1146072
1146072
العرب والعالم

القوات العراقية تطارد تنظيم «داعش» في آخر رقعة يحتلها بالعراق

26 أكتوبر 2017
26 أكتوبر 2017

العبادي يؤكد على إلغاء استفتاء إقليم كردستان والالتزام بالدستور -

بغداد ـ عمان ـ جبار الربيعي-(د ب أ) -

نجحت القوات العراقية المشتركة، بعد ساعات من إطلاق القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي عمليات تحرير غرب الأنبار آخر ما تبقى لعناصر «داعش» الإرهابي في العراق، من استعادة مناطق كانت العصابات الإجرامية، تفرض سيطرتها عليها.

وأطلق القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، عملية تحرير قضاء القائم آخر معقل رئيسي للتنظيم المتطرف غربي محافظة الأنبار والقريب من الحدود العراقية السورية.

وقال العبادي في بيان تلقت «عمان» نسخة منه إن «جحافل قوات الجيش العراقي تزحف للقضاء على آخر معقل للإرهاب في العراق لتحرير القائم وراوة والقرى والقصبات في غرب الأنبار والتي ستعود جميعها الى ارض الوطن بعزيمة وصمود مقاتلينا الأبطال»، مؤكداً «انطلاق عملية تحرير القائم».

وبحسب قائد عمليات تحرير غرب الأنبار الفريق الركن عبد الأمير يار الله، أن عمليات تحرير مدينتي راوة والقائم تهدف لتأمين الحدود الواقعة بين العراق وسوريا. وقال يار الله في بيان بعد انطلاق العمليات العسكرية وتلقته «عمان»، إن «قطعات قيادة عمليات الأنبار وقيادة عمليات الجزيرة وقطعات الحشد الشعبي والحشد العشائري وشرطة الأنبار شرعت بعملية واسعة لتحرير مناطق غرب الأنبار (راوة، العبيدي، سعدة، الكرابلة، القائم، معامل الفوسفات والسمنت، مناطق تي1 وكافة المناطق والقرى المحيطة بها وتأمين الحدود بين العراق وسوريا».

وأفادت مصادر عسكرية في محافظة الأنبار، امس بتحرير القوات العراقية من مقر عمليات الجزيرة والبادية الذي كان يسيطر عليه عناصر التنظيم المتطرف في العراق.

وقالت المصادر، إن «القوات العراقية تمكنت بعد ساعات من انطلاق العمليات العسكرية، من تحرير مقر قيادة عمليات الجزيرة والبادية القريب من منطقة راوة، فيما تواصل تقدمها باتجاه الشارع العام»، مؤكدة ان «القوات مستمرة في تقدمها، بعد تفجير العبوات المزروعة في الطريق».

بينما تمكنت القوات المشتركة من تدمير دفاعات تنظيم «داعش» الإرهابي، وفقاً لبيان من اعلام قوات الحشد الشعبي التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية النظامية. وبحسب البيان، فإن «قوات الحشد الشعبي والقطعات الأمنية بإسناد طيران الجيش عززتا، تواجدها في محيط القائم بأكثر من محور بعد تدمير دفاعات داعش المتقدمة».

ووصف رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، انطلاق عمليات تحرير مناطق غربي الانبار بـ»بشرى سارة» يزفها الشجعان في القوات الامنية المشتركة الى الشعب الصابر، مبيناً ان فرض سطوة الدولة على الحدود والمعابر سيسهم في تحسين الوضع الامني والسياسي والاقتصادي.

كما افاد مصدر عسكري عراقي أمس بأن تنظيم «داعش» يجبر السكان المدنيين على القتال في صفوفه لمواجهة الجيش العراقي الذي يتقدم الى مدينة القائم 500 كم غرب بغداد.وقال المصدر لوكالة الانباء الألمانية (د.ب.ا) أن «تنظيم داعش يقوم بتفتيش المنازل في مدينة القائم، واجبار السكان المدنيين على التطوع في صفوف التنظيم المتطرف، وحمل السلاح لمواجهة تقدم الجيش العراقي صوب المدينة».

على الصعيد السياسي، التقى رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي في العاصمة الايرانية طهران، المرشد الأعلى في ايران علي الخامنئي.

وقال الخامنئي في بيان اورده مكتب العبادي إن «من حق العراق القوي والمنتصر ان يلعب دورا قياديا في المنطقة»، مجددا «دعمه لوحدة العراق»، مشيرا الى ان «الانتصارات العراقية اصبحت منارا ومشروعا للنهوض في المنطقة».

من جهته اكد العبادي، وفقاً للبيان ان «الانتصارات والنجاحات تحققت بوحدة وتضحيات العراقيين». واوضح رئيس مجلس الوزراء مشروع رؤية العراق لمستقبل المنطقة الذي يدعو الى السير في طريق تبادل المصالح المشتركة وتحقيق التنمية بدل الحروب والنزاعات.

وعلى صعيد ذاته، اكد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي خلال جلسة المباحثات الرسمية المشتركة ان تعزيز العلاقات بين العراق وايران مهم ليس لنا فقط وانما لعموم المنطقة وأمنها واستقرارها وازدهارها، ونحن ندعو الى التعاون وتبادل المصالح لخدمة شعوبنا وانهاء التدخلات التي ادت الى المزيد من الدمار والضحايا والنازحين، ولذلك نطرح التنمية بديلا عن الخلافات والنزاعات بين دول المنطقة وتبديد ثرواتها وطاقتها، كما ان علينا استثمار طاقة الشباب الذي تحاول العصابات الارهابية جذبه اليها. وحول عمليات التحرير قال: امس بدأت عملية تحرير آخر معاقل تنظيم داعش الإرهابي، وتوجيهاتنا لقواتنا ان تمد يدها للمواطنين.

وتابع: اننا رفضنا فكرة استيعاب «داعش» وقررنا القضاء عليها لأن بقاءها خطر على الجميع، على حد قوله.

واكد، ان اجراء الاستفتاء جاء في وقت نخوض فيه حربا ضد داعش وبعد ان توحدنا لقتال داعش، وحذرنا من اجرائه لكن دون جدوى، ولم نعتبر اجراءاتنا الدستورية في بسط السلطة الاتحادية الا انتصارا لجميع العراقيين، واستراتيجيتنا هي اخضاع هذه المناطق لسلطة الدولة، ونحن لا نقبل الا بإلغاء الاستفتاء والالتزام بالدستور.

وبحث الوزراء من الوفدين اهم الملفات المطروحة على جدول الاعمال ذات العلاقة بالنفط والطاقة والمياه والتبادل التجاري والسياحة وغيرها، وفقاً للبيان.

على الصعيد ذاته، أكد الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، على اعتماد الحوار والدستور لدعم استقرار العملية السياسية ووحدة مكونات العراق.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية، في بيان تلقته «عمان»، إن «معصوم استقبل في قصر السلام ببغداد امس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش، وجرى خلال اللقاء استعراض التطورات السياسية والأمنية الأخيرة في العراق، بالإضافة إلى سبل انجاح الانتخابات المقبلة في مواعيدها الدستورية، فضلا عن دور الأمم المتحدة في المصالحة واعادة الاعمار ودعم النازحين».

وأكد معصوم، بحسب البيان، على «أهمية اعتماد الحوار والالتزام التام بالدستور لحل كافة المشاكل والخلافات الراهنة بما يسهم في دعم واستقرار العملية السياسية، والحفاظ على وحدة جميع مكونات الشعب العراقي»، مثمنا «الجهود التي تبذلها المنظمة الدولية في هذا الشأن». بدوره أكد كوبيتش «مواصلة المنظمة الدولية جهودها من اجل دعم طموحات العراقيين في الوحدة والاستقرار والتوصل الى حلول لكافة المشاكل والعقبات».