1146614
1146614
العرب والعالم

برلمان كاتالونيا يعلن الاستقلال ..وراخوي يؤكد :مدريد «ستعيد الشرعية» للإقليم

27 أكتوبر 2017
27 أكتوبر 2017

توسك: «إسبانيا تبقى المحاور الوحيد» للاتحاد الأوروبي -

عواصم - (أ ف ب) - أعلن برلمان كاتالونيا أمس ان الاقليم بات «دولة مستقلة تتخذ شكل جمهورية» في قطيعة غير مسبوقة مع اسبانيا بعد أزمة سياسية حادة.

وبعيد ذلك، أجاز مجلس الشيوخ الاسباني وضع كاتالونيا تحت وصاية مدريد.

ودعا رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي الى جلسة طارئة للحكومة الاسبانية في الساعة 16,00 ت غ. وكان سارع الى الرد عبر موقع تويتر مؤكدا ان مدريد «ستعيد الشرعية» في كاتالونيا.

وسجلت أسهم مصارف كاتالونيا هبوطا اضافيا أمس في بورصة مدريد بعد اعلان برلمان الاقليم الاستقلال وبلغت خسائر ثالث مصرف اسباني «كايشابنك» 5%.

وتم تبني قرار البرلمان في غياب المعارضة التي كانت غادرت الجلسة بتأييد سبعين عضوا واعتراض عشرة وامتناع اثنين عن التصويت. وتشكل الاحزاب الانفصالية من اليسار المتطرف الى يمين الوسط غالبية في البرلمان (72 من اصل 135).

ثم ادى النواب النشيد الانفصالي وهتفوا «لتحيا كاتالونيا».

وخارج البرلمان، احتفل عشرات الآلاف من انصار الانفصال بقرار البرلمان بالتصفيق والهتاف.

وكتب نائب رئيس كاتالونيا اوريول خونكيراس على تويتر «نعم، لقد ربحنا حرية بناء بلد جديد».

وفي أول رد فعل اوروبي على قرار برلمان كاتالونيا اعلان الاستقلال، أكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن مدريد «ستبقى المحاور الوحيد» للتكتل وكتب عبر موقع تويتر «لا شيء تغير بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي. ستبقى اسبانيا المحاور الوحيد لنا».

تفاوض من اجل الاعتراف

وينص القرار على قيام «الجمهورية الكاتالونية بوصفها دولة مستقلة وسيدة و(دولة) قانون، ديمقراطية واجتماعية».

ويطلب القرار في حيثياته من حكومة كاتالونيا التفاوض حول الاعتراف بها في الخارج في حين لم تعلن اي دولة دعمها للانفصاليين.

وقبل التصويت، غادر نواب المعارضة الجلسة تاركين خلفهم أعلاما لكاتالونيا وأسبانيا وضع الواحد منها بجانب الاخر في مقر البرلمان.

وكان النائب المعارض كارلوس كاريسوزا قال رافعا نص قرار اعلان الاستقلال ان «هذا النص الذي اعددتموه يقضي على التعايش» في كاتالونيا.

وتساءل اليخاندرو فرنانديز من الحزب الشعبي المحافظ بزعامة راخوي «كيف وصلنا الى هنا؟» لافتا الى انه «يوم اسود للديمقراطية».

وليست المرة الاولى التي تحاول كاتالونيا الانفصال عن الحكومة المركزية. لكن حكومتها لم يسبق ان وصلت الى هذا الحد. ويعود اخر فصل في هذا الاطار الى اكثر من ثمانين عاما.

ففي 1934، وتحديدا في السادس من اكتوبر، اعلن رئيس الحكومة الكاتالونية لويس كومبانيس قيام «دولة كاتالونية في اطار جمهورية اسبانيا الفدرالية».

وسارعت الحكومة الاسبانية الى الرد. اذ اعلنت القيادة العسكرية في كاتالونيا حال الحرب وأسفرت المواجهات عن مقتل ما بين 46 وثمانين شخصا بحسب المؤرخين.

ولا يمكن التكهن بنتائج اعلان الاستقلال ووضع كاتالونيا تحت وصاية مدريد.

وكانت اكثر من 1600 شركة قررت نقل مقارها المحلية خارج كاتالونيا التي تشهد منذ اسابيع تظاهرات مؤيدة للاستقلال ومعارضة له.

وأصابت عدوى القلق ايضا أوروبا التي عبرت قبل اسبوع عن دعمها لحكومة راخوي عبر ارسالها جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية وانطونيو تاجاني رئيس البرلمان الأوروبي ودونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي لتلقي جائزة في اوفييدو شمال غرب اسبانيا.

وصرح تاجاني «علينا ألا نقيم الحدود بين الأوروبيين»، محذرا من ان محاولة «تغيير الحدود» تحولت الى «جحيم من الفوضى».

واللافت ان اعلان استقلال لا يلبي رغبة عدد كبير من سكان كاتالونيا. اذ افادت الاستطلاعات ان نصفهم على الاقل يريدون البقاء ضمن المملكة الاسبانية.

وفي آخر انتخابات اقليمية في 2015 حصد الانفصاليون 47,8 في المائة من الاصوات.

في الأثناء أكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أمس أن مدريد «تبقى المحاور الوحيد» للتكتل بعدما صوت أعضاء البرلمان الكاتالوني على إعلان استقلال الإقليم عن اسبانيا في أسوأ أزمة سياسية تعيشها البلاد منذ عقود. وكتب توسك عبر موقع «تويتر» عقب جلسة التصويت في كاتالونيا «لا شيء تغير بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي. تبقى اسبانيا المحاور الوحيد بالنسبة الينا»، داعيا الحكومة الاسبانية الى «اعطاء الاولوية لقوة الحجة، لا لحجة القوة».

ومنذ بدء الازمة الكاتالونية، اكد الاتحاد الاوروبي دعمه القوي لحكومة مدريد تحت شعار «احترام الدستور الاسباني».

وصباح أمس كرر احد المفوضين الاوروبيين البرتغالي كارلوس موداس ردا على سؤال حول التطورات في كاتالونيا «اعتقد ان علينا جميعا احترام البلدان كما هي، علينا احترام الدستور وهذا بالغ الاهمية بالنسبة الى اوروبا».