الاقتصادية

النفـط تراجـع قليلا بفعـل جنـي أربـاح بعـد اقترابـه من 60 دولارا للبـرميل

27 أكتوبر 2017
27 أكتوبر 2017

59.20 دولار لـ«برنت» -

(عمان) ــــ ( رويترز) : تراجعت أسعار النفط قليلا بالسوق الأوروبية أمس بفعل عمليات تصحيح وجني أرباح ، بعدما قفزت الأسعار بالأمس لأعلى مستوى في عدة أشهر بدعم تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ولكن تتجه الأسعار إلى تحقيق ثالث مكسب أسبوعي على التوالي، بفعل الاحتمالات القوية لقيام أوبك بتمديد اتفاق خفض الإنتاج العالمي حتى أواخر عام 2018.

ونزل خام برنت إلى مستوى 59.20 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 59.46 دولار ، وسجل أعلى مستوى 59.48 دولار ، وأدنى مستوى 59.16 دولار. وتراجع الخام الأمريكي إلى مستوى 52.57 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 52.77 دولار ، وسجل أعلى مستوى 52.80 دولار ، وأدنى مستوى 52.53 دولار.

استأنفت أسعار النفط مكاسبها القوية أمس الأول الخميس ، وصعد الخام الأمريكي بنسبة 1.2% مسجلا أعلى مستوى إغلاق في ستة أشهر ، وارتفعت عقود برنت بنسبة 1.8% وسجلت أعلى مستوى في 27 شهرا عند 59.53 دولار للبرميل.

وقال ولى العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لوكالات الأنباء العالمية يوم الخميس إن المملكة العربية السعودية ستدعم تمديد صفقة خفض الإنتاج العالمي في محاولة لتحقيق الاستقرار بالسوق بين العرض والطلب. وتنفذ حاليا منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» وبعض المنتجين المستقلين اتفاقا بخفض المعروض العالمي بنحو 1.8 مليون برميل يوميا حتى مارس 2018 ، بهدف تحقيق التوازن بالسوق وخفض المخزونات العالمية. وسوف تجتمع أوبك رسميا على المستوى الوزاري في 30 نوفمبر المقبل في فيينا لدراسة مستجدات السوق، واتخاذ قرار بشأن تمديد الاتفاق العالمي حتى أواخر عام 2018. وقال خالد الفالح وزير الطاقة السعودي يوم الأربعاء الماضي إن التركيز سوف يبقي على خفض مخزونات النفط في الدول الصناعية الكبرى إلى متوسط خمس سنوات.

ومن ناحية أخرى استأنف العراق ضخ النفط من حقول مدينة كركوك المتنازع عليها مع إقليم كردستان، وهو ما يكون مؤشرا قويا على تعافي الإنتاج في ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك، بعد الصراع المسلح الأسبوع الماضي بين القوات العراقية والقوات الكردية.

مع استمرار ارتفاع صادات النفط الأمريكية لمستويات قياسية جديدة، تسير الولايات المتحدة «التي تعتبر حاليا أكبر مستهلك للنفط بالعالم» في الطريق الصحيح لدخول قائمة أكبر 10 دول مصدرة للنفط على مستوى العالم،وتخطي دول نيجيريا وانجولا والنرويج وفنزويلا بحلول نهاية هذا العام.

ـــ وفي أسواق آسيا استقرت أسعار النفط أمس ويحوم خام برنت قرب 60 دولارا للبرميل، بدعم من تصريحات لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يدعم فيها تمديد تخفيضات الإنتاج التي تقودها أوبك. وزاد خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة ثلاثة سنتات أو 0.05 بالمائة إلى 59.33 دولار للبرميل. ويزيد برنت حاليا بمقدار الثلث عن أدنى مستوياته في 2017 التي لامسها في يونيو، وبلغ مستويات لم يسجلها منذ منتصف 2015.

وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 52.61 دولار للبرميل متراجعا ثلاثة سنتات أو 0.06 بالمائة عن الإغلاق السابق، لكنه ارتفع بمقدار الربع عن أدنى مستوياته في 2017 التي سجلها في يونيو.

والخام الأمريكي أضعف نسبيا من برنت بسبب ارتفاع الإنتاج الأمريكي الذي يكبح الأسعار في الولايات المتحدة. كان ولي العهد السعودي قال لرويترز أمس الأول الخميس إن المملكة ستدعم تمديد خفض الإنتاج في مسعى لتحقيق الاستقرار بين العرض والطلب.

ورغم أن تزايد احتمالات تمديد أوبك لتخفيضات الإنتاج عزز التوقعات بتحقيق التوازن في السوق، يظل إنتاج الخام الأمريكي يمثل مشكلة للمنظمة في الوقت الذي تسعى فيه جاهدة لتصريف تخمة المعروض العالمي. وارتفع إنتاج الخام الأمريكي 1.1 مليون برميل يوميا إلى 9.5 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 20 أكتوبر، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

أوبك: تعليقات السعودية وروسيا «تزيح الضباب» قبل اجتماع 30 نوفمبر

ــــ وعلى صعيد التنسيق بين المنتجين قال محمد باركيندو الأمين العام لأوبك لرويترز أمس إن إعلان السعودية وروسيا بوضوح عن دعمهما لتمديد اتفاق عالمي لخفض إنتاج النفط لمدة تسعة أشهر أخرى يزيح الضباب قبل اجتماع أوبك القادم. وتخفض منظمة (أوبك) بجانب روسيا وتسعة منتجين آخرين إنتاج النفط بنحو 1.8 مليون برميل يوميا منذ يناير. وينتهي سريان الاتفاق في مارس 2018 ويدرس المنتجون تمديده.

كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال هذا الأسبوع إنه يدعم إبقاء الاتفاق ساريا لمدة تسعة أشهر، وذلك بعد تصريحات مماثلة أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال باركيندو لرويترز على هامش مؤتمر «ترحب أوبك بالتوجيه الواضح من ولي العهد السعودي بشأن ضرورة تحقيق الاستقرار في أسواق النفط والحفاظ عليه بعد الربع الأول من 2018. وأضاف أنه بجانب تصريحات بوتين «فإن ذلك يزيح الضباب في الطريق إلى فيينا في 30 نوفمبر».

الصادرات الإيرانية ستهبط في أكتوبر لأدنى مستوى في 19 شهرا

وعلى صعيد الإمدادات قال مصدر مطلع على جدول تحميل الناقلات في إيران إن من المتوقع أن تهبط صادرات إيران من الخام والمكثفات في أكتوبر الحالي بنحو 20 بالمائة مقارنة مع الشهر السابق لتصل إلى أدنى مستوى في 19 شهرا، متأثرة بمشاكل في الإنتاج. ومن شأن تعطل الإنتاج في ثالث أكبر منتج بمنظمة (أوبك) أن يساعد المنظمة على تقليص المعروض العالمي، بما يدعم أسعار النفط التي بلغت أعلى مستوياتها في 27 شهرا هذا الأسبوع مع قرار السعودية إنهاء تخمة المعروض العالمي من النفط.

وانخفضت شحنات المكثفات نتيجة «مشكلة فنية» في حقل بارس الجنوبي، ومن المتوقع أن تستغرق أعمال الصيانة ما يصل إلى شهرين، وفقا لما قاله مدير الشؤون الدولية بشركة النفط الوطنية الإيرانية سعيد خوشرو لرويترز أواخر سبتمبر. وقال المصدر المطلع إن صادرات الخام والمكثفات في أكتوبر ستصل إلى 2.09 مليون برميل يوميا، مسجلة أدنى مستوى منذ مارس 2016، انخفاضا من 2.57 مليون برميل يوميا في سبتمبر. وطلب المصدر عدم ذكر اسمه نظرا لسرية المعلومات. وجرى إعفاء إيران من اتفاق أوبك لخفض الإنتاج، بما يسمح للبلاد باستعادة حصتها السوقية بعدما رفعت عقوبات غربية عنها في يناير 2016 كانت قد فرضت عليها بسبب برنامجها النووي.

الإكوادور تطالب باستثنائها من تخفيض الإنتاج أو تعلق عضويتها في أوبك

على صعيد آخر قال وزير النفط الإكوادوري يوم الخميس إن بلاده ستطلب الانسحاب من أوبك لمدة عامين إذا لم توافق المنظمة على طلب لاستثنائها من نظام الحصص الإنتاجية. ويواجه البلد الواقع في أمريكا الجنوبية عجزا ضخما في الميزانية وحاجات تمويل بسبب هبوط أسعار النفط وزلزال مدمر العام الماضي . وتخطط الإكوادور لعرض طلبها لاستثنائها من قيود الإنتاج في الاجتماع القادم لمنظمة البلدان المصدرة للنفط الشهر المقبل.

وقال وزير النفط كارلوس بيريس للصحفيين: «الطلب إلى أوبك سيكون لتفادي التقيد بالتخفيضات ونحن سنقدم الطلب في نوفمبر». وأضاف قائلا «البديل الثاني هو أن نطلب الانسحاب لمدة عامين من أوبك لكننا نأمل بأن يحظى الخيار الأول بالقبول». وقال بيريس إن هناك احتمالا آخر هو أن تخرج الإكوادور من أوبك بشكل دائم لكن ذلك القرار سيتعين أن يتخذه رئيس الإكوادور.

وتخفض أوبك وتسعة منتجين آخرين للنفط من بينهم روسيا، إنتاج الخام بحوالي 1.8 مليون برميل يوميا حتى نهاية مارس 2018 في محاولة لإزالة تخمة في الإمدادات تكبح الأسعار. وقال الأمين العام لأوبك في وقت سابق هذا الشهر إن منتجي النفط يعملون على بناء توافق لتمديد ذلك الاتفاق. وتخطط الإكوادور لزيادة إنتاج الخام بمقدار 50 ألف برميل يوميا بحلول 2018 . وأرغمت حاجات التمويل حكومة الرئيس لينين مورينو التي تولت السلطة في مايو على اللجوء إلى الأسواق الدولية واتخاذ إصلاحات ضريبية وإجراءات تقشف في القطاع العام. ويبلغ إنتاج الإكوادور من النفط حاليا 530 ألف برميل يوميا.