1145956
1145956
الرئيسية

افتتاح مهرجان «عمان للعلوم» في نسخته الأولى بالدعوة إلى تبني الابتكارات الطلابية

26 أكتوبر 2017
26 أكتوبر 2017

[gallery columns="5" size="medium" ids="527944,527943,527942,527941,527946"]

برعاية عمان والاوبزيرفر اعلاميا -

يتوج مسيرة 10 سنوات من مسابقة التنمية المعرفية بتوجيهات سامية -

أركان للتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والروبوت والتجارب والإنجازات التطبيقية -

كتبت – مُزنة الفهدية -

افتتح صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد مستشار جلالة السلطان – رئيس مجلس البحث العلمي صباح أمس مهرجان «عُمان للعلوم» بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، بحضور معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم وعدد من أصحاب السمو والمعالي والمسؤولين.

بدأ الحفل بجولة صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد بين جنبات المهرجان المكون من مجموعة من الأركان في «العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات، والروبوت، والابتكار»، للتعرف عن كثب على ابتكارات ومشاريع العلوم والرياضيات، والاطلاع على إنجازات الطلاب وتجاربهم التطبيقية، حيث تمّ تسليم هدية تذكارية لصاحب السمو راعي المناسبة بعد الجولة التي أجراها للتعرف على مجموعة من الأعمال الإبداعية العلمية والتطبيقية المختلفة في شتى مجالات العلوم.

وخلال أعمال افتتاح المهرجان أكدت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم أن أكبر إنجاز لوزارة التربية والتعليم يتمثل في تنظيم وتنفيذ مهرجان «عمان للعلوم»، حيث بدأت الوزارة عام 2007م بتنفيذ مسابقة التنمية المعرفية في العلوم والرياضيات والجغرافيا البيئية، وهي التي جاءت بتوجيهات من مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-، وتعد المسابقة انطلاقة لفكرة الاهتمام بالعلوم والرياضيات وتنمية ابتكارات وقدرات الطلاب، وغرس الثقافة العلمية لجميع مستويات الطلبة والطالبات.

وأضافت الشيبانية: نسعى من خلال الأنظمة التعليمية المقدمة إلى تقديم المهرجانات العلمية؛ لإبراز المواهب والقدرات وإيجاد الشغف في العلوم والرياضيات منذ الصغر، ونأمل بعد الانتهاء من فعاليات وأنشطة مهرجان «عمان للعلوم» تبني بعض الابتكارات العلمية من قِبل المؤسسات المعنية والقطاع الخاص وربط بعض منها بجانب ريادة الأعمال.

وكشفت الشيبانية أن لدى وزارة التربية والتعليم دائرة مختصة بالابتكار تم من خلالها تطوير مواد العلوم والرياضيات، مشيرة إلى أن التطوير مستمر، ويتم تقييم الطلاب دوليا، وتبذل الوزارة كافة الجهود للارتقاء بمجالات العلوم والرياضيات والابتكارات، والسعي نحو تحقيق التوسع في مجالات العلوم والابتكارات وتعريف المجتمع بابتكارات الطلاب لتحفيزهم على بذل المزيد من الابتكارات والتجارب والاكتشافات العلمية.

قرية صغيرة ومظلة وطنية

من جانبه قال سعادة الدكتور سعود بن سالم البلوشي وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية: «جاء تنظيم وتنفيذ مهرجان عمان للعلوم 2017م في إطار الاستراتيجية الوطنية للتعليم وللابتكار، وتطوير ممارسات وزارة التربية والتعليم من خلال مدارسها الحكومية والخاصة في تبسيط وتسهيل مفاهيم العلوم وبيان وظيفتها وفوائدها في الحياة».

وأضاف سعادته: يعد المهرجان قرية صغيرة ومظلة وطنية تضم مختلف أنواع الأنشطة العلمية في السلطنة، حيث يلتقي مختلف الفئات العمرية والمستويات العلمية لطلبة المدارس والكليات والجامعات وأولياء أمورهم، مشيراً إلى أن المهرجان يسعى إلى تقديم العلوم بشكل تفاعلي وبسيط ووظيفي، وأتقدم بالشكر الجزيل إلى جميع الشركاء والداعمين والمساهمين في إنجاح وتحقيق مهرجان «عمان للعلوم»، وأخص بالشكر القطاع الخاص المساهم في تمويل تكاليف المهرجان وعلى رأسهم شركة تنمية نفط عمان وشركة المدينة وباقي الشركات الأخرى المساهمة.

أوراق عمل متخصصة

قدم الدكتور مايكل هوتش من المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية ورقة عمل بعنوان «المشاركة والتواصل لتعزيز تعليم العلوم» من خلال جلسة حوارية «عمان نحو المستقبل» بإدارة سعادة حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج، تحدث من خلالها عن تأسيسه لبرنامج وشبكة (art@CMS) الذي يعنى بتعزيز التعليم وتعلم مختلف التخصصات العلمية والتواصل من خلالها، مشيراً إلى أن البرنامج يهدف إلى تنفيذ أنشطة مبتكرة وإبداعية يشارك فيها المعلمون أو المشرفون والمدارس والطلاب، لتعزيز وتقوية مهارات البحث العلمي لديهم، ويعتمد البرنامج على المشاركة الدولية وعلى إنشاء الشبكات المحلية التي توفر وتهيئ الأرضية المناسبة لمختلف أشكال التعليم الذي يعزز المهارات التي تعتبر أكثر ملاءمة ومواءمة للقرن الحادي والعشرين.

من جانبه قدم الدكتور جراهام أوربوود بروفيسور «فخري متقاعد» من جامعة يورك متخصص في التربية «OISE» ورقة عمل حول العلوم التقنية والتعليم والرؤية 2020-2050م، وركز على استخدام التقويم التربوي في تعزيز وتطوير تعلم الطلاب وتحسين البيئة المدرسية.

وتحدث أحمد أمين عاشور المدير الإقليمي للقطاع التعليمي في مايكروسوفت الخليج عن التحول الرقمي في قطاع التعليم، وذلك من خلال جلسة حوارية بعنوان: «الابتكار والمستقبل» قدمها الدكتور زهران الصلتي مدير مركز خدمة المجتمع بجامعة السلطان قابوس.

وقدمت الدكتورة شريفة بنت حمود الحارثية أخصائي أول التخطيط والدراسات في دائرة التخطيط والدراسات بمجلس البحث العلمي ورقة عمل بعنوان «الاستراتيجية الوطنية للابتكار».

أركان علمية متنوعة

قال ناصر بن سعيد الصلتي مساعد العميد بالدراسات الجامعية الأولى بكلية العلوم بجامعة السلطان قابوس: إنه من خلال ركن الرياضيات سيتم تقديم 8 أقسام تتحدث عن أسرار الحساب في الرياضيات من خلال الطرق التقليدية والحساب الذهني، وركن آخر يتضمن تطبيقات الرياضيات في الحياة اليومية وعرضها بطريقة مرنة يسهل تقبلها لدى جميع فئات أفراد المجتمع، وركن يختص بجماليات الرياضيات وأشكال الأرقام ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى اكتشاف الموهوبين من خلال تقديم أسئلة متفاوتة المستويات، كما يتم تقديم عروض إحصائية وتحليل النتائج بيانيا.

وأضاف الصلتي: نسعى من خلال جميع أركان مهرجان «عمان للعلوم» لغرس مفهوم العلوم والرياضيات بأنها علوم حية مرتبطة بحياة الناس بعيدا عن التعقيدات والقوانين التي من الممكن أن تشتت الأذهان.

وتحدث عيسى بن سالم الجهضمي مدرب تنمية المهارات من شركة بريد الإنجاز عن الركن الخاص بهم وتقديم حلقات تدريبية بطريقة مرنة وشيقة من خلال مختلف الألعاب التعليمية، مضيفا أن المناهج الدراسية ليست بصعبة ولكن قد تكون هناك مجموعة من التحديات في فهم بعض القواعد والقوانين، حيث نلاحظ تقبل الطلاب لهذه العلوم بشكل أكبر من خلال روح التنافس والتحدي في فهم الألعاب والمشاركة فيها.

أما الطالب محمد بن حمد البلوشي تخصص هندسة «ميكاترونكس» بجامعة السلطان قابوس فتحدث عن ركن الروبوت الذي يعد من أبرز المجالات العلمية التي تساهم في تعزيز ثقافة الابتكار، ويختص الركن بشرح أشكال الروبوتات وطاقة التحكم والبرمجة والصناعة، مضيفا أنه يتم تقديم حلقة تدريبية يوضح من خلالها طريقة تركيب الهيكل والبرمجة.

توقيع اتفاقية: وعلى هامش أعمال المهرجان وقعت الهيئة العمانية للشراكة من أجل التنمية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم برنامج تعاون لتدريس منهج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات «STEM» في المدارس الحكومية بالسلطنة، بواقع 30 مدرسة من مختلف محافظات السلطنة، وذلك خلال ثلاث سنوات من عمر المشروع ابتداءً من الفصل الثاني من العام الدراسي الحالي 2017/‏‏2018، حيث وقع من جانب الوزارة سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل الوزارة للتعليم والمناهج، ومن جانب الهيئة العمانية للشراكة من أجل التنمية الدكتور ظافر بن عوض الشنفري الرئيس التنفيذي.

وقال الدكتور ظافر الشنفري إن الاتفاقية «تجسد منهج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أبرز أهداف الهيئة في تنمية مهارات الشباب ونقل أفضل الممارسات والمناهج العالمية التي من شأنها أن تساهم في بناء وتطوير قدرات الطلاب في مختلف المجالات العلمية، وفتح آفاق أوسع لهم في المستقبل، ولشركة رولز رويس المنفذة للبرنامج خبرة طويلة في هذا المجال ويكون لها دور كبير في إنجاح البرنامج وتحقيق نتائج إيجابية».

وأضاف الشنفري: يعد منهج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات «STEM» من البرامج التعليمية الرائدة المندرجة تحت مظلة برنامج تطوير مهارات الشباب بإشراف من الهيئة العمانية للشراكة من أجل التنمية الذي ينفذ بالشراكة مع شركة رولز رويس Rolls – Royce كجزء من التزامها مع الهيئة من خلال برنامج الشراكة من أجل التنمية، ويهدف المنهج إلى تحفيز الابتكار لدى الطلبة من خلال دراسة النشاطات الرئيسية لمساق المنهج وفق تجارب تعليمية تركز على ربط التعليم بالحياة اليومية، ويسعى المنهج إلى تحقيق مهارات التفكير الإبداعي والنقدي لدى الطلبة الذي بدوره يسهم في إنشاء جيل من الطلاب قادر على المشاركة الفعالة في التنمية المستدامة في المجتمع، ودخول عالم الاقتصاد القائم على المعرفة في مجالات العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا، ويهدف المشروع خلال فترة تنفيذه إلى تدريب 60 معلما عمانيا من بينهم 12 معلما يلتحقون ببرنامج «تدريب المدربين» في السنة الأولى وتهيئتهم لتدريب باقي المدرسين في السنوات اللاحقة، وإمكانية توسع الوزارة بتطبيقه في باقي مدارس السلطنة لضمان استدامته بعد فترة انتهائه، ويشمل المشروع تجهيز مختبرات بالمعدات والأدوات الأساسية اللازمة لتكون حاضنات تدريس لمنهج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، من أجل استمرارية العملية التعليمية خارج المدرسة، وتدشين موقع إلكتروني مصاحب للمنهج الدراسي، لفتح آفاق أرحب لدى الطالب واكتساب معلومات ومهارات جديدة من خلال الأنشطة التفاعلية التي يتيحها الموقع الذي يديره مختصون بالوزارة.

وفي نهاية حفل تدشين مهرجان عمان للعلوم 2017 كرمت معالي الدكتورة مديحة الشيبانية الطلاب الفائزين في مسابقة ابتكار الكويت، والأولمبياد الخليجي في الرياضيات والفيزياء، ومن ثم تم تقديم مجموعة من العروض المسرحية منها الجيولوجي الصغير، والروبوت العازي، ورحلة قطرة، الذي جاء من تنظيم فريق جائزة المصطفى الإيرانية، وتنفيذ مسابقات علمية هادفة ومتنوعة نظمتها جامعة السلطان قابوس ممثلة بدائرة الابتكار والأولمبياد العلمي.

يذكر أن بمهرجان «عمان للعلوم» بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض مجموعة واسعة من التجارب التطبيقية والابتكارات العلمية في مجالات العلوم المختلفة: العلوم الطبيعية والرياضيات، والطاقة والنقل، والأنظمة الهندسية، والبيئة، إضافة لركن المسابقات وتحدي الروبوت، حيث يعتبر المهرجان عنصرا مهما في تعزيز التنمية والتطوير لمخرجات التعلم، وغرس أهمية العلوم في الحياة من خلال تقديمها بأسلوب شيق ومرن، ويتم التخطيط لتوسعة المهرجان مستقبلا ليضم فعاليات وجهات متعاونة أكثر ولمدة أطول، وكل ذلك من أجل بناء إنسان يسهم بشكل بارز في خدمة الوطن.