العرب والعالم

الهند تدافع عن علاقاتها مع بيونج يانج وطهران

25 أكتوبر 2017
25 أكتوبر 2017

تيلرسون: واشنطن تشعر بالقلق على استقرار حكومة باكستان -

نيودلهي - (رويترز): دافعت وزيرة الخارجية الهندية عن علاقات بلادها مع كوريا الشمالية وإيران خلال محادثات أجرتها أمس مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بهدف بناء علاقات قوية بين البلدين.

وأطلقت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جهودا جديدة لتعزيز الروابط العسكرية والاقتصادية مع الهند كوسيلة لمواجهة تنامي النفوذ الصيني في آسيا.

وخلال المحادثات مع وزيرة الخارجية سوشما سواراج تعهد الجانبان بتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب وقال تيلرسون إن واشنطن مستعدة لتزويد نيودلهي بالتكنولوجيا العسكرية المتطورة. وقال تيلرسون في مؤتمر صحفي مع سواراج «تؤيد الولايات المتحدة تحول الهند إلى قوة رائدة وستواصل المساهمة في القدرات الهندية لتوفير الأمن في المنطقة».

وذكرت سواراج أن المحادثات تطرقت أيضا إلى علاقات الهند الدبلوماسية مع كوريا الشمالية في وقت تعزز فيه الولايات المتحدة الجهود لعزل بيونج يانج بسبب برامجها النووية والصاروخية.

وأبلغت سواراج الوزير الأمريكي أن الإبقاء على شكل من أشكال الوجود الدبلوماسي أمر ضروري حتى تظل قنوات الاتصال مفتوحة.

وقالت «وبالنسبة لمسألة السفارة فإن سفارتنا هناك صغيرة للغاية لكنها بالفعل سفارة، «قلت للوزير تيلرسون إنه يجب أن تظل هناك سفارات لبعض الدول الصديقة لهم حتى تظل بعض قنوات الاتصال مفتوحة». وكانت نيودلهي حظرت في الآونة الأخيرة التجارة في معظم البضائع مع بيونج يانج باستثناء بعض الأغذية أو الأدوية. وقالت سواراج إن التجارة بين البلدين في أضيق حدودها. يأتي التركيز على كوريا الشمالية فيما يتوجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الصين الشهر المقبل حيث من المتوقع أن يحث نظيره الصيني شي جين بينغ على الوفاء بالتزامه بمحاولة كبح جماح كوريا الشمالية.

ووصل تيلرسون إلى نيودلهي بعد زيارة استغرقت يوما واحدا لباكستان التي وصفها بأنها حليف مهم للولايات المتحدة في هذه المنطقة المضطربة. واجتمع مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي يسعى لتوثيق العلاقات مع واشنطن. وتحتفظ نيودلهي أيضا بعلاقات مع إيران التي تستهدفها إدارة ترامب بسبب مزاعم عن دعمها العسكري لجماعات متطرفة في الشرق الأوسط وبرنامجها للصواريخ الباليستية. ومنذ فترة طويلة تستورد الهند النفط من إيران وفي السنوات القليلة الماضية تعاون البلدان في مشروعات كبرى للبنية التحتية.

وتضغط الهند من أجل تطوير ميناء تشابهار الإيراني ليكون مركزا لروابطها التجارية مع الدول الغنية بالموارد الطبيعية في آسيا الوسطى وأفغانستان لكن موقف إدارة ترامب الصارم أثار مخاوف جديدة حيال مستقبل المشروع.

لكن تيلرسون أبدى موقفا تصالحيا بشأن علاقات نيودلهي وطهران قائلا إنه لا يمكن منع دول من تطوير مشروعات قانونية هناك.

وتابع «هدفنا ليس إلحاق الضرر بالشعب الإيراني أو التدخل في أنشطة تجارية مشروعة مع شركات أخرى سواء كانت من أوروبا أو الهند أو الاتفاقيات القائمة أو تلك التي تشجع النمو الاقتصادي والأنشطة التي تعود بالفائدة على أصدقائنا وحلفائنا»، وأضاف أن خلافات الولايات المتحدة مع النظام الإيراني وخاصة الحرس الثوري الإيراني. وتحرص الهند بشكل خاص على ميناء تشابهار كوسيلة للاستغناء عن خصمها القديم باكستان التي لا تسمح لها بسهولة التجارة وترتيبات العبور إلى أفغانستان وما وراءها.

وقال الوزير الأمريكي امس إن واشنطن تشعر بالقلق على استقرار حكومة باكستان في مواجهة الجماعات المتشددة وإنها تقف إلى جانب الهند في حربها على الإرهاب.

وقال تيلرسون إن واشنطن تقف كتفا بكتف مع الهند في محاربة الإرهاب الذي دأبت نيودلهي على القول إن مصدره جماعات متشددة تعمل من باكستان. وأضاف أن الجماعات المتشددة تمثل تهديدا للجميع في المنطقة بما فيها باكستان نفسها، ومضي قائلا «بصراحة تامة وجهة نظري التي عبرت عنها للقيادة في باكستان هي أننا نخشى على استقرار وأمن حكومة باكستان نفسها». وفال إن واشنطن حثت إسلام اباد على التحرك ضد الجماعات التي تعمل في أفغانستان والهند وداخل باكستان نفسها «لن يكون هناك تهاون مع الملاذات الآمنة للإرهابيين». وتقول باكستان إنها تفعل ما في وسعها لمحاربة المتشددين.