1145760
1145760
المنوعات

ندوة علمية موسعة حول اللبان والنباتات الطبية بجامعة ظفار

26 أكتوبر 2017
26 أكتوبر 2017

بمشاركة مختصين من خارج السلطنة وداخلها -

صلالة – بخيت كيرداس الشحري -

خرجت الندوة العالمية الأولى حول اللبان والنباتات الطبية التي نظمتها جامعة ظفار بعدد من التوصيات أهمها تبني مشروع زراعة مليون شجرة لبان بالتنسيق مع الجهات المختصة بديوان البلاط السلطاني ووزارة الزراعة والثروة السمكية على غرار مشروع المليون نخلة، والعمل على وضع خطة لحماية شجرة اللبان والحفاظ عليها ووضع المحميات للمنفعة العامة وتحت تصرف الدولة وتعويض المستفيدين حاليا بما يتناسب مع دخلهم.

كما أوصت الندوة بأهمية تأهيل كفاءات علمية عمانية في المؤسسات العلمية الأوروبية خاصة جمهورية ألمانيا على مستوى الماجستير والدكتوراه في تخصصات البايوتكنولوجي وكيمياء النباتات الطبية والكيمياء الحيوية، وقيام مركز الأبحاث بجامعة ظفار بالتنسيق مع المختصين بدارسة علمية لحساب الكثافة الإنتاجية لأشجار اللبان في المناطق التي تتواجد فيها تلك الأشجار، وأن تعقد هذه الندوة مرة كل سنتين في رحاب جامعة ظفار،والعمل من أجل الاستفادة الشاملة من منتج اللبان وفي كل الاتجاهات (الصيدلانية والدوائية والتجميلية والمكملات الغذائية).

وكانت الندوة قد أقيمت بجامعة ظفار بقاعة المؤتمرات صباح أمس برعاية معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار بحضور معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية عضو مجلس أمناء الجامعة وعدد من أصحاب السعادة ورئيس الجامعة الأستاذ الدكتور حسن بن سعيد كشوب والدكتور أنور بن محمد الرواس رئيس مجلس إدارة جامعة ظفار وعدد من المهتمين والباحثين والخبراء الوطنيين من جامعات السلطنة وتواجد مميز لعلماء ومختصين من جامعات ومراكز متخصصة ومعاهد دولية كألمانيا وأستراليا وإنجلترا وحضور عربي من المملكة الأردنية الهاشمية.

وفي بداية الندوة ألقى الأستاذ الدكتور حسن بن سعيد كشوب كلمة قال فيها: تأتي أهمية هذه الندوة بتواجد نخبة من العلماء المشهود لهم بالكفاءة والخبرة في مجال اللبان برحاب جامعة ظفار لتبادل الآراء والأفكار حول استخدام مستخرجات اللبان.

وأشار إلى حرص الجامعة على أن يكون الهدف المنشود من هذه الندوة العالمية هو كيفية الاستفادة من اللبان العماني استنادا للاهتمام بشجرة اللبان كثروة وطنية اشتهرت بها عمان والمحافظة عليها وجه الخصوص عبر العصور والتاريخ، فبادرت جامعة ظفار بالقيام بمسؤوليتها ورسالتها تجاه مجتمعها وتنميته من خلال هذه الندوة التي جاءت بعد عصف وجهد مضن دام أعواما، وتمثل هذه الندوة دعوة تقودها الجامعة بضرورة تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية للعمل على تحسين البيئة واستزراع شجرة اللبان والإكثار منها وحمايتها من عوامل التصحر والرعي الجائر والتعدي البشري، وطالب بالتوسع في إيجاد محميات طبيعية لهذه الثروة القومية لما لها من من مساهمة في التنمية الاقتصادية.

وأضاف كشوب أن جامعة ظفار بحسها الوطني ودورها في المشاركة والمساهمة الفعالة في تلك الجهود أنشأت نواة بحثية تمثل مستقبل مركز للتنوع الأحيائي، وجاءت المبادرة بمخاطبة مجلس البحث العلمي لقيام كرسي التنوع الأحيائي بجامعة ظفار لتطوير الأبحاث وتدريب الكوادر العمانية والإشراف على الدراسات العليا وتعزيز جهود الجامعة في مجال أبحاث اللبان والتنوع الأحيائي بمحافظة ظفار أملاً في الحصول على الاستجابة والموافقة لقيام هذا المرفق البحثي العلمي.

وأشار د.كشوب إلى أن جامعة ظفار تعاونت مع جامعات ومعاهد ومؤسسات عالمية متخصصة في مجال اللبان حيث تشير الدراسات إلى وجود 70% من التنوع الأحيائي يتواجد بمحافظة ظفار وأن 80 نوعاً من هذه النباتات تنفرد بها المحافظة ويمكن تطويرها كمنتج واستثمارها اقتصاديا بجانب الموارد البترولية وغيرها، ونادى الأستاذ الدكتور حسن بوجوب وصول مرحلة التصنيع الدوائي والصناعات الدوائية والمستحضرات الطبية والتجميلية لشجرة اللبان دعما للاقتصاد الوطني والتنوع في المنتجات.

وختم كلمته بالشكر لمعالي وزير الدولة محافظ ظفار لرعايته الكريمة للندوة، كما تقدم بوافر الشكر والتقدير لمعالي عبدالعزيز بن محمد الرواس الموقر - مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية - عضو مجلس الأمناء على جهده اللامحدود لدعم خطط وبرامج الجامعة عامة، وأنشطتها في مجال أبحاث اللبان والنباتات الطبية والتنوع الأحيائي بالمنطقة، وكذلك الشكر لأصحاب المعالي والشيوخ أعضاء مجلس الأمناء لدعمهم وتشجيعهم المستمر لخطط وبرامج الجامعة في كافة المجالات، وتقدم بالامتنان للأساتذة العلماء والمشاركين الذين قدموا من خارج البلاد وداخلها لإثراء فعاليات هذه الندوة، ولكل من ساهم بوقته وجهده من المسؤولين والإعلاميين والعاملين بالجامعة وكافة فعاليات المجتمع، على الحضور والمشاركة في هذا الملتقى آملين أن توفق الجامعة في جهودها الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة في هذا البلد العزيز، تحت القيادة الحكيمة لحضرة مولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المفدى حفظه الله، ومتعه بنعمة الصحة والعافية والعمر المديد.

وقد شارك في الندوة العلمية الأولى للبان بجامعة ظفار وفود علمية خارجية تمثلت بالبروفيسور توماس افرث مدير معهد الكيميائية الحيوية للنبات بجامعة مينز بالمانيا والبروفيسور توماس سيمت مدير معهد المنتجات الطبية والصيدلة السريرية بجامعة اولم الألمانية ودكتور ايان كوك من جامعة جفث بأستراليا والفاضل جوزيف ميشيل بجامعة بانكر البريطانية بجانب الدكتور محمد سليمان البوريني الاختصاصي في أمراض الأورام من المملكة الأردنية الهاشمية.

كما شاركت الدكتورة شريفة الجابرية من المديرية العامة للصيدلة والرقابة الدوائية بوزارة الصحة بورقة عمل حول خطورة العقاقير المقلدة وتأثيراتها على صحة الإنسان ونادت بضرورة إخضاع المنتجات الدوائية للأنظمة التنظيمية وهو ما تقوم به وزارة الصحة.

وتناول علي بن سالم بيت سعيد من مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني تناول في ورقة عمله الإدارة البيئية المتكاملة للبان، بينما قدم الدكتور محسن بن مسلم العامري من دائرة البحوث الزراعية والحيوانية بمحافظة ظفار ورقة عمل حول التحليل الاقتصادي للمنتج التصنيعي للبان.

ووجدت الأوراق والبحوث المطروحة نقاشا علميا مستفيضا من قبل الباحثين والمشاركين من أطباء وصيدلانيين ومختصين في مجال الأدوية والنباتات ومعاهد ومراكز ومعامل مختصة بإنتاج الأدوية والمستحضرات الطبية والعلاجية والتجميلية.

وتم خلال جلسات الندوة الحديث حول إمكانية استخدام مكونات اللبان العماني كعلاجات فعالة وتقنيات اكتشافات جديدة من اللبان العماني لعمل منتجات جديدة، وتم بحث الاستراتيجية الجديدة لمعالجة أمراض تسببها البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية باستخدام اللبان العماني وكذلك استعراض الدراسات الكيميائية التي أجريت على اللبان العماني في مراكز دولية وإمكانية مساهمة مستخرجات اللبان في علاجات بعض الأمراض المستعصية والمزمنة. وتجدر الإشارة أنه تم افتتاح معرض مصاحب للندوة تضمن مشاركة العديد من الشركات المحلية التي تعنى باستخدام اللبان في صناعاتها.