم، ولن يستثني أحدا، لأن الإرهاب لا دين له، ولا وطن له»، مشيرا إلى أن «القوات المسلحة العراقية بجميع صنوفها من الجيش، والشرطة، والحشد الشعبي، والبشمركة، وأبناء العشائر كانت موحدة، وكان إلى جانبها أن توحد الخطاب السياسي مما ساهم بشكل فعال في هزيمة الإرهاب، وجني ثمار النصر، وتحرير المناطق التي سقطت في قبضة الدواعش». واستدرك، «لكن عصابات داعش الإرهابية قامت بتخريب المدن بعد أن انهزمت منها، ونريد من أشقائنا، ومن المجتمع الدولي أن يقفوا معنا في إعادة إعمار هذه المدن»، متسائلا «ما الذي يمنع هؤلاء الإرهابيين من أن يقوموا بالفعل الإرهابي إذا عادوا إلى بلدانهم؟».