إشراقات

فتاوى لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة

26 أكتوبر 2017
26 أكتوبر 2017

النبي محمد ثبت عنه عدم التلفظ بما يعبر عن نيته عند قيامه للصلاة -

في رجل لديه أولاد وهم بالغون سن الرشد، ولكنهم قاطعون للصلاة ولا يرتادون المسجد فماذا يكون واجب والدهم تجاههم؟

ليس بين العبد والكفر إلا ترك الصلاة، هكذا ثبت عن النبي الهادي الأمين عليه أفضل الصلاة والتسليم، وهذا يدل على أنه لا نصيب في الإسلام لمن أضاع الصلاة، والواجب على الأب إن حصل من أولاده أو بعضهم إضاعة الصلاة ألا يتساهل في تأديب هذا المضيع لصلاته إن كان قادرا على ذلك وإلا فما عليه إلا ما كان في مقدوره، وإن لم يحصل ارتداع من أولاده فعليه أن يقاطعهم لأن في صلتهم تشجيعا ضمنيا لهم على هذا المنكر العظيم. والله أعلم.

ما المقصود بكلمة الأهل في قوله تعالى: «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا»؟ وما مدى مسؤولية الرجل عن عبادة زوجه؟ وهل تسأل المرأة عن عبادة زوجها؟

الأهل هم الخاصة الذين يرعاهم الزوج كالزوجة والأولاد ومن يقع تحت مسؤوليته، فعليه أن يأمر هؤلاء بالصلاة وأن يصطبر هو نفسه عليها، ولا ريب أن الرجل مسؤول عن امرأته كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» فإن انحرفت عن الطريق السوي فعليه أن يقومها، فإن تركت الصلاة فعليه أن يدعوها إلى إقامتها وأن لا يتساهل معها في ذلك، والمرأة أيضا عليها حسب جهدها أن تأمر زوجها بحسن العبادة والاستقامة على طريق الحق، وأما إن عجزت عن ذلك فإن ذلك لا يقع تحت مسؤوليتها، إذ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها اللهم إلا إن كان انحرافه عن الطريق السوي يخرج به عن ملة الإسلام. وهنا لا يجوز لها المقام معه. والله أعلم.

هل يلزم التلفظ بالنية أو هي بالقلب كافية، وذلك في حال الاغتسال من الجنابة أو إزالة النجاسة أو الوضوء أو في حال القيام للصلاة؟

النية هي قصد الشيء بالقلب، يقال: كان فلان ناويا أن يفعل كذا أي كان عاقدا عزمه على فعله سواء أخبر عن هذا العزم أم لا، وتقول: نويت اليوم أن أزورك. أي عقدت العزم على زيارتك، وهذه هي النية الشرعية المعنية بقوله صلى الله عليه وسلم «إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى» وليس التلفظ ركنا منها ولا شرطا لها، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتلفظ بما يعبر عن نيته عند قيامه للصلاة، ولا عند وضوئه أو تطهره من نجاسة، وهكذا كان الصحابة والتابعون، وإنما أحدثت هذه الألفاظ من بعد لأجل عون العوام على استحضار معانيها، وقد نص المحققون من العلماء أنها غير لازمة، ومن هؤلاء قطب الأئمة في شامل الأصل والفرع، والإمام نور الدين السالمي في معارجه، وقد أطالا في بيان ذلك بما فيه مقنع للمستبصر، هذا والنية التي هي القصد بالقلب إنما تجب في غير معقول المعنى من الأعمال وذلك كالصلاة والوضوء، وأما ما كان معقول المعنى كالتطهر من النجاسة فلا تجب له النية، فلو فعله الإنسان ساهيا لم يكن عليه حرج ولم تلزمه الإعادة. والله أعلم.

هل يجوز للإنسان المسلم أن يصلي ركعات نفلا على أرواح الأولياء، أو أنه يعتبر شركا بالله؟

العبادات أمور توقيفية ليس للإنسان أن يزيد فيها ما لم يشرع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، وفي رواية «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»، وقال عليه أفضل الصلاة والسلام : «إن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار»، وصلاة ركعتين على أرواح الأولياء إما أن تكون قربة إليهم أو قربة عنهم وكل ذلك باطل، فإن كانت قربة إليهم فذلك عين الشرك لأن العبادات لا يتقرب بها إلا لله، ومن فعل ذلك فقد جعل لله ندا وذلك هو الشرك بعينه، وإن كانت قربة عنهم فهي بدعة وضلالة؛ لأن الصلاة لا ينوب فيها أحد عن أحد حيا كان أو ميتا ... والله أعلم.